تدوين- سوار عبد ربه
في عمارة 48، شارع التحرير، يعرض للمرة الأولى فلسطينيا معرضا للكومكس، بمشاركة 17 فنانا فلسطينيا من مختلف المناطق، بالإضافة لمشاركات من خارج فلسطين، منهم من أنهى شهادة الدكتوراه، وبعضهم من طلبة الجامعات الذين يشاركون للمرة الأولى في معارض.
وفي التفاصيل، قال رسام الكاريكاتير ومنظم المعرض محمد سباعنة في لقاء خاص مع تدوين إن معرض الكومكس هذا هو الأول من نوعه في فلسطين بهذا الحجم، إذ جرت محاولات خجولة وتجارب لبعض الفنانين الفلسطينيين، إلا أن الإنتاج بهذا الجانب قليل.
وأضاف: "هذا النوع من الفنون مهم جدا عالميا، وتم استثماره بشكل كبير من الحركة الصهيونية وحكومات كثيرة حول العالم، منها الولايات المتحدة الأمريكية في الحربين العالمية الأولى والثانية".
وفلسطينيا، وفقا لسباعنة، لم يعرف هذا الفن كحالة جامعة لعدد من الفنانين الذين يمتلكون القدرة على الإنتاج في المواضيع العالمية، إذ إننا متأخرين في البدء بشكل فعلي في إنتاج عام جامع للذاكرة الفلسطينية وما مرت به البلاد والشعب الفلسطيني من مآسي.
وحول مشاركة طلبة الجامعات الذين لا يمتلكون خبرة بهذا المجال، قال سباعنة إن اللوحات التي أنتجت في هذا المعرض من الفنانين الشباب، أفضل مما قمت بنشره أنا شخصيا، إذ لعب تنوع المصادر المتاحة أمامهم بعكس جيلنا، دورا بهذا، كما أن بدايتهم المبكرة مؤشر مهم على أنهم قادرين على النهوض بهذا الفن فلسطينيا، واستخدامه في نقل الحقيقة الفلسطينية مقابل البروباغندا الإسرائيلية.
ويعتبر فن الكومكس واحدا من أهم الفنون التي تعتمد عليها القصة المصورة، كما أنه من أبرز أنواع الفن التصوير، الذي يتتبع طريقة سرد القصة عن طريق عرض مجموعة من الصور التي تروي للقارئ أحداث قصة متتابعة.
وشارك في كتابة القصص الشاعر والإعلامي فارس سباعنة، من خلال كتابة مجموعة من القصص، وتحرير مجموعة أخرى من قصص الفنانين.
وحول مشاركته قال سباعنة في لقاء خاص مع تدوين، إن فكرة المعرض جاءت من خلال تدريب قمنا بتصميمه أنا ومحمد سباعنة لمجموعة من الفنانين والفنانات الشباب من طلبة الجامعات، والذي تمحور حول كتابة قصة الكومكس وكيفية إنتاجه، وحينها اقترح المشروع، وجاءت الحاجة لوجود مواد وقصص للرسم.
وعمل سباعنة على كتابة 5 قصص تراكمت عليها الأعمال، إلى جانب تحريره لمجموعة من القصص للفنانين المشاركين.
وحول أهمية الدمج بين الصورة والقصة، قال كاتب قصص المعرض فارس سباعنة، إن الصورة بشكل عام أقرب للاستيعاب والتخيل بالنسبة لشريحة كبيرة من الناس الذين يفضلون تلقي المعرفة البصرية، وبعض القصص بحاجة لأن تصل بأسلوب سردي يغطي عالم الكتابة جزءا منها فقط، في حين أن العوالم الأخرى بإمكانها أن توصل القصة بطريقة مختلفة، وتحديدا القصة الفلسطينية والنكبة على وجه التحديد.
وأشار سباعنة أن إنتاجات كثيرة تناولت القصة الفلسطينية بوسائل متنوعة، لكن فلسطينيا لم يكن هناك تركيز على أن تحكى بطريقة الكومكس، وبهذا المعرض حاولنا أن نوصل أفكار من مستوى مختلف.
وعرج سباعنة على أهمية الفن والثقافة في نقل الرواية والحفاظ عليها، ذلك كي لا تندثر سيما وأننا شعب نواجه إبادة عرقية وجماعية لم تتوقف منذ عام 1948، وطالما أن فعل الإبادة والاستيطان قائمين، فكرة الرواية يجب أن تأخذ موقعا ومساحة أهم، ذلك لوجود روايتين تتصارعين في الأرض، كل منهما تحاول أن تثبت نفسها، بالتالي من يحكي قصته أفضل سيكون له مكان ومساحة وقوة في مواجهة الطرف الآخر.
وفي السياق ذاته، تشارك طالبة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت دانية العمري ب 13 لوحة فنية تحكي قصصا مرتبطة بالنكبة.
ويرتكز سيناريو العمري على فتاة عشرينية تمتلك قوى خارقة، ومن خلالها تحاول أن تناضل بطريقتها وتسخر قواها في سبيل القضية الفلسطينية، من خلال الإرباك الليلي للمستوطنات من حولها.