تدوين- ذاكرات
نشرت صحيفة الدفاع الفلسطينية في عددها الصادر في 21 نيسان 1948، تقريراً حول مصير البريطانيين بعد انسحاب قوات الانتداب البريطاني من فلسطين استعداداً لتسليمها للحركة الصهيونية.
وفيما يلي التقرير كما نشرته الصحيفة:
البريطانيون الذين سيقيمون بفلسطين بعد الانتداب
التوصية بنقلهم من القدس إلى حيفا وحراستهم حتى نهاية الانسحاب
بعث مراسل روتر في القدس برقية قال فيها: أصبح معروفا أن من بين المهام الملقاة على عاتق السير هيودو رئيس الخدمات المدنية في الهند سابقا والذي عين ممثلا لبريطانيا في فلسطين بعد انتهاء الانتداب، مسألة تدبير مركز البريطانيين المدنيين الذين سيبقون فيها.
ويؤخذ من أقوال بعض المصادر أنه سيوصى بنقلهم من القدس إلى حيفا حيث يتيسر أن يقوم الجيش البريطاني بحراستهم ريثما يتم جلاءه نهائيا في أول آب القادم.
ومن بين البريطانيين المدنيين الأسقف الأنجليكاني ورجاله، ومديرو البنوك ورجال الأعمال وموظفو محطة توليد الكهرباء ويبلغون مائة وخمسين.
وقد أخذ مجلس الجالية البريطانية الذي ألف حديثا الإجراءات اللازمة لتوفير طعامهم وحماستهم في منطقة محاطة بالحراس في منطقة المستعمرة الألمانية في مدينة القدس، وسيسير نظام هذه المنطقة على غرار المستعمرة الدولية في شنغهاي في أيامها الأولى.
وسيقيم مندوبو الصحف البريطانية الذين سيبقون في القسم الداخلي لجمعية الشبان المسيحية ويأملون أن يعتبر هذا المبنى منطقة "محايدة" وسيقيم معهم فيه مندوبي الصحف غير الفلسطينية، وقد عين المستر بولوك حاكم القدس في وظيفة شبه عسكرية بعد أن قضى نحو ثلاثين عاما في خدمة فلسطين، فقد عين مستشارا مدنيا لقائد عام القوات البريطانية وسينقل مكتبه إلى حيفا بعد يوم 15 أيار القادم.