السبت  04 أيار 2024

الفنون البصرية وسؤال المكان والهوية

افتتاح معرض "الربيع" للفنون البصرية بمشاركة 28 فنان/ة

2023-06-11 11:53:40 AM
الفنون البصرية وسؤال المكان والهوية
ملصق المعرض

تدوين- سوار عبد ربه

انطلاقا من سؤال الهوية بكل ما في المفهوم من معنى وأبعاد أيديولوجية وسياسية وتقسيمات جغرافية استعمارية تؤثر به وعليه، اجتمع 28 فنانا في رام الله، ضمن معرض الربيع الذي أقيم في مركز خليل السكاكيني في المدينة، لعرض أعمال فنية تبحث في الهوية وتجسد السؤال الأساسي وكل ما يدور حوله من أسئلة فرعية تؤرق الشباب في كافة أماكن تواجدهم على امتداد فلسطين، إضافة إلى الجولان السوري المحتل، الذي يشكل نموذجا بحثيا أساسيا في حرب الهوية المستمرة.

وللمرة الأولى يلتقي هؤلاء الفنانون الشباب بأعمالهم ليعكسوا تنوعا في خبراتهم وخصوصية في تجاربهم، وهي فرصة للتبادل والحوار فيما بينهم ومع الجمهور.

هوية غير معرفة وارتباك

من الجولان السوري المحتل، سافرت الفنانة هاجر خاطر جنوبا إلى رام الله، حاملة معها أسئلتها الخاصة المرتبطة بالعنوان العريض للمعرض، والذي يتألف من قطع نحاسية متبعثرة ضمن عمل أطلقت عليه اسم "ليسيه باسيه".

وفي لقاء خاص مع تدوين، أوضحت خاطر (23 عاما) أن عملها هذا يعبر عن الهوية غير المعرفة، التي تعاني منها وكافة أهالي الجولان السوري المحتل، ذلك لأنهم غير معرفين في هوية واحدة.

وتناقش أيضا خاطر في عملها مفهوم الانتماء من عدمه، وكذلك مفهوم الحرمان من الوطن الأم، الذي يمكن للجولانيين رؤيته لكنهم محرومون من التواجد فيه، ومجبرون على التواجد في مكان آخر.

هاجر خاطر

واستخدمت الفنانة السورية في عملها تقنية تطريق النحاس، وهي تقنية قديمة كانت تشتهر بها منطقتها (مجدل شمس)، لصناعة أواني الطعام، وحول سبب اختيارها لهذه التقنية قالت: "جاءت الفكرة بعد بحث مفصل حول المنطقة، توصلت من خلاله إلى أن التقنية التي كانت تستخدم قديما في صناعة أواني الطعام تسمى "تطريق النحاس"، فاخترت أن تكون هذه الطريقة بارزة في عملي، لتعبر عن ذكريات وتراث المنطقة، حتى توصلت إلى أن الطريقة القديمة التي كانوا يعدون بها أواني الطعام كانت تسمى تطريق النحاس".

أما الفنانة نور نصير من مدينة شفا عمرو في الداخل المحتل فعرضت عملا بعنوان "فوضى"، استخدمت فيه ألوان الأكريليك، وهو عمل يبحث في سؤال الهوية والمكان، تظهر فيه الفنانة بأوجه مختلفة، يعبر كل منها عن سؤال معين يدور حول العنوان الرئيسي.

وحول عملها أوضحت نصير، أنها اختارت أن تجسد حالة الإرباك الذي عاشتها بعد قراءتها لدعوة المعرض، والأسئلة التي أخذت تجول في ذهنها آنذاك، كسؤال من أنا؟، ما الأرض بالنسبة لي؟، لمن هذه الأرض؟، وأسئلة أخرى متعلقة بانتخابات الكنيست، عما إذا كان عليها الإدلاء بصوتها أم لا، ولمن، وغيرها من الأسئلة التي عبرت عنها فنيا.

وعند سؤالها عما إذا قرأت هذا الإرباك في لوحات الفنانين الآخرين أيضا، قالت نصير: "وجدته في بعض الأعمال، فكل فنان عبر عن إرباكه بلغته الفنية الخاصة التي دلت عليه".

التوسع المعماري

أما المقدسي حسن صندوقة (24 عاما)، فعرض لوحة تدل على التوسع المعماري المتزايد، والذي يحول المناظر الطبيعية إلى أسمنتية خالية من الحياة.

وحول عمله قال صندوقة، جسدت في العمل مخاوفي من التقسيمات المفروضة على فلسطين من الناحية المعمارية، ووضعتها في اللوحة في ثلاثة أقسام، الأول منطقة جميلة وخضراء يسيطر عليها المستوطنون، والثانية تتمثل بالقدس وما تتعرض له، والثالثة تعبر عن غزة التي تتعرض لقصف مستمر، وحول هذه التقسيمات كلها جدار فاصل.

حسن صندوقة

وفي نهاية المعرض الذي يمتد على مدار شهر كامل، تمنح جائزة سليمان منصور ونبيل عناني، لثلاثة فنانين كحافز متواضع للاستمرار في الإنتاج والعطاء ولتشجيع الفنانين الشباب على التحلي بالإرادة والتصميم للمضي قدما في إبداعهم.

وحول معايير اختيار الفائزين قال الفنان التشكيلي سليمان منصور وهو أحد ممولي الجائزة رفقة كيفين سيم، وزياد عناني، في لقاء خاص مع تدوين إن المستوى الفني هو المعيار الأساسي، وكذلك الأفكار التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من العمل الفني.

أما عن اسم المعرض، أوضح منصور أنه يحمل اسم الربيع تيمنا بالمعرض الذي جرى في الثمانينات بذات الاسم، والذي كانت فيه فلسطين تعيش فترة ذهبية على المستوى الفني، ويأتي هذا في سياق التذكير بهذه المرحلة.

من جانبها، قالت قيمة المعرض رنا عناني في لقاء خاص مع تدوين إن هذا المعرض جاء لمساعدة الفنانين الشباب الذين يصعب عليهم عرض أعمالهم في رام الله أو أي منصة ثقافية أخرى تجلب لهم تفاعلا جماهيريا، كي يعطيهم دفعة قوية.

وتتنوع أعمال المعرض السبعة والعشرين بين الرسم، التصوير الفوتوغرافي، الفيديو آرت، الأعمال التركيبية، والنحت، وغيرها، وتتشارك جميعها في كونها تعكس أن المشكلة الأساسية هي الاحتلال الذي يؤثر على كل شيء، وبعض الأعمال تحاكي بعضها وتتناول مواضيع متشابهة إلى حد ما ذلك لأن المشترك بينهم كلهم هو الاحتلال وتبعاته.

يشار إلى أن الفنانين المشاركين في المعرض هم: أفياء النواصرة، آلاء قدورة، الياس واكيم، جريس شحادة، جوان ومجد أبو ريا، حسن صندوقة، دعاء العمري، راما الأشقر، راية غنطوس، رهاف البطنيجي، سجى قطينة، سري ترزي، شام أبو صالح، عبد الرحمن الزبون، عبد القادر بصلات، ليلى عبد الرازق، محمد بكري، محمود الحاج، ندين غرز الدين، ندين ناشف، نظيمة الأسمر، نور أبو هشهش، نورا نصير، هاجر خاطر، هلا جوهر، يزن أبو سلامة.

لمزيد من الصور 

للاطلاع على تقرير حول المعرض