تدوين- إصدارات
صدر حديثاً، عن دار منشورات المتوسط-إيطاليا، رواية جديدة للكاتب الفلسطيني أسامة العيسة، بعنوان "سماء القدس السابعة"، وتأتي الرواية في 680 صفحة من القطع الوسط.
ووفقًا لدار منشورات المتوسط، فإن الرواية تأتي احتفاءً بالمكان، وبالشخوص، بمدينة نصِّيَّة وقدرية، ولكنَّها أيضاً مراجعة للمُسلَّمات، والشعارات، وحتَّى للفعل الفدائي المُبكِّر، الذي لم يكن، رغم فداحة التضحيات وسُمُوِّها، والمرجعيات الثقافية للمناضلين، ليفضيَ إلى انعتاق المدينة، بحَجَرها وبَشَرها.
وعن الإدراك المُبكِّر أنَّ القُدْس، المحاصرة بالأغاني الحماسية، والشعارات الجماهيرية، والتصريحات الرسمية، ليست هي قُدْس النَّاس الذين كان عليهم دفع الثمن دائماً، وليست هي القُدْس الدينية، التي حاصرت نفسها في نحو كلم مربَّع داخل السور، لقرونٍ، رغم معاناتها من جراحٍ لن تندمل، ومن مُحتَلٍّ إلى آخر، ومن فاتحٍ إلى فاتح، ومن شقيقٍ دموي إلى شقيقٍ لا يقلُّ دموية وجهلاً، وليست هي القُدْس المكتوبة بفَهْم المنتصرين.
بل هي القُدْس المستعصية التي تُكتَب هنا، وللمرَّة الأولى، بهذا العمق والاتِّساع والشخوص مُتعدِّدي الإثنيات والقوميات، وفي الرواية الكاتب أسامة العيسة يكتب تاريخ القُدْس الآخر، تاريخ العاديين المهزومين.
عن الكاتب أسامة العيسة
هو كاتب وصحفي ولد في مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم، فلسطين في عام 1963م، صدرت له عدة كتب أدبية وبحثية، في القصّة والرواية والآثار وطبيعة فلسطين، وأعدّ أبحاثًا لأفلام تسجيلية عن الثقافة والسياسة في فلسطين، كما حصلت روايته مجانين بيت لحم/ على جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة الآداب، عام 2015.
من أجواء الرواية:
كان رجالنا يُضيِّقون من الحكاية التي تتردَّدَ بين الوقت والآخر، الموغِلة في قِدَمٍ، لا يمكن تحديده، وتتحدَّث عن رجلٍ مغربيٍّ مرَّ بالقرية، ويعرف مثل كلِّ المغاربة الأسطوريِّيْن المطبوعين في ذاكرة جمعيَّة غير محدَّدة أبداً الكثير، وعندما شرب من ماء العَيْن، وتذوَّقه، قال للمتباهين بوسامتهم بأنه قد يحدث خلل ما، ويمكن لمَنْ يشرب من ماء العَيْن أن يتحوَّل من رجلٍ إلى امرأة أو العكس، وكُلُّه بعلمه وإرادته، ذلك الذي خلقنا ويراقبنا من عَلٍ، ويعلم ما نُظهِر وما نُبطِن، وما يستقرُّ في الصدور لا يخرج ولا يظهر.