تدوين- إصدارات
صدر عن منشورات تكوين، في الكويت، مسودة آخر عمل كتبه الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1957، ألبير كامو، وتحمل عنوان "الإنسان الأول" ونقلتها إلى اللغة العربية المترجمة يارا شعاع.
"الإنسان الأول" هي مسودة آخر عمل كتبه ألبير كامو، ولم يسعفه الموت وقتاً كي ينقحه أو يراجعه. ولم تُنشر هذه الرواية غير المكتملة حتى عام 1994، حينها كان قد كُتب الجزء الأول منها فقط؛ إذ تمت كتابة فصلين فقط من الجزء الثاني، أما الجزء الثالث فمفقود تماما.
ولعل هذه الرواية ستكون من أهم أعمال كامو لأن عبارة عن سيرة ذاتية للكتاب لأنها تستحضر طفولته وشبابه فيها. مع ذلك، وإذا كان جوهر العمل هو السيرة الذاتية، فالشكل ليس كذلك؛ إذ لا يتوافر ميثاق السيرة الذاتية فيها.
"الإنسان الأول"، هى قصة شخص ثالث، والشخصيات لها أسماء وهمية. ويطلق على الأنا الأخرى لكامو اسم جاك كورميري. كان كورميري هو الاسم الأول لجدته أم أبيه، وهذه إشارة ضمنية إلى بُعد السيرة الذاتية. إذا كتب كامو عمله القائم على سيرته الذاتية في شكل رواية ضمير الغائب، فإن ذلك، على وجه التحديد، لإعطائها بُعدا يتجاوز الخاص.
والإنسان الأول هى رواية عن العودة، العودة إلى عالم الطفولة والشباب الجزائري، العودة إلى الأم، والبحث عن الأب، الأصول، التاريخ الاستعماري، وترجمة أسطورة الأصل. إذا ميزنا نوعين رئيسين من الأساطير، أساطير الأصل وأساطير المستقبل، فإن عمل كامو، بلا شك، يقع في الفئة الأولى. إذا اتفق كامو مع سارتر في ملاحظة أن الحاضر تهيمن عليه حرب الكل ضد الكل، فإنه يعتقد مع ذلك أن العودة ممكنة.
وألبير كامو هو فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي. ولد في قرية الذرعان التي تعرف أيضاً ببلدة مندوفى بمقاطعة قسنطينة بالجزائر، في بيئة شديدة الفقر من أب فرنسي، قُتل بعد مولده بعام واحد في إحدى معارك الحرب العالمية الأولى، أمه فكانت أسبانية مصابة بالصمم. تمكن ألبير من إنهاء دراسته الثانوية، ثم تعلم بجامعة الجزائر من خلال المنح الدراسية وذلك لتفوقه ونبوغه، حتى تخرج من قسم الفلسفة بكلية الآداب.
تقوم فلسفته على كتابين هما ((أسطورة سيزيف)) 1942 والمتمرد1951، أو فكرتين رئيسيتين هما العبثية والتمرد.
من أبرز أعماله: