الأحد  22 كانون الأول 2024

ترشيحات للقارئ .. في اليوم العالمي للكتاب

2023-04-23 03:44:42 PM
ترشيحات للقارئ .. في اليوم العالمي للكتاب

تدوين- ثقافات

تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) باليوم العالمي للكتاب في 23 نيسان من كل عام، ويعد هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالكتاب والمؤلفين حول العالم.

وعقد أول احتفال في 1995، وتم اختيار التاريخ كونه يوافق ذكرى وفاة عدد من الأدباء العالميين، مثل وليم شكسبير، غارثيلاسو دي لا فيغا، وميغيل دي ثيربانتس.

العاصمة العالمية للكتاب لعام 2023

وفي اليوم العالمي للكتاب من كل عام تختار منظمة اليونسكو بالتعاون مع منظمات أخرى عالمية معنية بالكتب- مدينة كعاصمة دولية للكتب؛ وذلك بهدف تشجيع الناس عمومًا والشباب على وجه الخصوص حول العالم على اكتشاف متعة القراءة، واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها الأدباء عبر العصور من أجل نشر الثقافة بين الشعوب. كما تتعهد عاصمة الكتاب المختارة كل عام بالترويج للكتب والتشجيع على القراءة في مختلف الفئات العمرية والسكانية داخل الدولة وخارجها، كما تتعهد باستحداث برنامج للأنشطة الثقافية في ذلك العام.

ومنحت المديرة العامة لليونسكو أودري أوزولاي مدينة أكرا في غانا لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2023، ذلك بسبب الجهد الكبير الذي تبذله لضمان منفعة الشباب، وإطلاق العنان لإمكاناتهم كي يساهموا في الارتقاء بثقافة غانا، وبهذا الصدد تقترح مدينة أكرا برنامجًا يهدف إلى توظيف القوة التي تحتضنها الكتب بين ثناياها لإثارة اهتمام الشباب وتحفيزه على الثقافة والقيام بدوره الفعال في المجتمع.

وبمناسبة هذا اليوم التقت تدوين بمجموعة من المثقفين وسألتهم عن كتاب يرشحوه للقراء، فتنوعت إجاباتهم بين الكتب والروايات وهكذا كانت:

التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

يقول الأديب علي نسر إن كتاب "التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور" لمصطفى حجازي من الكتب المهمة للقراءة، ذلك لأنه يتناول نفسية المقهور والمناطق التي تكثر فيها الجريمة والتطرف، وكيف يمكن للضحية أن تتحول إلى جلاد نتيجة القهر الذي تعيشه.

العادات الذّريّة

أما الشاعر جهاد حنفي فرشح للقراء كتاب العادات الذرية للكاتب جيمس كلير، وذلك لأنه يقدم أسلوبا سلسا ومقنعا لإنقاذ الوقت الضائع في حياتنا وإبدال العادات السيئة بحسنة وفق خطة ذكية يدعمها الكاتب بالأمثلة الواقعية التي نعايشها كل يوم.

بدلة إنجليزية وبقرة يهودية

أما الكاتب زياد خداش فيرى أن كل فلسطيني عليه أن يقرأ رواية "بدلة إنجليزية وبقرة يهودية"، حتى يعرف ماذا حدث عام 1948.

ويقول خداش: "أؤمن تماما أن الأدب أصدق وأكثر دقة في نقل الأخبار من كتب التاريخ والصحافة، لأن الأدب ينقل لنا الأحداث بعيون فنان ترى أبعد وأعمق من المؤرخ، منوها إلى حاجتنا إلى الوثيقة وإلى التاريخ والجغرافيا لنعرف.

ويضيف: "المؤرخ  يقول لنا كم شهيدا سقط في قرية سلمة مثلا والأديب أةو الفنان يقول لنا ما الذي كان يفكر فيه الغزاة؟  كيف شعر الشهداء وهم يرتقون  وكيف تحسر أقرباؤهم على رحيلهم وكيف كانت تفاصيل حياة الشهداء الإنسانية قبل غيابهم.

وفي بدلة إنجليزية وبقرة يهودية، وهي رائعة سعاد العامري، نعرف ماذا حدث في 1948 تماما وبدقة مخيفة عبر قصص أبطال وشخصيات الرواية ومفارقات حياتهم الشخصية، الطبيعية .

وبحسب خداش: اسوأ نتيجة للنكبة ليس فقط احتلال الأرض ونهب البيوت بل  كسر حياة الناس الطبيعية وتحويلها إلى شظايا حكايات.

ودعا الكاتب، الفلسطينيين إلى كتابة النكبة رواية وقصيدة ولوحة ومسرحية وفيلما لنعرف ماذا حدث وكيف حدث ما حدث.

وليمة لأعشاب البحر

بدوره، قال الشاعر قاسم نصر الله: "أرشح للقراء كتاب "وليمة لأعشاب البحر" لما فيه من غنى أدبي على صعيد الفن والمضمون حيث يتناول قضية الثورة التي تعتبر أساسا في الحياة العربية، ومشتركة في كافة الدول التي عانت من الاحتلال والقيود على كافة أنواعها واختلاف أشكالها.

إضافة إلى أن الكتاب يسلط الضوء على فترة من إنهيار الثورة وانحراف بعض أجزائها ما يجعلنا ننتبه إلى بعض الأمور المتعلقة بالثورة في يومنا هذا نتعلم من أخطاء الماضي فينعكس ذلك على ثورات اليوم والمستقبل، وفقا لنصر الله.

العمى

من جانبه، رشح الشاعر داوود مهنا رواية "العمى" للكاتب البرتغالي لويس ساراماغو؛ لأن أهميتها تكمن في أنها تتقاطع مع ما يجري في المجتمع الحالي، إذ تطرح تساؤلات عدة تتعلق بالأخلاق والإنسانية في مقابل السلطة. والامتحان الأكبر للإنسان يكمن في أن يختار بين الموت جوعا وبين التنازل عن كرامته وما يجعله إنسانا. هذه الرواية حدث عظيم يتكرر في مختلف المجتمعات كاشفا الطبيعة الحيوانية للإنسان.

مسافر عبر أيامي

بدورها، قالت الكاتبة ابتسام أبو ميالة إنها توصي بقراءة الكتب القديمة ككتب الجاحظ والمنفلوطي وما شابه؛ لأن لغتها العربية صحيحة ومتينة، كما أنها تثري ما يفتقد إليه أجيال من الطلبة، لما فيها من ألفاظ ومرادفات وبلاغة وحكم وما إلى ذلك، فالمناهج لم تعد تعتني بذلك.

أما فيما يخص إنتاجاتها الأدبية، قالت أبو ميالة إنها إنها تحب يقرأ العالم روايتها "مسافر عبر أيامي" التي تتحدث عما يعانيه الفلسطينيون حول المسجد الإبراهيمي المحاصر والمفرغ من كل شيء، إلا المستوطنين.

وأشارت أبو ميالة في حديثها إلى أن أحدا لم يتطرق لمثل هذا الموضوع بشكل معمق.

عندما تزهر البنادق

ورشح الكاتب الفلسطيني المقيم في سوريا محمد حسين رواية عندما تزهر البنادق للأديبة بديعة النعيمي الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان لأنها تتحدث عن جرح لايزال مفتوحاً، بتناولها لأحداث منذ عام 1920 حتى ليلة مذبحة دير ياسين عام 1948 التي نفذتها العصابات الصهيونية.
وبحسب حسين لم تغفل النعيمي الاهتمام بالمبنى السردي الذي أرادته سلسا، وأقرب إلى رائحة الأرض والدحنون، الذي يكشف عن مساحات الألم داخل النص في تلك الروح الحية. ومع اللغة التلقائية التي تتماهى مع الوجع الذي يفترش مساحات السرد، وسلاسة اللهجة العامية التي عجنت بها حوارات الرواية تشدّنا النعيمي إلى التاريخ، والأرض، والأمهات والآباء والجذور. والبطولة في الرواية كما هي في الواقع الفلسطيني ليست بطولة جماعية، فأسرة الحج أسعد هنا تتقاسم البطولة كأسرة فلسطينيّة تجتمع حول جدّ يستمعون إليه وكأنه جذرهم الذي يتغذون منه الحياة.
ويرى الكاتب أن فلسطين يجب أن تبقى حاضرة بالوجدان لأن هدف الاحتلال الصهيوني تدمير الوعي الفلسطيني ومسح الذاكرة الفلسطينية التي تعتبر الأساس الصلب في المواجهة المفتوحة منذ أكثر من مائة عام.