تدوين- إصدارات
صدر للباحث المغربي د. زهير سوكاح، كتاب جديد يحمل عنوان: "ماذا بقي من الجائحة؟ مقاربة من منظور دراسات الذاكرة الجمعية"، عن منشورات منشورات سليكي أخوين بطنجة.
ويأتي التركيز على موضوع جائحة كورونا نظراً لما أسهمت فيه الجائحة، بوصفها حدثاً تاريخياً ذي أبعاد متعددة، في تشكّل تمثلات فردية وجمعية مرتبطة بالتداعيات المجتمعية والاقتصادية التي أفرزتها، ومن المؤكد أنها ستضل راسخة لفترة طويلة في الذاكرات الجمعية لشعب وثقافات العالم.
ويتناول هذا الكتاب الأبعاد الثلاثة للعلاقة المتشابكة بين الجائحة والذاكرة بالتحليل والمناقشة: يهتم البعد الأول بالحدث الجائحي، الذي استطاع استدعاء "ذاكرة قبلية" تحتزن تجارب جمعية لبعض المجتمعات تشبه الوضع، الذي أفرزه تفشي كورونا، أما البعد الثاني فتشكله الذاكرة المعيشية بوصفها ذاكرة عالمية مشتركة، تولي العلوم الإنسانية والاجتماعية على الصعيد العالمي اهتماما بالغا بها، فقد ينتقل قسم منها عبر وسائط متنوعة إلى ذاكرة مستقبلية، وهي الذاكرة البَعدية، التي ستستدعي الحدث الجائحي وتبعاته كماض منتهٍ ما لم يتهدد محتوياتها نسيان مستقبلي، وهذا هو البعد الثالث لهذه المقاربة البينتخصصية القائمة على توليفة من تخصصات عدة ابتداء من علم التاريخ ودراسات الذاكرة الجمعية ومروراً بعلم الاجتماع والدراسات الثقافية والأدبية ووصولا إلى علم النفس والدراسات الإعلامية.
يُشار إلى أن سوكاح، هو باحث متخصص في دراسات الذاكرة، ويعمل حاليا كمحاضر في كلية الفلسفة بجامعة هاينريش هاينه بدسلدورف الألمانية. صدرت له مجموعة متنوعة من المؤلفات والأبحاث باللغات العربية والألمانية والإنجليزية، حصل بعضها على جوائز بحثية كان آخرها جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في صنف الدراسات.
من بين أهم إصداراته "مدخل إلى دراسات الذاكرة في العلوم الإنسانية والاجتماعية"، والذي يعد أول مرجع من نوعه باللغة العربية حول حقل “دراسات الذاكرة” بوصفها مجموع مقاربات بين تخصصية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.