الثلاثاء  03 كانون الأول 2024

أرشيفنا| الإذاعة الفلسطينية في عام كتبها عزمي النشاشيبي مراقب البرامج

2023-02-20 08:29:36 AM
أرشيفنا| الإذاعة الفلسطينية في عام كتبها عزمي النشاشيبي مراقب البرامج
غلاف مجلة المنتدى

الحدث الفلسطيني- أرشيفا

نشرت مجلة المنتدى بتاريخ 3 يناير 1947، في المجلد 1 عدد 48، بانوراما عن أحوال الإذاعة الفلسطينية في عام، كتبها عزمي النشاشيبي، الذي كان حينها مراقب البرامج.

عزمي النشاشيبي

وفيا يلي ما كتبه النشاشيبي:

في أواخر عام 1945، كان القسم العربي بدار الإذاعة الفلسطينية يذيع بمعدل 4 ساعات في اليوم الواحد، وكانت إذاعتنا المسائية تنتهي في الساعة الثامنة فقط. وما إن أهل عام 1946 حتى كنا قد باشرنا بالإذاعة على موجة منفردة طولها 449 متراً، واتسعت برامجنا فأصبحت تذاع ثلاث مرات كل يوم في الصباح من السابعة والربع حتى الثامنة إلا ربع حين نقدم نشرة الأخبرا وتمرينات الصباح الرياضية ونختتم بآي الذكر الحكي، والآن في نهاية هذا العام زيدت هذه الحصة الصباحية حتى أصبحت من السابعة حتى الثامنة إلا الربع.

وفي الظهيرة ابتدأنا العام بإذاعة واحدة، من الثانية إلا الربع حتى الثالثة إلا الربع يومياً، وما إن مرت بضعة أشهر حتى زيدت هذه الحصة ربع ساعة آخر، بحيث أصبحت تنتهي في الساعة الثالثة تماماً، والبرنامج النهاري يتألف في العادة من نشرة الأخبار وبعض الحفلات الموسيقية والغنائية وقصة أو حديث. ومنذ 16 تشرين الأول الماضي أضيفت مادة جديدة مهمة إلى هذا البرنامج وهي الإذاعة المدرسية، فأصبحت تذاع مرتين في الأسبوع، يومي الاثنين والأربعاء الساعة 1:45-2:00 بعد أن استعد لها استعداداً كبيراً.

وأما برامج المساء فقد خصت بالقسم الأوفر من التوسيع والتحسين فهي تبتدي من السادسة والربع وتنتهي في التاسعة والنص، وتذاع فيها نشرتا أخبار، واحدة في السادسة والربع تماماً، يستهل بها البرنامج المسائي، والثانية في التاسعة تماماً، وهي أوسع نشرات اليوم وأهمها شأنا ومحيطاً.

لم يفتنا في هذه الناحية أن نراعي مشاركة الشعب جميع حفلاته في عام 1946 فعدا الأعياد الدينية والمسيحية كلها وعدا عن الإذاعات الخارجية الأسبوعية من المسجد الأقصى المبارك أيام الجمعة والأعياد، ومن الكنائس أيام الآحاد والأعياد، احتفلنا بعيد جلوس الملك عبد العزيز آل سعود ومولد جلالة الملك فاروق والذكرى الأولى لتأسيس الجامعة العربية.

وتشتمل برامج المساء على مواد ثابتة يومية وأسبوعة، لا تتغير مواعيدها، كالقرآن الكريم مثلاً فهو يذاع يومياً الساعة 8:00 -8:25 مساء.

ومن المواد اليومية الثابتة في المساء، عدا الأخبار والقرآن الكريم، كلية الإذاعة، وهو برنامج جديد، استخدث لأولئك الذين لم تتح لهم الظروف تكملة الدراسة المدرسية، ويذاع الساعة السابعة يومياً، بشكل حديث في موضوع من الموضوعات.

ثم هنالك المواد الأسبوعية الثابتة، وفي الدرجة الأولى منها أحاديث الأطفال، وهي تذاع الآن بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع أيام الاثنين والأربعاء والسبت الساعة 6:30- 7:00.

وتأتي بعد ذلك الأحاديث الأسبوعة الثابتة وفيها التلاوة الأسبوعة من "ألف ليلة وليلة" وسلسلة أحاديث "تعلم الإنجليزية" وحديث "الرياضة في أسبوع
 والأحاديث الطلقة وحديث "بيني وبين المستمعين" الأسبوعي، الذي يقدمه مراقب البرامج العربية ويعرض فيه أهم برامج الأسبوع ويتناول مختلف الموضوعات التي تهم المستعمعين، وهناك الحديث الزراعي الذي ياع تحت عنوان "حديث الحقل والقرية"، "وزاوية الكشافة" و"الحديث الصحي".

هذا عن أحاديث المساء، أما عن النهار فنحن لا ننس حديث "التموين والتدبير المنزلي" أيام الأحاد ثم قصة الأسبوع أيام الخميس وحديث المرأة ظهر أيام الجمعة.

ولا ييفوتنا في هذه المجلة أن نعرض لناحية مهمة في برامجنا هي البرامج الخاصة الأسبوعة فهناك مثلا برامج المذيعين، وقد كانت قبلا تقدم في أيام الخميس وهي الآن تذاع في فترات مختلفة بحسب ما يلائم بناء البرنامج.

من ذلك مثلا البرامج الخاصة التي يقدمها راديو فيلم والبرامج الخاصة الأخرى مثل "أوبري راجيا بتولا" "وأحمد شوقي- أمير الشعراء" و "موكب الحجيج" و "ابن زيدون" و "ذات النطاقين" وغيرها وغيرها.

وهنالك "الرواية الأسبوعية"، وهي تقدم مساء كل يوم ثلاثاء، و "زاوية العلوم والآداب" في مساء كل أربعاء" "وبرنامج القرية: مساء الجمعة وبرنامج "المدائح النبوية" مساء الجمعة أيضاً.

الصفحة الثامنة من مجلة المنتدى

أما عن الموسيقى والغناء فقد خطت برامجنا خطوات واسعة موفقة ونحن وإن كنا لا ندعي بلوغ الكمال في هذه البرامج حتى الآن نستطيع أن نؤكد أننا نبذل الجهد ليل نهار للسير بها نحو الغاية المرجوة والهدف المنشود.

ومن برامجنا الموسيقية الثابتة غير المسجلة، روضة الألحان وحفلات التواشيح الغنائية وهمسات القيثار يضاف إلى ذلك الحفلات الأسبوعية التي يقدمها مطربو المحطة السادة يحيى السعودي وصابر الصفح وكاظم السباسي ومحمد غازي وعام خداج ويوسف رضوان وجميل العاصي وأسعد رستم وفايز سالم ووجيه بدرخان وخليل سليمان ومحمد محسن والمطربات سناء وهيام عبد العزيز ودنيا. هذا وقد أخذنا في الآونة الأخيرة نذيع حفلات خارجية قدمنا منها حتى الآن ثلاثاً اثنتين في القدس وواحدة في نابلس ونرجو أن نقدم المزيد في المدن الأخرى في المستقبل.

وهنالك ناحية أخرى اوليت عناية خاص في برامجنا في عام 1946، هي برامج المناسبات العامة وخاصة المناسبات القومية منها، ولا غرو أذا نحن احتفلنا بهذه المناسبات لأن الإذاعة مصلحة قومية شعبية تتعامل على جهازها مختلف العوامل الوطنية والاجتماعية، بل هي في الواقع مرآة المجتمع تنعكس على صفحتها جميع الخطوط والاتجاهات الثقافية والفنية في حياة شعب من الشعوب.

الإذاعة مصلحة قومية شعبية تتعامل على جهازها مختلف العوامل الوطنية والاجتماعية، بل هي في الواقع مرآة المجتمع تنعكس على صفحتها جميع الخطوط والاتجاهات الثقافية والفنية في حياة شعب من الشعوب.

وانه لم يفتنا في هذه الناحية أن نراعي مشاركة الشعب جميع حفلاته في عام 1946 فعدا الأعياد الدينية والمسيحية كلها وعدا عن الإذاعات الخارجية الأسبوعية من المسجد الأقصى المبارك أيام الجمعة والأعياد، ومن الكنائس أيام الآحاد والأعياد، احتفلنا بعيد جلوس الملك عبد العزيز آل سعود ومولد جلالة الملك فاروق والذكرى الأولى لتأسيس الجامعة العربية. وفي 30 آذار احتفلنا مدة أسبوع كامل بالذكرى العاشرة (اليوبيل الخشبي) لتأسيس دار الإذاعة الفلسطينية، واختفلنا أيضا بعيد جلوس جلال الملك فيصل الثاني وعيد جلوس الملك فاروق الأول، وفي 25 أيار احتفل بعيد الاستقلال الأردني وانتقل المذياع إلى عاصمة الشرق العربي -عمان- لتسجيل أروع حدث في تاريخه الحديث فقد توج في ذلك اليوم سمو الأمير عبد الله ملكاً على شرق الأردن ووصف الاحتفال كله بالصوت الحي مدة خمس ساعات ونصف الساعة وكانت تلك أطول إذاعة خارجية في تاريخ الإذاعة. واحتوت وصف الجلسة التاريخية للمجلس التشريعي وإعلان الدستور وبيعة الملك ووصفا لاقتران هذه البيعة بالتوسيح السامي. واحتوت وصف قاعة العرش وخطب رئيس الوزارة ورئيس البلدية ووزير الخارجية وقاض القضاة وتوجت بالنطق السامي من جلالة الملك عبد الله المعظم واختتمت بوصف لاستعراض مليك البلاد لجيشه الباسل في مطار عمان.

واحتفلت الإذاعة أيضاً في برامجها بذكرى وفاة أمير الشعراء أحمد شوقي وذكرى استقلال الجمهورية اللبنانية وغيرها من المناسبات.

هذا عرض موجز سريع لأهم ما تضمنته برامج القسم العربي في دار الإذاعة الفلسطيني لعام 1946، ولو اتسع المجال لاستغرق العرض مجلدا ضخما.

ومما يلفت النظر في هذه البرامج بوجه خاص مضاعفة فترة القرآن الكريم الصباحية، وحفلات الموشحات الغنائية في مساء كل ثلاثاء، وإذاعات المدائح النبوية في مساء الجمعة والإذاعات المدرسية، والإذاعات الخارجية، بما فيها الإذاعات الدينية والفنية والرياضية.

ونحن اليوم نقف على عتبة العام الجديد بمثل العزم الذي اقتحمنا به العام المنصرم وفي أعناقنا أمانة عزيزة وفي نفوسنا أمنية غالية هي أن يمد إلينا جمهور مستمعينا الكرام يد المؤازرة والمعاضدة مثل ما فعل في الماضي وأكثر، ونحن نعاهده أمام الله وأمام ضمائرنا بأننا سنحمل الأمانة بكل قوة وإخلاص ونعمل على تحقيق الأمنية بكل عزيمة ومضاء، إلى أن يكتب لنا النجاح، والله ولي التوفيق.