تدوين- إصدارات
صدر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، كتاب "إضراب ثقافي: الفن والمتاحف في عصر التظاهر والاحتجاج"، للكاتبة لورا رايكوفيتش. الكتاب ظهر بالإنجليزية عام 2021 عن منشورات فيرسو، فيما نقله إلى العربية لدار نينو المترجمان محمود عيسى ونوار عبدالله.
وفي الكتاب، تقرأ لورا رايكوفيتش ما تعيشه المؤسّسات الفنية حول العالم، والتي تصفها بمؤسّسات استعمارية تتظاهر بتبنّيها أيديولوجيا محايدة لكنها تخفي دورها في دعم القيم الرأسمالية المحافظة، بسبب التظاهرات والحملات المنظّمة التي تعارض مصادر تمويلها، والتي يأتي بعضها من وجهات مشبوهة وشركات سلاح مسؤولة عن قتل ملايين الضحايا، كما تناقش إصرار المتاحف، ومنها "المتحف البريطاني"، على عدم إعادة القطع الأثرية المنهوبة في زمن الاستعمار.
وتقول الكاتبة، نعيش في عصر التظاهرات والاحتجاجات. فقد طغت الحركات الراديكالية المتطرفة، بدءاً من السجون وإلغاء الديون الى احتجاجات حركة التمرد ضد الانقراض على النشاطات المناخية لبعض الدول، وتغلغلت ضمن الطاب السائد في مختلف أنحاء العالم. ونالت الثقافة والفن، بالضرورة، نصيبهما أيضا.
للفن إمكانات هائلة لتغيير المجتمع إلا أن المؤسسات التي يعتمد عليها تساعد في إبقاء أنظمة السلطة قائمة
لا ريب أن للفن إمكانات هائلة لتغيير المجتمع إلا أن المؤسسات التي يعتمد عليها تساعد في إبقاء أنظمة السلطة قائمة. وبقدر ما أحب المتاحف وكرّست حياتي المهنية لها، لكنني أجدها مستودعات للهيمنة الثقافية، ومرايا لآفات المجتمع، بدءاً من فجواء الثروة الهائلة وموروثات الاستعمار الأخرى وصولا إلى استبعاد الفئات المهمشة تاريخيا. إن المتاحف والمراكز الثقافية هي جزء من الوجود. وأعتقد أن هذا التغيير والتجديد لا يجعل المتاحف أفضل لعددٍ كبيرٍ من الناس فحسب، بل يرسم كذلك طرقاً لإحداث التغيير في المجتمع ككل.