الحدث- أرشيفنا
نشرت صحيفة فلسطين التي كانت تصدر فترة الانتداب البريطاني على فلسطين بتاريخ يوم الأربعاء الموافق 3 كانون الثاني 1945، تقريراً حول التجارة والبضائع اليهودية والفلسطينية التي بدأت في حينها تواجه مزاحمة من البضائع الإنكليزية والأمريكية الأرخص ثمنا في الأسواق العربية.
فيما يلي نص ما نشرته صحيفة فلسطين على صفحتها الثالثة:
تقول "هابوكر" في صفحتها الاقتصادية في فصل مطول نشرته تحت عنوان: "لقد بدأت المزاحمة بين البضائع الانكليزية والأمريكية وبين المصنوعات اليهودية في فلسطين!" أصيبت بضائعنا المصنوعة في فلسطين بنكبة في أسواق الشرق بتأثير مزاحمة البضائع الرخيصة بعد أن كانت بضائعنا تحتل تلك الأسواق رغم أسعارها المرتفعة فقد بدأت تصل إلى أسواق الشرق بضائع انكليزية وأميركية وتباع فيها بأسعار تعادل ثلث أسعار بضائعنا... كما أن هناك مزاحمة قائمة بين البضائع الرخيصة نفسها من أمريكية وأنكليزية، وقد قضت هذه المنافسة على مجمل طلب البضائع من فلسطين إلى أسواق الشرق. وفي خلال ذلك ظهرت عيوب كبرى في عملية تصدير البضائع الفلسطينية إلى الخارج.
فقد اشترت مصر من أمريكا ومن انكلترا كميات هائلة من بضائع الألبسة والأدوية والعقاقير الخ.. وأظهرت بذلك أنها تريد التحرر من البضائع المصنوعة في فلسطين.
ونتيجة لهذه الصفقات عدل المستوردون في مصر عن طلب "طلبيات" جديدة من فلسطين رغم أن البضائع الأمريكية والإنكليزية المشتراة لم تصل بعد إلى القطر المصري. ويعمد المستوردون في مصر الآن إلى "التخلص" من البضائع الفلسطينية الموجودة عندهم بطرحها في الأسواق بأسعار أقل بكثير من ثمنها قبل وصول البضائع الأمريكية والإنكليزية الجديدة إلى مصر خشية أن لا يكون للبضائئع الفلسطيطية أي ثمن بعد وصول البضائع الجديدة الرخيصة.
وكان التصدير من فلسطين ضعيفاً كذلك في المدة الأخيرة إلى سوريا ولبنان لأنهم في سوريا ولبنان استطاعوا الحصول على عروض جيدة رخيصة لبضائع المصدرين الفرنسيين وخاصة للملابس والعقاقير الطبية والكيماوية. ووصلت إلى العراق كميات كبيرة من البضائع، ولذلك أصبحت بضاعة المراهم والدهونات الطبية المصنوعة في فلسطين تباع هناك بأقل 30 في الماية من ثمنها الأصلي وأوقف تماماً استيراد هذه البضائع من فلسطين.
ويذكر القراء أننا نشرنا منذ أيام قريبة خلاصة مقال لأحد الاقتصاديين اليهود نقلا عن "هابوكر" يحذر فيه قومه من هذه النتائج التي أصبحت حقائق منشورة في الصحف اليهودية نفسها.