السبت  21 كانون الأول 2024

أرشيفات| رسالة إلى فدائي

2023-03-29 12:06:42 PM
أرشيفات| رسالة إلى فدائي

تدوين- ذاكرات/ أرشيفات

نشرت مجلة الثورة الفلسطينية، الصادرة عن المكتب الإعلامي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في عددها الأول الصادر بتاريخ 11 تشرين الأول 1967 مقالا بعنوان "رسالة إلى فدائي".

وفيما يلي نص المقال:

رسالة إلى فدائي.

نحن لا نعرف لك صورة.. ولكن، لك في قلب من قلوبنا، صورة.

ونحن لا نعرف لك أي اسم، لكن، اسمك، اسمك الرمز، محفور في خيال كل منا.

ونحن لا نعرف عنك أي شيء، إلا ما يصل إلينا من أخبارك.

هذه الأخبار، هي فقط ما نسمع، وهي هي فقط، التي تجعل قطرات الذل تجف عن جبيننا.

كل الماضي... كل شوق الماضي... كل تحرق الماضي إلى مسح الكارثة.

جسدته أنت في اختيارك الطريق الذي سلكت، عندما قررت أن تضع دمك فداء للوطن.

نحن، هزمنا، خسرنا الوطن، عندما قررنا أنه يمكن أن نربح المعركة بخطاب، بإذاعة.. باجتماع... أو بمؤتمر.

نحن، سننتصر، سنعيد الوطن، عندما قررت أنت أن توقف هذا الدجل، وهذا الخداع، وأن تختصر الطريق، فتموت... لنحيا.

نحن، أيها البطل، لا زلنا كما تعرفنا.

حتى وأنت تموت كل يوم داخل الحدود لا زلنا كما تعرفنا..

نحن، لم نتغير.... نحن نقرأ أخبارا في صحف الصباح، والصداع يأكل دماغنا من كثرة السهر.

نحن.. هل نستحق ما تفعله من أجلنا؟ هل نستحق قطرة واحدة من دمك؟

لو لم تكن بطلا، لو لم تكن قديسا، لو لم تكن لك طاقة أكبر من طاقات البشر، لما حاربت.

لما رميت قنبلة..

لما أمسكت رشاش..

لما وضعت روحك على كفك...

لو لم تكن بطلا، لخرجت، لهربت خارج الحدود.

لترقص وتسهر.. وتعيش مثل غيرك.

أنت بطل، لأنك تحارب لا من أجل أحد، وإنما من أجل وطنك.

أنت تموت .. لأنك تحب وطنك.

من أجل هذا أنت بطل.

ومن أجل هذا ... أكتب إليك لأقول:

يا سيدي...

نعم يا سيدي أعطني يدك لأقبلها، وهي اليد الوحيدة في دنيا العرب التي أرضى أن أقبل..

لأنها .... لأنها أشرف يد.

"الجمهور الجديد"