الجمعة 15 تشرين الثاني 2024
تدوين -تغطيات
أطلقت عائلة الرئيس السوري الراحل ناظم القدسي، موقعا خاصا بأرشيفه، يتضمن سجلا عاما لمسيرته السياسية باللغتين العربية والإنكليزية، تحت عنوان "المكتبة الرئاسية للدكتور ناظم القدسي".
وتتضمن المكتبة أكثر من 5000 وثيقة وصور ومحاضر جرائد وأرشيف التي تم جمعها وتصنيقها ومسحها ضوئيا ثم رفعها وتخزينها وربطها بين بعض واستغرق هذا العمل أكثر من 5 سنوات على فترات متقطعة من قبل فريق العمل لإنجازه.
ويشمل الموقع أيضا على محاضر مجلس النوابالتي تحتوي على جميع المناقشات والقرارات والقوانين التي تم سنها.
وأوضحت العائلة أن الرئيس الرحيل كان قد أشار في أحد تسجيلاته أنه سمح بنشر ذكرياته، إذ وثقها في شرائط تجاوزت الثلاثين شريطا وذلك بين عامي 1990 و1995 في مدينة عمان.
وبحسب العائلة تهدف هذه المكتبة إلى جعل أرشيف الراحل وأوراقه في متناول الباحثين، بالإضافة لخدمة التاريخ والبحوث الأكاديمية والتاريخية في سوريا والعالم، وأيضا لتعريف الأجيال الشابة عليه.
ويرى الكاتب السوري علي سفر أنه بظهور هذ الأرشيف فإن التدوين السياسي السوري، قد حصل على منحة مهمة، خرجت من الأدراج المغلقة، لتصبح بين أيدي القراء السوريين الذين غُيب عنهم تاريخ بلدهم بتفاصيله المجردة عن التضليل الحزبي والأيديولوجي، وأيضاً ليدرج بين أيدي الباحثين الذين لطالما شكوا غياب المصادر الناطقة بأصوات السياسيين أنفسهم، والتي تقدم روايتهم عن فترات مساهمتهم في صناعة تاريخ بلادهم.
سياسي سوري تولى منصبي رئيس سوريا ورئيس وزراء سوريا.
والقدسي مولود في حلب، عام 1905، درس الحقوق في دمشق ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم في جامعة جنيف. وبدأ حياته السياسية منتميا إلى حزب الكتلة الوطنية بقيادة هاشم الأتاسي لكنه فيما صور به مسيرته بدأ يختلف مع قيادة الكتلة الوطنية حين أعلنت الاتفاقات عن ضم لواء إسكندرون إلى تركيا في 1939، ومن ثم فإنه قرر أن ينضم إلى تحالف سياسي في حلب يقوده الزعيم رشدي الكخيا (1899 ـ 1987) زعيم حزب الشعب السوري فيما بعد. وقد فاز الرجلان في الانتخابات البرلمانية في 1943. وفي عهد رئاسة الرئيس شكري القوتلي لسوريا في 1943 عين الرئيس ناظم القدسي كأول سفير لسوريا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدم أوراق اعتماده للرئيس روزفلت في مارس 1945.
تولى رئاسة سوريا في حكومة الانفصال بتاريخ بين عامي 1961 و1963. خلفا للرئيس جمال عبد الناصر وفي 1962 فاز الرئيس ناظم القدسي أيضا بعضوية البرلمان.
وعمل القدسي على تحقيق مشروع الوحدة مع العراق، ووصل إلى مرحلة متقدمة في مفاوضاته مع القادة العراقيين، ولكن انقلاباً جديداً وقع في دمشق يوم 19 كانون الأول/ديسمبر 1949، منعه من تحقيق الحلم، وكان بقيادة العقيد أديب الشيشكلي، المعارض للعراق ولحزب الشعب.
وعمل كنائب لمجلس النواب عام 1954، وترأس الحكومة السورية لمرتين في عام 1950 و1951.
