الإثنين  30 كانون الأول 2024

المرأة الفلسطينية أيقونة "النكبة 75" في الأمم المتحدة

2023-05-15 02:33:54 AM
المرأة الفلسطينية أيقونة
شعار النكبة 75 في الأمم المتحدة

تدوين- سوار عبد ربه

على مدار 75 عاما من الاحتلال، عمل الفنانون الفلسطينيون على خلق هوية بصرية مرتبطة بالقضية الفلسطينية على الصعيدين المحلي والدولي، ذلك بالتركيز على تناول القضايا التي أفرزتها نكبة عام 1948 والتي يصادف اليوم ذكراها الخامسة والسبعين، باستخدام مختلف الوسائل الفنية، ما أسفر عن خلق رموز شكلت الهوية الخاصة بالفنانين الفلسطينيين بين نظرائهم حول العالم، وبدت هذه الرموز بمثابة ممثل لفلسطين أينما وجد فنانوها.

ومن جملة الرموز التي رسخها الفنانون الفلسطينيون على مدار 7 عقود ونصف، الكوفية الفلسطينية، المخيم والخيم، الثوب الفلسطيني، المطرزات، ألوان العلم الفلسطيني الأربعة، وغيرها من الرموز، التي جمعها الفنان الفلسطيني رمزي الطويل، في صورة واحدة ستكون شعارا في الأمم المتحدة، التي ستحيي ذكرى النكبة الخامسة والسبعين للمرة الأولى منذ عام 1948، من خلال سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية والدبلوماسية.

وفي لقاء خاص مع تدوين، قال الفنان الفلسطيني رمزي الطويل، إن الوفد الفلسطيني في الأمم المتحدة، يقوم كل عام في مثل هذا التوقيت بفعاليات لإحياء ذكرى النكبة، وهذا العام تم التنسيق ليكون هناك شيء مميز بمناسبة مرور 75 عاما على النكبة، وتم الاتفاق على أن أرسم شعارا يعبر عن رمزية الحدث وأهميته.

ويحمل الشعار صورة لامرأة ترتدي الثوب الفلسطيني المرسوم على شكل رقم 75، بألوان العلم الفلسطيني، وفي يد مفتاح العودة، وفي اليد الأخرى البقجة التي وضع فيها الفلسطينيون أهم حاجاتهم بعدما اقتحم الاحتلال قراهم وبلداتهم ومدنهم آنذاك، آملين بالعودة القريبة، وفي أسفل الشعار كلمة النكبة باللغتين العربية والانجليزية (بلفظها العربي).

وكتبت كلمة نكبة باللغة الانجليزية، بأحرف إنجليزية ولفظ عربي، وعن مدى وعي الجمهور العالمي بالمعنى الفعلي لهذه الكلمة كما يفهمها الفلسطينيون، قال الطويل، إن الفلسطينيين على مر عقود عملوا على ترسيخ بعض الكلمات وإضافتها إلى القاموس الانجليزي، ككلمة انتفاضة، والنكبة، وغيرهما التي علموها إلى العالم، من خلال الاستمرار بالحديث عنها، وعما حل بالفلسطينيين في أعقابها، ما جعل هذه الكلمات تدخل في الوعي عند الأجانب، رغم كل مساعي الاحتلال وأعوانه ومحاولاتهم طمس وكتم هذه الكلمات، إلا أنها موجودة.

وعن اختياره للمرأة لتكون الركيزة الأساسية للشعار، قال الطويل، إن فلسطين هي الأرض، الأم، الجميلة، العروس، وكي نميز فلسطين لا بد من استخدام صورة المرأة، ذلك لأن كل القضايا تحوم حولها.

أما عن اختياره لتمثيل القضية الفلسطينية بالشعار دونا عن أنواع الفنون الأخرى، أوضح الطويل، أن الشعار الذي يحتوي على رمز بسيط، يمكن استخدامه في أكثر من مكان، لذا تم التوجه إلى الوسيلة الشكلية النظرية التي يمكن استخدامها بمجالات مختلفة، من خلال وضعها على الشاشة، مضيفا أن خصائص الشعار تختلف عن اللوحة الفنية التي تعلق في مكان فتذهب الناس لرؤيتها على سبيل المثال، مشيرا إلى أن الشعار يوضع على مواد معينة ويقدم للناس، وهذا مهم من ناحية التواصل مع الجمهور.  

لغة عالمية

وكما الموسيقى لغة عالمية، يرى الطويل في الفن اللغة ذاتها، فمن خلاله عمل الفنانون الفلسطينيون على طول تاريخ القضية الفلسطينية كجنود يوصلون رسالتهم إلى العالم، معتبرا أن الصورة بألف كلمة، وبهذه الطريقة تضامن الفلسطينيون مع شعوب العالم، وتضامنت الشعوب الأخرى معنا. 

ويرى الفنان، بالفن وسيلة نضالية لا يمكن التغاضي عنها فهو كالسلاح، ويختزل آلاف الكلمات برموز يمكن لأي حد بالعالم أن يفهمها.

وانطلاقا من أهمية الفن في إيصال قضيتنا الفلسطينية إلى العالم، قام الطويل بهذا العمل كواجب وطني، لما فيه من رسائل سياسية يحملها أي فلسطيني، مسخرا موهبته وفنه في سبيل إيصالها.

بين الفن الساخر والقضايا الجدية

ورمزي الطويل هو رسم كاريكاتر، حاز على جائزة وزارة الإعلام للصحافيين الشباب عن الرسم الكاريكاتيري للعام 2004.

وعن الدمج بين الفنون قال الطويل إن الفنان دائما ما يخوض أكثر من تجربة، كرسم الكاريكاتير، الشعارات، الرموز، وغيرها، منوها أن لديه اهتمامات بالرموز الفلسطينية بشكل عام، التي تحفل فيها فلسطين المليئة بالرموز السياسية والدينية والاجتماعية، مشيرا إلى أنه لا يوجد فنان فلسطيني لا يتعامل مع هذه الرموز في فنه التي يستمدها من البيئة من حوله.

رمزي الطويل

لأول مرة منذ عام 1948.. الأمم المتحدة تحيي ذكرى النكبة 

قررت منظمة الأمم المتحدة إحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني بفعالية رسمية، اليوم الاثنين، في مقر الهيئة الدولية بمدينة نيويورك، للمرة الأولى منذ 1948.

ووفقا للتفويض الممنوح من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقرار صدر في 30 تشرين الثاني عام 2022، سيتم إحياء الذكرى الـ75 للنكبة، بتنظيم حدثين في مقر الأمم المتحدة.

وتحيي الفنانة الفلسطينية، سناء موسى في الأمم المتحدة، أمسية غنائية تتضمن أغانٍ وطنية وتراثية، ضمن مهرجان ثقافي تعقده الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ عام 1948، بمناسبة مرور 75 عاما على النكبة. 

ويتضمن المهرجان الثقافي الذي يهدف إلى خلق تجربة غامرة للنكبة من خلال الصور ومقاطع الفيديو والشهادات والموسيقى. حفل افتتاحا يليه عرض موسى، وعرض لنسيم الأطرش، عازف التشيلو والملحن الذي رشح لجائزة جرامي، برفقة أوركسترا نيويورك العربية بقيادة يوجين فريزين، الحائز على أربع جوائز جرامي. سيقدم هذا العرض، نسخة معدلة من تأليف الأطرش عن النكبة بعنوان ألوان زاهية على قماش غامق مصحوبةَ بمواد سمعية وبصرية.وللمرة الأولى تشارك الأمم المتحدة في إحياء ذكرى النكبة، بناء على قرار اعتمدته الجمعية العامة نهاية تشرين الثاني الماضي، في سعي لتثبيت الجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبت ضد الفلسطينيين، وتفنيد رواية الاحتلال.

كما ستعقد الجمعية العامة جلسة صباحية للاستماع إلى كلمات مؤازرة للشعب الفلسطيني من رؤساء مجموعات إقليمية وممثلي دول.