السبت  21 كانون الأول 2024

الشاعر والكاتب عبد السلام عطاري: القراءة .. غذاء الكتابة وزادها الإبداعي

2023-04-23 09:53:42 PM
الشاعر والكاتب عبد السلام عطاري: القراءة .. غذاء الكتابة  وزادها الإبداعي
عبد السلام عطاري

تدوين- سوار عبد ربه

يصادف اليوم 23 نيسان، اليوم العالمي للكتاب، وهو يوم تحتفل به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للاحتفاء بالكتاب والمؤلفين حول العالم.

وجاء اختيار هذا التاريخ خلال اجتماع منظمة اليونسكو في باريس في عام 1995، لأنه يصادف الذكرى السنوية لوفاة عدد من المؤلفين العالميين، مثل: الكاتب المسرحي والشاعر الإسباني ميغيل دي سرفانتس في عام 1616، والكاتب المسرحي البريطاني وليام شكسبير حيث ولد في الثالث والعشرين من شهر نيسان عام 1564 وتوفي في اليوم ذاته من عام 1616، والكاتب البوليفي إنكا غارثيلاسو دي لا فيغا في عام 1616، والكاتب الإسباني غوسيب بلا في عام 1981.

ويعتبر الكتاب مصدرا رئيسا في إثراء الوعي والفكر للقارئ، كما أنه ينمي الملكات اللغوية لمقتنيه، والمتبحر في مضمونه، إلى جانب أنه يمد القارئ بكم من المصطلحات والتعابير والجمل الجديدة، التي تخوله لأن يصبح كاتبا فيما بعد؛ ذلك لارتباط فعل القراءة بفعل الكتابة، ارتباطا وثيقا.

وللوقوف عند القراءة ودورها في إثراء الوعي وتحسين الكتابة الإبداعية إضافة لدورها في تطوير الحياة الأكاديمية والاجتماعية، التقت تدوين في اليوم العالمي للكتاب بالشاعر والكاتب عبد السلام عطاري وأجرت معه الحوار التالي:

تدوين: ما هي الرسالة التي توجهها في اليوم العالمي للكتاب؟

عطاري: أهم عمل هو فعل القراءة والتعود عليها، خاصة للقضايا الأساسية لدى الشباب تحديدا الذين ينحون نحو الكتابة، لأن الأخيرة بحاجة إلى قراءة قبل التفكير في الإقبال عليها، وإذا لم يكن هناك مخزون استراتيجي كبير للقراءة لا يمكن أن يكون هناك نضوج في مستوى الكتابة؛ لأن القراءة العميقة والمهمة والمتبحرة والمتبصرة، تأتي بالقراءة، والكتابة تأتي لوحدها لاحقا.

إذا لم يكن هناك مخزون استراتيجي كبير للقراءة لا يمكن أن يكون هناك نضوج في مستوى الكتابة

ومن المهم أيضا في هذا السياق ألا يكون موضوع القراءة مزاجي، فعلى القارئ أن يطلع على كل شيء، لأن هذا يغني الوعي ويثري موضوع الكتابة.

تدوين: كيف تؤثر القراءة في بناء الوعي؟

عطاري: كي نثري وعينا يجب الاستزادة من القراءة، فعلى من يرغب كتابة الشعر أن يركز على قراءة الفلسفة بالإضافة لأنها  إلى المعارف الأخرى  بهدف إثراء لوعي الكتابة أكثر من أي شيء آخر، ومن يريد أن يدرس النقد عليه أن يطلع على تجارب النقاد وكيفية دراسة العملية النقدية،  بغرض معرفة مفاهيم  وأسس النقد التصويبي أو التقويمي، وكذلك كتابة السرد عليه أن يتعلم ويطلع على التجارب الروائية الكبيرة المؤسسة للفعل السردي والروائي، سواء لكتاب فلسطينيين أو عرب، أو عالميين، بهدف  معرفة التنوع لفعل الكتابة المجربة والفعالة والمحقق للإبداع السردي.

تدوين: كيف بدأت كتابة الرواية فلسطينيا؟

عطاري: الرواية بدأت غربية إذ أن أوروبا كانت الأسبق لهذا النمط الإبداعي في الكتابة، في حين كان العرب أكثر كتابة للشعر. وفي فلسطين والشرق العربي وفي دول العالم الثالث كان متكأ وعينا هو الأدب السوفييتي لأنه تناول الواقعية الاشتراكية، وهي الأقرب على حياتنا الكفاحية والنضالية، ذلك لأنه كان أدبا محرضا على مقاومة الاضطهاد والظلم والاحتلال.

في فلسطين والشرق العربي وفي دول العالم الثالث كان متكأ وعينا هو الأدب السوفييتي لأنه تناول الواقعية الاشتراكية، وهي الأقرب على حياتنا الكفاحية والنضالية

تدوين: هل تعتبر أن القراءة شرطا للكتابة، وكي يكون الكاتب مبدعا أو منتجا على الأقل بالضرورة أن يكون قارئا؟

عطاري: لا يمكن أن يكون هناك كاتبا دون أن يكون قارئا جيدا، ذلك لأن غذاء الكتابة الإبداعية هي القراءة. فكتابة السرد أو القصيدة على سبيل المثال، يأتي من مخزون القراءة، وبالتالي القراءة الجيدة أمر طبيعي وأساسي، ولا أعتقد أن أحدا يكتب من غير قراءة.

تدوين: كيف نبدأ بالقراءة؟ وهل من أساليب محفزة على هذا الفعل؟

عطاري: القراءة ليست سهلة وبحاجة إلى تعود، وهذا يقود أيضا للتعود على القراءة الأكاديمية التي تؤول  إلى إثراء وعي طلابنا.

وانطلاقا من هذا أدعو لإعادة الاعتبار لحصة المكتبة في المدارس كما كانت موجودة في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات ومطلع التسعينات، فهذا يقود إلى التعود على القراءة والبحث والاطلاع، بالإضافة إلى حصة النسخ من أجل تحسين جودة الكتابة، وأن يبقى ما نقرأ عالقا في ذهننا.

نبذة عن الضيف:

عبد السلام عطاري: شاعر وكاتب فلسطيني، وأحد المؤسسين لمواقع ومجلات على الشبكة العنكبوتية، وهو عضو الأمانة  العامة للاتحاد  العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ومدير عام الآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة الفلسطينية.