تدوين- تغطيات
انطلقت، مساء أمس الاثنين فعاليات المهرجان الثقافي "القراءة نهج حياة" في محافظة خانيونس، بمسير ثقافي بالحافلات جابت شوارع محافظة خانيونس وصولا لمسرح الهلال حيث الاحتفال الرئيس للمهرجان، رفع خلاله الأطفال المشاركون يافطات تعمل عبارات تشجيعية على القراءة.
وفي التفاصيل، قالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت في لقاء خاص مع تدوين "إن المهرجان الذي يحمل عنوان: "نتعلم .. نرتقي .. نتحرر" يحمل هدفا استراتيجيا يتمثل في محاربة محاولات الاحتلال الذي يراهن على مسح الذاكرة الفلسطينية، من عقول أطفالنا وشبابنا ليهمن على الأرض والهوية".
وأشارت زقوت إلى أنهم من خلال المهرجان يعبرون للأطفال عن الهوية والفلسطينية، وكل ما يرتبط بها، منبهة إلى أهمية القراءة والبحث وتداول القصص والحكواتي وكل الأدوات الثقافية التي تسهم في تعزيز الهوية الفلسطينية والنضال الفلسطيني.
أما الهدف الآخر للمهرجان، وفقا لمدير عام الجمعية، يحمل طابعا نفسيا، ففي ظل وسائل التواصل الاجتماعي وهيمنة العالم الافتراضي الذي بات الأطفال منخرطين فيه، يأتي هذا المهرجان لتجنيب الأطفال هذا العالم، وتشجيعهم على القراءة.
وحول مفهوم القراءة الذي يسعى المهرجان لخلقه، قالت زقوت، إن القراءة ليست فقط أن تمسك كتاب، بل يشمل مفهوم البحث، التدوين، ممارسة اللعب والهواية والقصة والمسرحية والأغاني، وكافة الأدوات التي تشجع على معرفة تاريخ القضية الفلسطينية بشكل أكبر.
ويشتمل المهرجان على أدوات متنوعة، تعزز إنتماء الأطفال لقضيتهم الفلسطينية، وتمنحهم قدر من المعرفة حول المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وإلى جانب الأهداف الوطنية والنفسية، يسعى هذا المهرجان إلى تشجيع التربويين للخروج عن النمط التعليمي التقليدي، إلى رحاب أوسع، ذلك للخروج من الصندوق واكساب الأطفال مهارة البحث.
وفي هذا الجانب قالت زقوت إن اكتساب الأطفال لمهارة البحث يمنحهم رصيد أكبر من الثقافة، ما يؤدي إلى نمو فكري وعاطفي يخرجهم من حالة الاكتئاب ويساعدهم على التكيّف مع بيئتهم.
وترى زقوت في هذا المهرجان وفعالياته وسيلة من وسائل النضال الفلسطيني المتعددة، والتي قد تتمثل في القلم، الريشة، المسرح، الأغنية، والكتابة، التي يسخرها الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، مشيرة إلى ضرورة التمسك بهذه الوسائل التي بدأت تؤثر في الرأي العام العالمي.
من جانبها، قالت مسؤولة مركز بناة الغد آمال خضير في لقاء خاص مع تدوين، "نحن في جمعية الثقافة والفكر الحر، نعمل سنويا من أجل الحفاظ على الثقافة الفلسطينية من خلال حملة تشجيع القراءة التي ننفذها سنويا".
وعن أهمية القراءة، قالت خضير، إنها غذاء للعقل والروح، ونحن في المركز نعمل قدر الإمكان على زرع حب القراءة وشغف الاطّلاع في نفوس الفئة المستهدفة، سيما في ظل الغزو التكنولوجي الذي نعيشه في عصرنا الحالي، هذا لإيماننا بأهمية الكتاب الذي يحمل موروثا ثقافيا، يجب تناقله عبر الأجيال.
ويركز المهرجان على الثقافة الفلسطينية، وأعلامها، والموروثات، والشعراء، والكتب، والبيئة والتضاريس، والمدن الفلسطينية، وجوانب أخرى، بهدف الحفاظ على أكبر نسبة عالية من المثقفين الأطفال، إذ أن من يحضر هذه المهرجانات يخرج بمخزون ثقافي يضيف لمخزونهم الموجود.
ولا تكون نشاطات المهرجان عشوائية، إنما يجري التحضير لها وفقا لخطة يعدها المركز، تركز على نقاط القوة والضعف في العملية الثقافية، لتلبية الاحتياج، وفقا لخضير.
وبحسب مسؤولة مركز بناة الغد، يسعى المهرجان لإطلاع الأطفال أيضا على ثقافات العالم الخارجي، من خلال إضافة بعض البرامج التي تحوي ثقافات عالمية، إلى جانب التركيز على الجذور الثقافية والفلسطينية القديمة، لأن الأجيال إذا ما حافظت على ثقافتها، ولم تعرف جذورها التاريخية والتراثية، يظل فيها جانبا منقوصا.
ولا يغفل المهرجان أن يضيء على مفهوم الكتاب، وكيف تطور، ومحتوياته وصفاته وعناوينه، ذلك من خلال وضع المخطوطات القديمة التي لا يعرف أطفالنا شيء عنها، داخل برواز ثقافي خلال المهرجانات، بالإضافة لعقد ورشات فنية تحدث داخل المهرجانات الفنية.