الجمعة  15 تشرين الثاني 2024

وليد الشرفا في حضرة درويش.. شيء عن مشروعه الروائي وأعماله

2023-01-10 11:56:34 AM
وليد الشرفا في حضرة درويش.. شيء عن مشروعه الروائي وأعماله
د. وليد الشرفا ود. نادر صالحة

 الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

 استضاف متحف محمود درويش، مساء أمس الاثنين، الروائي والأكاديمي الفلسطيني وليد الشرفا ضمن برنامج مبدع في حضرة درويش.

وحاور الشرفا الأكاديمي نادر صالحة، حول حياته وتجربته الروائية، والقضايا الفلسفية المتنوعة.

وتحدث الشرفا عن مشروعه الروائي قائلا إنه مشروع الطفل الذي يريد أن يلعب، يبكي، ويمارس حالة من العبث اللغوي، كانت بدايته محاكاة مع الأساطير والحكايات و(الخراريف) وانتهى بنوع من الإدراك بأن الحكاية الفردية هي حكاية صدمة المجموع أو صدمة الحلم، مضيفا أنها تنعكس من خلال مجموعة من الأفراد بسبب إما ظروف خاصة أو بسبب حساسية ما وإمكانية القدرة على السرد، أو القدرة على التشكيل الجمالي، معتبرا أن المشروع الروائي هو مشروع إنساني في جوهره، وهو بحث.

الحياة كما يراها وليد الشرفا

يقول الروائي وليد الشرفا في تعريفه للحياة إنها فكرة ملتبسة تبدأ من الفيسيولوجيا والأيدلويوجيا، وتنتهي إلى السؤال المعرفي، فإذا أردنا أن نعرف أولا تصبح المتعة خالية من المعنى، فإما أن تستمع بالحياة وإما أن تفهمها، الاثنتين من الصعب أن يجتمعا.

وعرج الشرفا على فكرة أسماها متعة التراجيديا، معتبرا أن هذه المتعة لا يفهمها إلا من يدخل الدوائر المظلمة للإبداع وفيها يعرف الإنسان بأن فكرة الجوع والشبع والمتعة تصبح هامشية أمام فكرة تسجيل اللحظة ومتعة تشكيل الصور.

الحواس المعطلة في روايات الشرفا

وتطرق د. صالحة في حواره إلى موضوع تعطل الحواس عند مجموعة من أبطال روايات الشرفا، ابتداء من أولى روايته القادم من القيامة (2017)، انتهاء بعمله الأخير أرجوحة من عظام (2022) في محاولة لفهم ما الذي يحاول أن يقوله الشرفا في موضوع عدم تواجد الحواس وتعطلها وكيفية تعويضها بحالات مركبة في كثير من الأحيان.

وحول هذا قال الشرفا "إذا كانت الذاكرة قد قطعت عن معايشة الأشياء، وإذا كانت الحواس قد حرمت من الشعور، هنا سنلجأ إلى إنتاج علاماتي أو رمزي للحواس، بحيث تقوم الحواس بإنتاج تعويض ذاتي لتعيش ذاتها وبخلق متعة موازية أو ألم موازٍ، لذلك الفلسطيني كان دائما ضحية لأعظم حاستين في الوجود هما الخلق والحنين، واللتين لا يمكن أن يتحققا إلا بالحواس".

 

 "الكراهية جثة فمن منكم يريد أن يكون قبرا؟"

وفي سياق مختلف، تحدث الشرفا عن أقرب شخصيات رواياته وأبغضها إلى قلبه، قائلا إنه لا يكره أحدا منها، مستشهدا بمقولة جبران خليل جبران "الكراهية جثة فمن منكم يريد أن يكون قبرا؟". أما فيما يتعلق بالشخصية الأحب فاختار الشرفا شخصية "الوحيد" في رواية وارث الشواهد.

وحول سبب اختياره للوحيد، أوضح الشرفا أن السبب في ذلك يرجع لكون "الوحيد" شخصية تمتلك ما يسمى بحرية المشاعر وتمتلك القانون المعرفي الذي يحاكم ويدافع.

وبحسب الشرفا الوحيد هو الشخصية الرئيسية في رواية وارث الشواهد، استشهد والده عام 1967، وهجر جده من قرية عين حوض في الكرمل، وحتى لا يعود إلى أمه شهيدا مثلما عاد والده، قررت أن ترسله إلى أخواله في أمريكا لاتمام دراسته، لكن الذاكرة هناك ظلت تورطه.

الصورة كما يراها الشرفا

"الصدمة مستويان، صدمة خاصة يعيشها الجائع، المحروم، الشهيد، المكلوم، وحتى القاتل، وصدمة معرفية تنتج من خلال المثاقفة، والأولى هي الأخطر وهي التي تؤسس الإبداع."

في إجاباته عما إذا كان نص رواية "أرجوحة من عظام" أعد ليكون سيناريو لفيلم، تطرق الشرفا إلى مفهوم الصورة، وفكرة المشاهدة قائلا إن أعظم مؤثرين في الوجود هما صورة (الحياة والموت)، صورتين لا يمكن إدراكهما، فالصورة هي محاولة لفرض إدراك ومحاولة لوضع القارئ في مساحات تقمص الإدراك، والصورة التي تجعلك تتقمص الحالة هو إدراك محقق لكنه ناقص، ولكن مستوى معين من الكتابات الذي أوصلك لهذه الحالة هنا تصبح فكرة الصدمة الثقافية.

والصدمة مستويان، وفقا للشرفا، صدمة خاصة يعيشها الجائع، المحروم، الشهيد، المكلوم، وحتى القاتل، وصدمة معرفية تنتج من خلال المثاقفة، والأولى هي الأخطر وهي التي تؤسس الإبداع.

 وأردف: "التناص قد يصقل جماليات الشكل والإخراج ولكن الكاتب الذي يستطيع أن يفرض إدراكا مشتركا على قرائه فيه الألم والشوق والحنين والرغبة وتقمص الحالة، يكون قد استطاع أن يخرق مخيال الناس وقرائتهم، وهذا ليس بعملية سهلة، ولا يمكن لأحد لم يمر بالأولى أن يصل إلى الثانية.

وحول سؤاله عما إذا من المتوقع أن نرى قريبا عملا مصورا دراميا أو فيلما لإحدى روايته، وبالأخص الأخيرة (أرجوحة من عظام) أجاب الشرفا أن هذا يحتاج إلى علاقات وتمويل، لكن إذا حدث الأمر سيكون سعيدا وفخورا به.