الأحد  22 كانون الأول 2024

ضمن برنامجها "ذكرى مبدع".. مؤسسة محمود درويش تستذكر إرث جبرا إبراهيم جبرا

2023-01-23 11:29:09 AM
ضمن برنامجها
جبرا إبراهيم جبرا

الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

عقدت مؤسسة محمود درويش، بالشراكة مع كلية الآداب في جامعة بيت لحم، الأسبوع الماضي، ندوة أدبية للمفكر والأديب جبرا إبراهيم جبرا، ضمن فعاليات شهر إحياء اللغة العربية والاحتفاء برموزها الأدبية والنقدية.

وتركزت الندوة على حياة وأعمال الأديب من خلال عدة جلسات تم افتتاحها بفيلم قصير أعده مركز الدكتور سعيد عياد – برنامج الإعلام التفاعلي عن حياته وأعماله.

وافتتحت الندوة بكلمة لعميدة كلية الآداب في جامعة بيت لحم، قالت فيها: "إن جامعة بيت لحم دوما ما تحتفي بالإبداع والكتاب والأدباء والذين من ضمنهم جبرا التلحمي وسوف تستمر الجامعة بعقد مثل هذه الندوات باستمرار للحفاظ على الإرث الأدبي والفني والنقدي".

وقال مدير مؤسسة محمود درويش فتحي البس في كلمته "سنلقي الضوء على إبداع جبرا عبر كوكبة ممن درسوا تجربته بعمق، أو عرفوه عن كثب وهذا البرنامج ذكرى مبدع واحد من أنشطة متنوعة تقوم بها المؤسسة".

وتخللت الندوة التي أدارها رئيس دائرة اللغة العربية وبرنامج الإعلام التفاعلي في جامعة بيت لحم زياد بني شمسة ثلاث جلسات حول حياة الكاتب والناقد والأديب جبرا إبراهيم جبرا والمجالات التي أبدع فيها.

حياة جبرا إبراهيم جبرا في بغداد

وافتتحت المشاركات بمداخلات مجموعة من الأكاديميين والباحثين، إذ قرأ مدير مؤسسة محمود درويش كلمة بعنوان: "نظرة استطلاع أولية على حياة جبرا إبراهيم جبرا في بغداد"، أرسلها الكاتب والناقد العراقي ماجد السامرائي الذي تعذر حضوره، قال فيها: "حين نعود إلى ما قاله الناقد والمبدع الكبير جبرا إبراهيم جبرا في ذات حوار لي معه، إن ما كتبته من نقد إنما هو دفاع عن طريقتي في الكتابة الإبداعية سنلمس في نقده هذا، صورة الكاتب المبدع بحيوية حضورها وجاذبية الأسلوب الذي كتب به نقده".

ويرى السامرائي أن إبداع جبرا بتعدديته لا يمارس تأثيره على رؤية الناقد ولغته حسب، وإنما هناك تأكيد لما تشكل عنده من ميول إبداعية، فضلا عما يمكن أن نقف في نقده هذا على مفهومه لجوهر الإبداع وحقيقته وعلى أي نحو تطورت رؤيته النقدية خلال تطور رؤيته الإبداعية في جنسين من أجناس الكتابة التي حقق فيها حضوره وهما الرواية والشعر.

وتابع: "فإذا كان نقده هذا لا يقع خارج سياقات الإبداع فإنه بما اتخذ في النقد من أسلوب واعتمد من رؤية كان قدم ما يمكن أن نلمس فيه حالة توافق بين الرؤيتين الإبداعية فنا يتجلى بخصائصه، والإبداعية نظرة عقلية في عناصر تكوين النص (العمل الذي يقرأ)".

"وإذا جاز القول عن أديب كاتب إنه كان في حياته التي أحصاها بما كتب أسير الكتابة بما أسس بها من رؤية إبداعية جديدة أكدت حقيقة الإبداع والدوافع الفنية والموضوعية عنده، فإن هذا المسار هو ما كان جبرا قد انتسب إليه وهو الذي عاش 74 عاما أنجز خلالها 64 كتابا توزعت بين التأليف إبداعا ونقدا والترجمة التي حظيت بها أعمال شكسبير المسرحية إلى جانب الأعمال النقدية سواء ما كان منها قراءة في أعمال إبداعية من الأدب الغربي وأخرى طالت جوانب معرفية"، وفقا للسامرائي.

واعتبر الناقد العراقي أنه لا غرابة في هذا الجمع الذي يوحد بين الرؤيتين الفنية في أساسياتها الإبداعية، والفكرية في تكوينها المعرفي.

ويرى السامرائي أن الواقع الإبداعي الجديد الذي انتقاه جبرا في بغداد كان واقعا مدهشا وجد نفسه فيه وأمامه منجذبا إليه، ومنغمسا فيه فراح يرفده بما كان قد حمل من هناك من رؤية نقدية، منجذبا إليه بروحه الإبداعية التي كانت قد حملت بعض رواياتها الأولى انف الرسم وانف الشعر والرواية التي كانت تباشيرها قد هلت مع روايته الأولى صراخ في ليل طويل".

وتابع: "لقد وجز الواقع الثقافي والفني في بغداد بما حمل إليه سر أفكار ورؤى إبداعية من أجزاء الأساس التكويني لحداثة عربية تجلت أكثر ما تجلت في بداياتها الأولى في الشعر والفن التشكيلي وقد انجذبت إليها القصة القصيرة التي كانت إلهاما أو البارزة فيها، كما اجتمعت في مجموعته القصصية الوحيدة عرق".

واعتبر الناقد العراقي أن جبرا جاء بأفكار ورؤى نقدية وإبداعية استوعبت ما حمله الجيل الذي اجتمع معه حضورا وتطلعات ليمثلوا حقيقة الإبداع الجديد في الشعر والرسم.

جبرا إبراهيم جبرا مترجما

بدوره، تطرق الأكاديمي قسطندي شوملي إلى جبرا إبراهيم جبرا المترجم، مبينا إسهاماته في الترجمة، والمكانة التي احتلها كأفضل مترجم عربي.

وقال قسطندي في كلمته: "كان أبرز إسهامات جبرا إبراهيم جبرا في النقد والترجمة رغم إسهامه في ميدان الروايات والشعر والرسم وكان واحدا من المترجمين الذين جعلوا الترجمة واحدة من أنماط الإبداع الراقية من خلال ترجماته الأدبية الرائعة".

وتابع: "احتلت الترجمة الأدبية في الأدب الفلسطيني خلال القرن العشرين أهمية خاصة، وبوفاة جبرا يكون قد مضى على بدء الترجمة الأدبية قرن كامل، ويشبه دور جبرا في ميدان الترجمة الأدبية من اللغة الإنجليزية الدور الذي قام به عادل زعيتر في مطلع القرن العشرين والذي قام بترجمة ما يزيد عن 73 كتابا من الفرنسية من أمهات الكتب في الثقافة الأوروبية".

وأضاف: "لقد ترجم جبرا الرواية والمسرحية الدراسات النقدية والأدبية الشعر والمقالة والقصة القصيرة وكانت ترجماته بتعدد أشكالها وموضوعاتها تعبيرا عن حركية الذات الإبداعية عنده والتي يهمها دائما أن تقدم الأمثلة الحية لواقع النهضة الفكرية والإبداعية بما هنالك من طاقة كامنة دافعة إلى التجديد الابتكار".

تجربة شخصية

من جانبها، تطرقت الكاتبة تانيا ناصر إلى 3 مفاصل من تجربتها الشخصية لمعرفتها في جبرا إبراهيم جبرا، الذي التقت فيه لأول مرة في ندوة بالعاصمة الأردنية عمان عام 1990، لتختتم بعدها الندوة بعرض لمجموعة من أعمال جبرا في الفن التشكيلي ومقطوعة موسيقية لشعر ناصر.