الأحد  24 تشرين الثاني 2024

دار المتوسط تصدر الأعمال الكاملة لأنسي الحاج

2023-02-28 08:19:12 AM
 دار المتوسط تصدر الأعمال الكاملة لأنسي الحاج
مقطع من غلاف الأعمال الكاملة لأنسي الحاج

الحدث الثقافي- إصدارات

مضت تسع سنوات منذ أن رحل عن عالمنا الشاعر اللبناني الكبير أنسي الحاج. ولأن الرحيل لا يعني الغياب، فقد قررت "دار المتوسط" أن تصدر المجموعة الكاملة لأعماله الشعرية.

وتقول منشورات المتوسط عن الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر أنسى الحاج: "لقد شكل أنسى الحاج حالة نادرة فى تاريخ الشعر العربي، مثل طفرة جينية من داخله، لكنه ربما جاء فى الزمن الخطا أو قبل أوانه أو بعده، لا يمكننا التثبت من ذلك، ولكنا نحلم مثلما كان يحلم هو، لذا نعيد نشر أعماله الآن، وأملنا أن نلفت انتباه الأجيال الجديدة لها وله، شعلة النار التى اتقدت فى ستينات القرن الماضى، والتى لا تزال متوهجة تحت أوراق الخريف."

أنسي الحاج

احتفال الإطلاق مناسبة لإطلاق نص مقابل

استُهلّ الاحتفال بعرض على الشاشة يظهر فيه أنسي في العديد من صوره، وفي بعضها يُلقي من شعره، قبل أن يقدّم عبدو وازن أنسي الحاج، شاعراً وإنساناً، في كلمة ألقاها من على المنصة، قبل أن تفرغ هذه لعرضٍ شارك فيه الأربعة الأوائل، ندى وجوليا ورفعت وعلي، وكان محتواه قراءات من شعر أنسي بالعربية والترجمة الفرنسية. قراءات ممسرحة، بحيث يقرأ لاعب مقاطع من الشعر ليسلّم القراءة لغيره، ولتتحوّل القراءة، مع الوقت، إلى انتقال سريع بين اللاعبين، الذين ينبس الواحد منهم ببيت، أو بكلمة من بيت، ليتلوه لاعبٌ آخر بالبيت الثاني، أو بتتمة البيت، هكذا يستمرّ التبادل بين اللاعبين، ويتسارع هذا بحيث يصل إلى ذروة تقطعُها، من بين الجمهور، رانيا غصن الحاج بغناء طويل لنص من كلمات الشاعر، فيما تخلّل العرض بين فترة وأُخرى عزف على الكمان لفرد نصر من تأليف عبدو منذر. 

بعد غناء رانيا يعود اللاعبون الأربعة إلى توزّع القراءة وتبادلها، إلى أن تتم دعوة الجمهور إلى التدخل في القراءة، فيقرأ جمعٌ عريض نسبياً، وبصوت واحد، ما يظهر على الشاشة من نص لأنسي. نص هو مثل بقية النصوص مختار بعناية، بحيث إن التلاوة المتوزّعة لم تتم عبثاً، فالنصوص والأبيات، في انسيابها وتواصلها، تتواصل بقصد وتتوزّع بقصد وتتبادل بقصد. ما يوحي أنّ وراء هذا العرض عملاً على النص الحاجي، واختيارات مقصودة، وتبويباً وانتقالات واعية، بحيث إننا هكذا أمام إعادة تركيب لشعر أنسي، وبناء منه لما يبدو نصاً جامعاً، ما يبدو وكأنه إرساء محطات مختلفة لشعره، وعقد ما بين موضوعاتها وإيقاعها، بحيث ينبني من مجموعها نص آخر، هو، على نحو ما، نص جديد، يخرج من مسرحة النص أداءً وكلمات.

أما المفاجأة الأُخرى فكانت في غناء رانيا غصن الحاج لمقطع من شعر الحاج. هذه هي المرة الأولى التي أسمع بها رانيا، التي لا أعرف موقعها من الغناء، لكنّ ما سمعناه كان أخّاذاً وساحراً، وأضاف إلى الإخراج والأداء قفزة كاملة. كنا نسمع رانيا فنشعر أن صوتها هو الآخر يضيف، من ناحية ثانية، قراءة أُخرى للشعر، بل يضيف إليه روحاً ثانية. لا نعرف كثيراً عن رانيا، لكن أداءها في العرض لا يبدو أنه فقط ابن ساعته، لا بد أن وراءه تراثاً طويلاً في الغناء، نرجو أن تستكمله المغنية وأن تواصله. كما لا بد أن نذكر، أن على طول العرض وفي إعداده وتركيبه على هذا النحو الممتع، كانت هناك مخرجة مهمّة هي لينا أبيض التي قدّمت بهذا العرض مسرحية كاملة.

غلاف الأعمال الكاملة لأنسي الحاج عن دار المتوسط

عن أنسي الحاج

أنسي  الحاج (27 يوليو 1937 - 18 فبراير 2014) شاعر لبناني معاصر، بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ 1954 في المجلّات الأدبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية، عمل فى الصحافة اليومية، وفى عام 1957 ساهم مع يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة شعر وعام 1960 أصدر في منشوراتها ديوانه الأول "لن"، وهو أول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية.

له ستّ مجموعات شعرية: "لن" 1960، "الرأس المقطوع" 1963، "ماضي الأيام الآتية" 1965، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" 1970، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" 1975، "الوليمة" 1994، وله كتاب مقالات في ثلاثة أجزاء هو "كلمات كلمات كلمات" 1978، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو "خواتم" في جزئين 1991 و1997، ومجموعة مؤلفات لم تُنشر بعد.

تُرجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والبرتغالية والأرمنية والفنلندية. صدرت أنطولوجيا "الأبد الطيّار" بالفرنسية في باريس عن دار أكت سود عام 1997 وأنطولوجيا الحب والذئب الحب وغيري بالألمانية مع الأصول العربية في برلين عام 1998؛ الترجمة الأولى أشرف عليها وقدّم لها عبد القادر الجنابي والأخرى ترجمها خالد المعالي وهربرت بيكر.