إلى نجدة فلسطين أيها الملوك والرؤساء والوزراء... برقيات الاتحاد النسائي العربي

تدوين- ذاكرات/ أرشيفنا

نشرت صحيفة فلسطين، الصادرة في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، وبتاريخ 4 كانون الثاني 1948، تقريراً حول البرقيات التي أبرق بها الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني في القدس ونابلس، إلى ملوك العرب ورؤسائهم وبرلماناتهم وصحفهم والهيئة العليا، والتي كانت على النحو التالي:

إلى ملوك العرب ورؤسائهم

بعثت الآنسة زليخا الشهابي رئيسة الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني إلى أصحاب الجلالة والفخامة ملوك العرب ورؤساء جمهورياتهم وإلى البرلمانات العربية والهيئة العربية في القاهرة وجماعة الأخوان المسلمين في القاهرة والصحف المصرية والاتحادات النسائية في كافة البلاد برقية جاء فيها:

"إن أمة في فلسطين تقدم أفلاذ أكبادها وتفرغ أوقاتها للنضال في سبيل العروبة التي يتمثل فوزها بفوز قضية فلسطين الجديرة بالحياة والعون، وإن فلسطين بما احتضنتموها من عنايتكم لعزيز عليها أن، تستصرخكم من هذه البلد الذي أحاطت بها الاعتداءات الوحشية التي نزلت بأهلها"

وطالبت في نهاية البرقية المبادرة في نجدة عرب فلسطين بالمال وغيره ورجت إليهم أن يقدروا عامل الزمن في هذا النضال.

ولنا أمل وطيد أن يأتي جواب هذه البرقية في أقرب وقت،

إلى المندوب السامي

وأرسلت الآنسة زليخا إلى فخامة المندوب السامي لحكومة فلسطين البرقية التالية:

" بما أن المنتظر من الحكومة هو الحياد في هذا الوقت العصيب والوقوف من مأساة فلسطين هذه موقف العدل والإشراف على الوضع الحاضر بنزاهة واعتدال فمن أجل ذلك نلفت- نظركم إلى أن هذا المنتظر لم يتحقق بل الواقع عكسه، وقد قام الجند بما يدل على التحيز المشين على المساعدات القيمة التي تقدمها الحكومة لليهود وكأنها تحت إمرتهم، فقد قام الجنود بتفتيش البيوت العربية وقد صوبوا رصاصهم إلى صدور العرب خصوصا يوم 29-12-1947 في حادث باب العمود الإجرامي، فقد كانت معظم الإصابات من رصاص الجند الذين حاولوا أن ينزعوا وسائل الدفاع ممن في أيديهم فحرموهم حتى من ميزة الدفاع عن أنفسهم، وفي الوقت نفسه أعطت الحكومة لليهود مصفحات وتركتهم يسرحون ويمرحون شاهرين الأسلحة مستهينين بالقانون وبالقوة الحكومية، فأين هو العدل في مثل هذا الموقف؟ وفي أية مدينه ينشب عداء بين فريقين ثم يجرد فريق من قوته ويساعد فريق آخر؟ إن الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني يطلب أن تحلوا هذا الموضوع بعنايتكم قبل أن يستفحل الأمر وأن تقوم الحكومة بما يتناسب مع تصريحاتها في آخر وقت تريد أن تنسحب فيه من بلاد أوصلتها إلى هذه النتيجة؟

من الاتحاد النسائي نابلس

نابلس في 3 ك 2 لمراسل فلسطين الخاص- أبرق الاتحاد النسائي بنابلس إلى أصحاب الجلالة والفخامة ملوك العرب ورؤساء جمهورياتهم ورؤساء الوزارات ورؤساء مجالس الشيوخ والنواب ورجال انقاذ فلسطين في العالم العربي البرقية التالية:

لقد تمادى الغادرون في غدرهم حتى لقد استحال على العربي أن يسير في أرضه وهو آمن ويعود لأهله وهو حي.

إن الجرائم التي يقترفونها وتستهدف الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة لتعف عنها العروبة عالية مستكبرة ولكنها أيضا لا تقيم على ضيم أو تتصاغر لقومي، وقد جنبها المظالم أنف حمى وعزم قوي وعزة خالدة.

لقد احتملت الأمانة العظيمة وما تعاظمها النوائب بل دافعت الباطل والظلم بإيمانها وعزائمها ولكنها الآن تعيد النداء في قول فاصل... إلا أن الحق قد أوشك أن يعيد فعززوه، وإن عهدا قطعته العروبة وكم لها في مواطن الحق والاباء مواقف صادقات ليحق عليها فيه الوفاء.

فإلى النجدة يا أصحاب الجلالة والفخامة والدولة والمعالي، إلى نصرة الأخوة المنافحة عن الحق والكيان والتراث الخالد.

حرائر العرب، أرواح الشهداء، صيحات اليتامى والايامي الثاكلات تناديكم في بلاغ بليغ صادق، لقد دهمت فلسطين "ملتقى" أمجادكم النوازل وخففوا عنها الضرر والشدائد وأنتم لها.