الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات
ينظم متحف "كي برانلي" في باريس معرض "سنغور والفنون، إعادة ابتكار الشامل"، الذي يهدف إلى تقديم ومساءلة السياسة الثقافية للسياسي والفنان السنغالي ليوبولد سيدار سنغور، إضافة لبناء نوع من "دليل الفكر السنغوري".
ويتألف المعرض من مقالات ونصوص أرشيفية ومقابلات وصور غير منشورة ونسخ من الأعمال الفنية التي رافقت حياة وعمل سنغور.
وسنغور، هو أول رئيس للسنغال بعد استقلالها عن فرنسا عام 1960، جمع بين السياسة والأدب، ثم ترك الأولى ليتفرغ للأدب، ويعتبر أحد أبرز رواد حركة "الزنوجة" التي بدأت مع إيمي سيزير وليون جونتران داماس وسوزان سيزير وجين وبوليت ناردال، تلك التي ترى في مصطلح "الزنجي" الذي استخدم منذ عشرينيات القرن الماضي من قبل النشطاء والمثقفين والأفارقة، وصف مهين.
ويستعرض المعرض السياسة السنغالية والدبلوماسية الثقافية في أعقاب الاستقلال، وإنجازاتها الرئيسية في مجال الفنون البصرية وفنون الأداء، وحدودها، ذلك بالاستناد على مراجعات متتالية لفكر سنغور.
وبدأ سنغور رحلته الفكرية والسياسية في الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث شارك في المناقشات الدولية التي تندد بالعنصرية والاستعمار والفصل العنصري، كما اهتم بموضوع الاعتراف بفنون أفريقيا وشتاتها.
كما اهتم سنغور في توحيد الثقافات، من خلال حوار يوصل إلى حضارة عالمية ليست محصورة فقط بالغرب، وذلك من خلال التأكيد على أهمية كتابة أفريقيا لتاريخها، ماضيها، وحاضرها.
يتألف المعرض من ثلاث صالات تحمل مواضيع سنغور المختلفة، إذ يستطيع الزائر للصالة الأولى العودة إلى بدايات مسيرته الفكرية والسياسية، بدءا من دفاعه عن مفهوم الزنوجة، مرورا برؤيته لازدهار الثقافة، التي ربطها بضرورة إنهاء الاستعمار، واستغلال الشعوب الضعيفة والعنصرية، السمات الأساسية للقرن العشرين حسب رؤيته.
أما الصالة الثانية فاختصت بموضعته للزنوجة الفكرية في عمله السياسي، من موقعه كرئيس لجمهورية السنغال، إذ سعى إلى اعتراف العالم بالفنون الأفريقية، وعمل لهذا الغرض على تأسيس المهرجان الدولي للفنون الزنجية، للتعريف بمختلف الممارسات الفنية في القارة السوداء، بالإضافة لتنظيمه أول معرض دولي للفن الأفريقي في المتحف الحيوي في داكار.
والصالة الثالثة حملت عنوان "ميول ومقابلات" وأعدت لتظهر تنوع الممارسات والحركات الفنية الفتية في أفريقيا ومنطقة الكاريبي وأميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا، من خلال نحو مئتي عمل فني.