السبت  28 كانون الأول 2024

بروباجندا لجاك إيلول

2023-05-12 08:39:29 AM
بروباجندا لجاك إيلول

تدوين- إصدارات

صدر حديثاً عن دار رؤية للنشر والتوزيع في القاهرة، طبعة جديدة لكتاب "البروباجندا" للفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي جاك إيلول، بترجمة لروماني حتة.

ورغم ظهور كتاب بروباجاندا عام 1962 إلا أن ما به لا يزال قادرا على تفسير ما يجري في العالم كله، ليس في بلاد الثورات الناقصة، والانتفاضات المجهضة، والاستبداد المقيم فقط، بل في بلدان الغرب نفسها، حيث التحديات الشديدة التي تفرغ الديمقراطية من مضمونها، دون أن تدرك الأغلبية أنها كانت ضحية لعمليات منظمة من الدعايات المسمومة، والشائعات المغرضة، وغسيل المخ، ولفت الانتباه بعيدا عن القضايا الحقيقية التي خرج لها الناس وضحوا، وشقوا الهواء بقبضات أيديهم الغاضبة، وحناجرهم التي أتعبها الهتاف.

عكف المترجم على ترجمة كتاب بروباجاندا بدقة للقارئ الراغب في معرفة ما عليه أن يفعل كي لا يبقى مخدوعا.

جاك إيلول

البروباجندا عند إيلول

تعتبر نظرة جاك إيلول للبروباجندا وأسلوبه في دراستها نظرة ما زالت حديثة. ويتمثل الاختلاف الرئيسي في مشهده الفكري و بين المؤلفات الأخرى عن البروباغندا أن إيلول يعتبرها واقعة وتزدهر بقوة. 

كما إن الحاجة إلى البروباجندا هي أحد أقوى العناصر المبثوثة في أطروحة إِلُول، إذْ ينغمس الفرد في المجتمع الجماهيري ويُلْقَى به مرة أخرى في موارده ومصادره الناقصة، ثم يُعزَلُ بعدما يُطردُ من المجموعات الصغيرة المتحلِّلَة في الماضي، كالأسرة والكنيسة و القرية. تمنحه البروباجندا ما يحتاج إليه بوفرة حقيقية: سبب وجوده، وكذا المشاركة الفردية في الأحداث المهمة، ليُظهر أعذارا لبعض دوافعه الصالحة المشكوك فيها - كل هذا مشكوك فيه أو نقل: إنه أقلُّ زيفا مما مضى من أطروحاته، لكنه يشرب من كل شيء ويقول هل من مزيد؟.

ويصف إيلول “البروباغندا" بأنها انكفاء جماعة ما وغلقها على نفسها، فتحيط حواسها بسور واقٍ، مردِّدة بشكل آلي ما ترتاح إلى سماعه، موصدة جميع المنافذ إلى أي فكر أو معرفة قد تهدِّد المنظومة الفكريّة المُعتَمَدة منها، ولا تسمح إلاَّ بما يغذّي هذه المنظومة.