السبت  23 تشرين الثاني 2024

بين كرصور وقلنديا.. المشترك السياسي في عيون شعرية

2023-06-01 12:15:43 PM
بين كرصور وقلنديا.. المشترك السياسي في عيون شعرية
ملصق المهرجان

تدوين- سوار عبد ربه 

تحفل منطقتنا العربية بقضايا سياسية تتشابك مع بعضها البعض في ملامحها وبعدها الإنساني، ذلك لأن المعاناة الإنسانية واحدة بصرف النظر عن المكان والزمان، ولعل هؤلاء الذين ذاقوا مرارة الحروب وانعكاساتها، هم الأقدر على إيجاد الروابط المشتركة بين كل تلك القضايا.

من قرية كرصور الواقعة في أقصى الشمال الشرقي السوري، ينحدر الشاعر السوري الكردي مروان علي، دائم الحديث عن هذه القرية ومعاناتها، وكذلك عن فلسطين وقضيتها وحكاياتها، وانطلاقا من المشترك الذي رآه بين قضية الأكراد والفلسطينيين، وإيمانا منه بدور الشعر في تجاوز المسافات والأمكنة، وقدرته على حمل القضايا السياسية والمجتمعية، نظم علي مهرجانا شعريا حمل اسم القرية الكردية، بمشاركة 15 شاعرا وشاعرة من فلسطين وسوريا ضمن ملتقى طباق الثقافي، في قرية قلنديا شمال مدينة القدس.

مروان علي

وفي لقاء خاص مع تدوين أوضح الشاعر السوري الكردي مروان علي، أن اختيار المكان جاء بسبب التشابه بين قريتي كرصور وقلنديا، ذلك لأن الأولى تبعد كيلومترات عن الحدود التركية، وتعاني التهديد بسبب هويتها الكردية الواضحة، كما أن قلنديا لا تبعد سوى أمتار قليلة عن جدار الفصل العنصري، مضيفا: "ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا".

نظم علي هذا المهرجان كمحاولة لتجاوز الأسئلة الصعبة والمعقدة التي يخلقها الوطن وصعوبة الذهاب إليه، وحاول الاستعاضة عن ذهابه إليه بالشعر، هذا الذي رأى فيه الشيء الوحيد القادر على أن يجمع شاعرا كرديا من كرصور، بشاعر من الجولان، وغزة، والجليل، ويافا وباقة وجنين ورام الله على شرفة القدس.

اختيار المكان جاء بسبب التشابه بين قريتي كرصور وقلنديا، ذلك لأن الأولى تبعد كيلومترات عن الحدود التركية، وتعاني التهديد بسبب هويتها الكردية الواضحة، كما أن قلنديا لا تبعد سوى أمتار قليلة عن جدار الفصل العنصري

وقال الشاعر مروان علي في لقائه مع تدوين إن الشاعر عادة أينما ذهب يكون مسكونا بهاجس الشعر والبحث عنه وعن كاتبيه، ومن غير الممكن أن يكون شاعرا كرديا سوريا في فلسطين دون أن يفكر في القصيدة وفي الشعر.

وأضاف: "قرأنا فلسطين في قصائد محمود درويش وكذلك الأكراد، ويأتي هذا المهرجان الجامع للشعراء لإلقاء الضوء على مكان مهدد بسبب هويته، مشيرا إلى أن النسخة الثانية من المهرجان قد تكون في كرصور، لقرائه قصائد عن فلسطين والمدن الكردية".

والشعراء المشاركين في مهرجان كرصور الذي عقد في 31 أيار 2023، هم: أحلام بشارات، خالد جمعة، رجاء غانم، سنابل قنو، علي مواسي، عمر زيادة، فارس سباعنة، محمد دقة، مهيب البرغوثي، نداء يونس، هلا الشروف، وسيم الكردي، ياسر خنجر، يوسف الشايب، ومروان علي.

وحول مشاركتها، قالت الشاعرة هالة الشروف إن المهرجان يشكل فرصة للقاء الأصدقاء، كما أنه فرصة لاجتماع مجموعة شعراء تفرقهم المسافات والجغرافيا والحدث السياسي الكبير، إضافة لكونه فرصة للتواصل الإنساني كي يستعيد كل منا الإحساس بالمخلوق الخرافي الذي يسمى الشعر.

وأضافت: "أن نكون كلنا تحت مظلة كرصور هو حدث مهم، سيما وأن الشعر في فلسطين كان محركا أساسيا لحالة مجتمعية منذ سنوات طويلة، واليوم أصبح سؤال المثقف السوري يتقاطع مع سؤال الفلسطيني المرتبط بالمكان والسياسية".

هالة الشروف

أما الشاعر خالد جمعة؛ أوضح في لقاء خاص مع تدوين أن مشاركته في هذا المهرجان تأتي في سياق تقارب المأساتين الفلسطينية والكردية، كما أن رمزية المكان الذي وقع الاختيار عليه ليحتضن المهرجان مهمة، ذلك بسبب قربها من جدار الفصل العنصري.

وأشار جمعة إلى أن النسخة الأولى من المهرجان قد تشكل نواة لمهرجانات أخرى في السنوات القادمة.

من جانبها، قالت الشاعرة أحلام بشارات في لقائها مع تدوين إن هذا المهرجان ارتجله الأصدقاء ذلك لأن الشعر هو ارتجال في كل الأحوال، كما المجن والحضارة والإنسان والحب.

وتكمن جمالية المهرجان بالنسبة لبشارات كونه اقتراحا من الشاعر السوري الكردي مروان علي، دائم الاحتفاء بقريته كرصور، التي يحمل المهرجان اسمها، وربما تكون النسخة الثانية منه على أرضها لتكون قيمة المكان أكثر وضوحا.

أحلام بشارات

وأضافت: "في هذا المهرجان أصبحت كرصور في فلسطين، وهذا هو دور الشاعر، الذي ينقل الأماكن في بقاع الأرض، ويتجاوز الحدود، ذلك لأن مهمته الأساسية تجاوز التعقيدات واللغة والحدود وجوازات السفر، نظرا للحرية التي يعيشها الشعراء في الموازي".

كما أن الشعر من منظور بشارات قادر على ارتجال وجود متخيل في العالم الحقيقي وربما يكون حقيقيا أكثر من الحقيقة".

وعرجت بشارات على قيمة المكان الذي نظم فيه المهرجان (قرية قلنديا)، التي كانت تظنها بعيدة عن مكان إقامتها في رام الله، بسبب الاحتلال الذي يخلق فكرة صعوبة الحركة أحيانا، ويعطي تصورا عن أن الأماكن بعيدة ما يجعل الناس يتحركون ببطء.

لمشاهدة التقرير حول الفعالية عبر الفيديو التالي: