الأحد  24 تشرين الثاني 2024

رواية لـ فكرى فيصل عن الفيلسوفة "هيباتيا"

2023-04-27 10:59:26 AM
رواية لـ فكرى فيصل عن الفيلسوفة

تدوين- إصدارات

صدرت عن دار ببلومانيا للنشر، فى القاهرة، رواية هيباتيا، للكاتب فكرى فيصل، وهي رواية تدور أحداثها حول الفيلسوفة السكندرية "هيباتيا" التى راحت شهيدة مطلع القرن الخامس الميلادى على يد متعصبين دينيين.

وتعتبر الفيلسوفة هيباتيا السكندرية رمزاً لقِيَم الفلسفة والتنوير والعلم فى مواجهة التعصب والجهل، وصارت وفاتها خاتمةً رمزية يؤرخ بها لانقضاء عصر فلسفة الإغريق. ولفظت الفلسفة اليونانية أنفاسها الأخيرة بعد مقتل "هيباتيا" حيث حلت العصور الوسطى "المظلمة" تدريجياً.

هيباتيا

ويتناول فكرى فيصل فى روايته حياة الفيلسوفة هيباتيا منذ كانت طفلة وحتى صارت فى منتصف الأربعينيات، مروراً بما بين ذلك من سنوات الصبا والشباب والعواصف التى تعصفُ بمدينة الإسكندرية، فى ظل صراعٍ مرير بين الديانة المسيحية الصاعدة وآخر فلاسفة الإغريق المتراجعين.

وتستعرض الرواية دواخل نفس الفيلسوفة هيباتيا التى عُدت أعظم امرأة فى تاريخ الفلسفة ورمزها الأبدى كما تعرج إلى عالم مدارس الفلسفة اليونانية التى كانت معاقل العلم والحكمة والطب والفلك والهندسة.

عن هيباتيا

هيباتيا ابنة ثيون، آخر أستاذة جامعة الإسكندرية (ذات الصلة الوثيقة بمكتبة الإسكندرية الشهيرة). ثيون عالم رياضيات نابغ انكب على نسخ كتاب "العناصر" لإقليدس وأعمال بطليموس، وبلغة يومنا الحاضر علم ابنته بالمنزل علم الرياضيات والفلسفة (ديكين في دورية ساينس/أوكهام). هيباتيا ساعدت والدها في كتابة الشروح لهذه الأعمال، ولما آن الأوان كتبت أعمالها الخاصة وحاضرت بكثافة لتصبح امرأة ذائعة الصيت في وسط ثقافي يهيمن عليه الكتاب والمفكرون الذكور.

غير أن تأثيرها على الطلبة الذكور لم يرُق لرئيس أساقفة الإسكندرية كيرلس (لاحقًا القديس كيرلس) الذي رأى فيها عقبة أمام قبولهم بالمسيحية. وقد ارتاب منها كيرلس بصفة خاصة بسبب صداقتها مع المحافظ أوريستيس خوفاً من تأثيرها البالغ والخطير عليه. ويرجح الكتاب الأوائل بقوة أن يكون كيرلس هو من حرض الغوغاء على مهاجمة هيباتيا وقتلها في نهاية المطاف، ليطهر المدينة من تأثيرها الوثني النفاذ.

كانت هيباتيا تتبع المدرسة الأفلاطونية المحدثة الفلسفية القديمة، لذا فكانت تتبع النهج الرياضي لأكاديمية أفلاطون في أثينا، التي مثّلها إيودوكيوس الكنيدوسي، تأثرت هيباتيا بفكر أفلوطين الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، الذي كان يفضّل الدراسة المنطقية والرياضياتية بدلاً من المعرفة التجريبية، ويرى أن للقانون أفضلية على الطبيعة.