السبت  27 نيسان 2024

"أمي وأعرفها" حكايات عائلة فلسطينية تهجرت في أعقاب النكبة

2023-05-10 07:58:21 AM
غلاف رواية "أمي وأعرفها" لأحمد طمليه

تدوين- تغطيات

أطلق الكاتب أحمد طملية، مساء الإثنين، روايته “أمي وأعرفها”، في منتدى عبدالحميد شومان في عمان.

وتعتبر هذه الرواية أول عمل روائي لطملية الكاتب المختص بالشأن الثقافي والسينمائي، وتروي حكايات عائلة فلسطينية تهجرت، سواء في أعقاب نكبة 1948 أو نكسة 1967، وترصد ظروفها الاجتماعية من خلال التركيز على شاب حالم يحلم بامرأة في البال، فيما يعيش من حوله شقاء الشتات.

أدار حفل إطلاق الرواية الناقد الأردني عدنان مدانات، في حين قال الناقد محمد عبيد الله: “يقدم لنا الراوي الذي يروي بضمير الغائب، وينوع أحيانا في أساليب سرده إضاءات كاشفة لشخصية فؤاد ومجتمعه (الجيران والأسرة والأصدقاء)، موضحا أن الرواية لم ترو مباشرة بلسان فؤاد لكنها كلها تدين لمنظوره وموقعه”.

وأضاف “يصح أن ننظر إلى الراوي العليم بوصفه صيغة فنية لشخصية فؤاد يروي عن نفسه بضمير الغائب حينا وبالمتكلم حينا آخر، ويقدم له السرد بضمير الغائب مسافة جمالية وفنية تمكنه من معاينة حياته وتفاصيل واقعه بطريقة أفضل وأبعد مما يسمح به المتكلم ذو النبرة السيرية الصريحة”.

حفل إشهار الرواية

وأشار عبيدالله إلى أن الرواية تجري بأسلوب يعاند الحبكة المنظمة، وينأى عن التنظيم السردي الذي يقدم عادة أحداثا مترابطة وفق علاقات سببية منطقية، وعوضا عن هذا نجد آثار الأحداث وطوابعها على الشخصيات أكثر مما نجد الحدث نفسه، مبينا أن الأحداث لا تنتظم في سلاسل متتابعة، بل تحضر بشكل أقرب إلى فتات وإلى كسور وشظايا، تستعيدها الشخصيات من خلال وقعها وأثرها المؤلم الباقي.

بدوره، قال طملية عن حضوره كروائي في حفل الإشهار إن السؤال الذي ظل عالقا في ذهنه دائما هو لماذا لم تكتب سابقا؟ يجيب عنه دائما بأنه استطاع إخراس السؤال أخيرا بصدور رواية “أمي وأعرفها”، وسيجيب عنه قريبا مع صدور روايته الثانية “على سبيل المثال”.

وأضاف “أمي حاضرة في كل الأمهات اللواتي حضرن في الرواية، كل الأمهات في الرواية يشبهن أمي، كتبتها بطريقة التمدد، بمعنى كنت ألاحظ أن الرواية تتمدد معي، أكتب صفحة وأراجعها، تصبح خمس صفحات، ثم أراجع ما كتبت فتصبح الصفحات الخمس خمسين صفحة وأكثر، وهكذا، كنت، ومن يعرفني يعرف، أشكو قلة الكتابة، الآن أسأل: من يوقفني عن الكتابة؟”.

صدرت الرواية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر،  وتقع في 184 صفحة من القطع المتوسط، وتروي حكايات عائلة فلسطينية تهجرت، سواء في أعقاب نكبة 1948 أو نكسة 1967، وترصد ظروفهم الاجتماعية، من خلال التركيز على شاب حالم يحلم بامرأة في البال، فيما يعيش من حوله شقاء الشتات.

 

ترصد الرواية الظروف الاجتماعية لتلك العائلة، من خلال التركيز على شاب حالم يحلم بامرأة في البال، فيما يعيش من حوله شقاء الشتات. تعبر عن هذا الشقاء ثلاثة أجيال فلسطينية، اختلف حالها في التعبير عن شتاتها. يتزامن ذلك مع أزمة الخليج (1990)، وكيف كان انعكاسها على أهل الحي. تظهر في الحي مشاعر الناس البسطاء: أحلامهم، طموحاتهم، ثم كيف نحتوا مسار حياتهم بعيدًا عن فلسطين. وتظهر الأم في الرواية تلعب دور بطولة، من خلال قبضها على حلم العودة، وإصرارها على إنجاب جيل محترم، يعرف ما له وما عليه؛ جيل له الحياة، وعليه أن يعيشها بكل حب، وعليه واجب يتعين أن يقدمه بكل تضحية.

كتب الناقد عدنان مدانات على الغلاف الخلفي للرواية: إنها رواية رشيقة الجمل، عميقة المعنى، أشخاصها جدليون، متناقضون، كما الحياة. هي رواية أجيال ولدوا بعد نكبتين: نكبة فلسطين، ونكبة غزو العراق، وإلى حد ما هي رواية عن قداسة الأم.
الكاتب طمليه هو عضو رابطة الكتاب الأردنيين. شغل منصب مدير منتدى عبد الحميد شومان الثقافي لسنوات قبل أن يتفرغ للكتابة.

صدرت له عام 2002 عن دار أزمنة للنشر والتوزيع مجموعة قصصية بعنوان "يا ولد". وفي عام 2010، صدر له كتاب "ذروة المشهد، مقالات في السينما" ضمن منشورات وزارة الثقافة.