السبت  21 كانون الأول 2024

أرشيفات| المسرح الفلسطيني

2023-03-19 07:47:01 AM
أرشيفات| المسرح الفلسطيني
المقال كما جاء في مرآة الشرق

تدوين- أرشيفنا

نشرت صحيفة مرآة الشرق في عددها الصادر بتاريخ 21 تشرين الثاني 1936، مقالاً نقدياً حول واقع المسرح الفلسطيني، وأسباب تأخره.

وفيما يلي نص المقال:

وصف المرحوم الأستاذ الكبير محمد تيمور التمثيل بقوله إنه "فن من الفنون التي يحوم حولها الخيال والحب والجمال"

وقد أثر هذا القول في قلوب بعض الشباب المتحمسين فشاهدناهم يقومون بتمثيل روايات قوية عصرية مثل "جريمة الآباء" وشبح الأحرار، وفؤاد وليلى، التي فازت برضا الجمهور وإعجابه.

والتمثيل حديث العهد في بلادنا ولم يتقدم التقدم المحسوس للأسباب الآتية:-

دائرة المعارف: ورئيسها وأكثر موظفيها من الإنجليز، ولكن أيمنعها ذلك على أن تعمل لنجاح الفن في فلسطين وخصوصا بين العرب؟ أيمنعها ذلك من لم شتات الشباب المتحمسين لهذا الفن تحت سقف واحد وتمرينه على التمثيل وإرسال البعثات الفنية لمصر وإيطاليا وفرنسا؟ أيمنعها ذلك من تقديم المساعدات المالية والأدبية لمثل هذه الفرق؟

إن الفن لا دين له ولا وسط.

أغنياؤنا: إذا القينا نظرة عامة على اغنياء أوروبا نرى أن لهم ضلعا في كل أمر وأنهم الرأس المفكر في أكثر المسائل فنرى دور السينما والصالات والمسارح كلها تحت إدارتهم. أما أغنياؤنا فلا هم لهم سوى جمع المال وتكديسه، هل فكر أحدهم ببناء مسرح كبير؟ أو مساعدة فرقة من الفرق أو الإشراف على حركات الشباب الفنية؟ أما آن لهم أن يتقدموا ويخوضوا هذا الميدان؟

العادات القديمة البالية: مما يؤسف له أن نرى بعض الفتيات يتمسكن بأذيال المدنية ويقلدن أوروبا في كل شيء فاسد منحط، ويرفضن بكل شدة عندما يطلب إليهن المساعدة بإحياء رواية تمثيلية زاعمات أن التمثيل مهنة محتقرة، ونرى البعض الآخر منهن يرغب من صميم القلب وطء خشبة المسرح إنما يحول دون رغبتهن انتقادات الجمهور اللاذعة والآراء الرجعية البالية.

الفرق الأجنبية: لا كرامة لنبي في بلده: وكذلك لا فرقة تحترم في بلدها أما الفرق الأجنبية فمهما كانت قوميتها ومبداؤها وقوتها الفنية ومكانة أفرادها الاجتماعية ترانا نتراكض متسابقين لحضور حفلاتها.

ومهما قامت في البلاد من فرق قوية ومهما ضحى الشباب المتنور وتقدم إلى الأمام فلن يلاقي نفس التشجيع والإقبال اللذين تلاقيها الفرق الأجنبية.

والسبب في ذلك أننا تعودنا احترام الأجنبي ورفع شأنه ولو كان غير مستحقا لذلك.

تشجيع الجمهور الفلسطيني: لا أنكر أن للسينما أكبر الأثر في تقليل عدد مشجعي التمثيل وما تبقى لدينا من محبذين نراهم يميلون كل الميل إلى الروايات اللافنية.

وفي بعض الأحيان نجد للجمهور حذره لعدم إقباله وتشجيعه حفلة أو رواية وذلك إما لأن الفرقة متأخرة في الإخراج والإدارة أو لأنها لا تقدم الرواية المربح والكسب- إن الفن لم يخلق للربح والكسب.

مجلات مسرحية: إن افتقرت فلسطين إلى شيء فإلى المجلات المسرحية فتمثل الرواية وتقام الحفلة دون أن يسمع القائمون بها كلمة شكر أو يقرأون عنها نقدا نزيها. أنا لا أقول إن الممثل لا يمثل إلا للشهرة ولكن تشجيع الجمهور له وخصوصا الصحافة له أثره الأكبر في نفسه. فقد تخلق من الممثل الخامل ممثلا عبقريا ومن التلميذ أستاذا كبيرا.

ولدينا أسباب أخرى أهمها عدم التخصص في الإخراج والإدارة والتمثيل

فنرى شابا لا يفهم معنى الإخراج "يحشر نفسه ويأخذ في نقد وإخراج رواية لا يفهم منها شيئا وعدم اتحاد الآراء أو تضارب الأفكار هي من دواعي انحلال وهبوط الفرق.

وإن أنسى لا أنسى المؤلفين الفلسطينيين، فإني وكل مهتم بهذا الفن نأخذ على المؤلفين عدم إخراجهم شيئا  للمسرح ولا أظن إنهم راضون عن الروايات القديمة البالية مثل روميو وجولييت وعنترة وغيرها، نحن بحاجة إلى روايات عصرية قوية. تنتقد حالاتنا الاجتماعية الكثيرة.

القدس  جميل