يصادف اليوم 13 نيسان ذكرى تأسيس صحيفة "القدس الشريف" الأسبوعية السياسية المستقلة في القدس، لصاحبها ومحررها حسن صدقي الدجاني.
ولد الدجاني في القدس عام 1890، وفيها تلقى تعليمه حتى أتم دراسة الحقوق، وزاول التعليم في مدارسها، ونشط في الحركة السياسية والأدبية.
وحصل على شهادة الحقوق من جامعة "كمبريدج" البريطانية وهو في سن العشرين، ثم عاد إلى القدس فعمل في التدريس.
أصدر حسن صدقي جريدة القدس الشريف عام 1920، وصدر العدد الأول من الصحيفة في 13 نيسان 1920، تصف الصحيفة نفسها بأنها "جريدة عربية سياسية حرة تصدر مرتين في الأسبوع".وقد أعلنت منذ البداية مجاهرتها بمعارضة الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وكانت قد صدرت صحيفة بنفس الاسم كأول صحيفة بالعربية والعثمانية سمة 1876، لكن سرعان ما أغلقت، وظهرت مجددا في سنة 1903 بصورة أسبوعية بوصفها صحيفة وحيدة تقريبًا في البلاد، ووقف الشيخ علي الريماوي على تحرير القسم العربي فيها بينما ترأس عبد السلام كمال هيئة تحرير القسم التركي.
وأنشأ الدجاني جريدة جيروزالم غازيت باللغة الإنجليزية والتي صدر العدد الأول منها يوم 21 حزيران 1920، عبر فيها عن مواقه ضد وعد بلفور.
أتقن الدجاني عدة لغات وأنشأ المنتدى الأدبي الذي أغلقه البريطانيون فيما بعد، إضافة لكونه من رواد الترجمة في فلسطين، حيث ترجم في وقت مبكر رواية حذار للروائي التركي نامق كمال، ثم ترجم بعد ذلك كتاب "القانون الدولي والمللي الخاص في فلسطين".
وكان الراحل من المؤيدين لكتلة المعارضة، وساعد على إنشاء الأحزاب السياسية المعتدلة في العشرينات، كما اشترك في المؤتمرات الفلسطينية التي عقدت بين عامي (1921 - 1928).
إضافة إلى كونه عضو بارز في حزب الدفاع الوطني. عمل مستشارا للاتحاد الفلسطيني للسائقين، وقام على تنظيم إضراب السيارات سنة 1936، في مطلع الثورة الفلسطينية الكبرى.
اعتقلته السلطات البريطانية في القدس لدوره في إثارة ثورة 1936 ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين.
وجاء في خبر نشر في جريدة فلسطين بتاريخ 6 أيار 1936، تحت عنوان: "اعتقال حسن الدجاني وصالح عبده هزة عنيفة في سكان أهالي القدس" أن "رجال البوليس اعتقلوا حوالي الساعة الثالثة الأستاذ حسن صدقي بك الداجني، رئيس لجنة السيارات والسيد صالح عبده نائبه، ووضعتهما في ثكنة باب الخليل، وجاءت قوة كبيرة من البوليس الإنكليزي والفلسطيني برئاسة الضابطين سيكرست والياس حداد وطلبت من بعض أقرباء الأستاذ الداجني، فتج مكتبه، ولما أجاب أن المفايتح غير موجودة معهم كسرت قوة البوليس باب المكتب ودخلت إليه وبعد قليل جيء بالأستاذ الدجاني في سيارة مليئة برجال البوليس وصعد إلى مكتبه يرافقه الضابط سيكرست الذي أجرى تفتيشه ثم نقل الأستاذ الدجاني والسيد صالح عبده إلى السجن المركزي، وقد تجمهر في شارع مأمن الله عدد كبير من الأهالي وهتفوا وصفقوا للمعتقلين".
وللدجاني عدة مؤلفات منها: تفصيل ظلامة فلسطين. القدس المطبعة التجارية 1936، والقانون الدولي والملكي الخاص في فلسطين والشرق الأدنى (مترجم) نشر 1931.
وعام 1938، عثر على جثته ملقاة قرب رام الله صباح يوم 12 تشرين الأول 1938 مقيدة الايدي ومصابة بالرصاص، كان يومها عائدا من اجتماع سري مع جماعة من فصائل الثورة عقد في بيتونيا، الامر الذي اثار كثيرا من الشكوك والاحتجاجات على عمليات الاغتيال التي تزايدت في ذلك العام.