الجمعة 15 تشرين الثاني 2024
الحدث الثقافي
يصادف اليوم الخميس، الذكرى العشرين على رحيل الفنان التشكيلي الفلسطيني مصطفى الحلاج.
والحلاج، مولود في قرية سلمة قضاء يافا عام 1938، هجرت عائلته من قريتها إثر النكبة إلى مصر، وعانى الفقر ومرارة العيش، لكن كان لديه إصرار عنيد لدراسة الفن، فالتحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة بعد حصوله على الثانوية العامة، حيث درس فن النحت والعمارة.
تخرج الحلاج من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1963 وأقام أول معرض له في عام 1964، ثم أكمل دراسته العليا من خلال اشتراكه ودراسته في مرسم الأقصر جنوب مصر، والمشهور بالآثار والنحتيات وذلك عام 1968.
خلال دراسته الجامعية في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة ربطته علاقة مع زملائه الطلبة الذين أصبحوا من أهم الفنانين على الساحة المصرية في مجالات عدة، حيث كانوا يذكرونه ويقولون عنه إنه كان مبدعا ومميزا.
عرف عن الحلاج أنه صاحب فلسفة وواسع الثقافة، وله حضور مميز في كل أعماله ولوحاته، وبرز في مجال النحت والجرافيك، وعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني بطريقة فريدة، إذ تميزت أعماله في التعبير عن الأحداث برموز ودلالات خاصة به، وكانت له خصوصية في أسلوب الحفر، وأعماله تعتبر رمزا من رموز فن الجرافيك.
واعتمد الحلاج على اللونين الأبيض والأسود فقط، لأن الحياة بالنسبة له كانت هكذا ثنائيات متضادة، أبيض أسود، حياة موت، وجود عدم، حضور غياب.
انتقل بعدها الحلاج للإقامة في دمشق – مخيم اليرموك، وكان يعتبر نفسه الشاهد والضحية في آن واحد، حيث عبر عن ذلك من خلال رموزه (الحصان الرمزي) عن الواقع العربي والفلسطيني خاصة، وقد عبر عنها جيدا في زمن الثورة في عنفوانها والثورة في تراجعها.
نال الفنان جوائز عديدة أبرزها: الأولى التقديرية في مجال الحفر والطباعة اليدوية التي أصبحت مرجعا على الصعيد التقني والجمالي للعديد من الفنانين في مجاله، كما أقام العديد من المعارض في كل من: القاهرة، دمشق، بغداد، الرباط، الجزائر، تونس، عمان، الشارقة، أمستردام، موسكو، إيران، وغيرها من الدول.
لقب الراحل بشيخ الفنانين التشكيليين، وتوفي بتاريخ 15 كانون أول 2002 بحريق في مخيم اليرموك وهو يحاول إنقاذ جداريته التي كان ينوي المشاركة بها كضيف شرف في القاهرة لعام 2002-2003.
جدارية ارتجالات الحياة
تعتبر الجدارية التي أحرقت الحلاج والتي عرفت باسم "ارتجالات الحياة" الأطول في عالم فن الجرافيكي بطول 114 مترا، وعرض نصف متر، وتضم 126 جزءا، وهي ملحمة تؤرخ مسيرة الشعب الفلسطيني منذ كنعان الأول وصولا إلى رحلة الشتات، كما اشتملت على تراث جمع الحضارية الكنعانية والآشورية والفرعونية، وحضارات البحر المتوسط.
