تدوين-إصدارات
صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية – مدار (رام الله) كتاب "اليمين الجديد في إسرائيل: مشروع الهيمنة الشاملة"، حررته د. هنيدة غانم وشارك فيه مجموعة من الباحثين المختصين في الشأن الإسرائيلي.
يقدّم الكتاب، وفقًا للناشر، قراءة واسعة ومركّزة ومتشعبة النطاق لصعود اليمين الجديد في إسرائيل، فهو يستعرض السياق التاريخي والسوسيولوجي لهذا الصعود، وأهم تيارات اليمين الجديد وأحزابه وجمعياته ومراكزه الفكرية ومميزات خطابه، ويضيء على مشروعه السياسي والاستعماري وسعيه لحسم الصراع الداخلي حول هوية إسرائيل بالانتصار للهوية القومية اليهودية المحافظة، والصراع الخارجي مقابل الفلسطينيين عبر العمل على حسم المسألة الفلسطينية من خلال سحقها.
ويقرأ الكتاب هذه التفاصيل في سياق سيرورات العولمة المتناقضة من حيث تحويل العالم إلى قرية كونية مفتوحة من جهة وتصاعد الخوف على الهوية والقيم الوطنية من جهة أخرى، وبموازاة الآثار المدمرة لتوحش النيوليبرالية، وتقاطع ذلك مع هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 ولاحقًا الهجرة من الدول الإسلامية والعربية إلى الدول الغربية كعوامل مركزية في صعود قوة أقصى اليمين الجديد.
ويحلل الكتاب انتقال التمحور حول معاداة السامية إلى معاداة الإسلام، مما دفع إلى التقاء اليمين الإسرائيلي الجديد والعالمي، وتحول اللقاء بينهما إلى آلية تبادل مصالح، تعطي بموجبه أحزاب أقصى اليمين الأوروبي الدعم للمشاريع الاستيطانية وتروج لخطاب معاداة الفلسطينيين مقابل إعطاء شرعية "يهودية" لهذه الأحزاب التي نُبذت سابقًا بسبب معاداتها للسامية.
يتألف الكتاب الواقع في 308 صفحات من قسمين. ويقدّم القسم الأول الذي أنجزته محررة الكتاب تأطيرًا نظريًا وسياقًا تاريخيًا ويقع في فصلين. يغطي الفصل الأول اليمين الجديد وصعوده في السياق العالمي ويتابع علاقته وتقاطعه مع إسرائيل فكريًا وسياسيًا. ويتناول الفصل الثاني ظاهرة اليمين الجديد في إسرائيل ويسعى لفهمها عبر تأطيرها ضمن الخلفيات الأيديولوجية الصهيونية وبنيتها الفكرية وتحولاتها، ويتقصى أهم التيارات والأحزاب والجماعات التي تمثله وتلك التي تدعمه، ويحلل الفصل المشروع السياسي الذي يميز اليمين الجديد عن تيارات اليمين السابقة.
أما القسم الثاني، فينفرد في دراسة حالات عينية، وإلقاء الضوء على مفاصل مختلفة من اليمين الجديد، ويشمل ستة فصول.
يتوقف الفصل الأول لعبد القادر بدوي عند المجتمع المدني اليميني ويستعرض أهم الجمعيات والمنظمات اليمينية الناشطة ودورها في ضبط الخطاب العام وتعزيز الاستيطان.
ويتناول الفصل الثاني لمهند مصطفى الصهيونية الدينية والتحولات التي تمرّ بها من حيث التعدّد والتشظي وظهور تيارات جديدة كالحردلية والتي يتابعها وليد حباس في الفصل الثالث وتعني الحريديين (المتزمتين دينيًا) القوميين ودلالات صعودها على الانزياح المستمر للمجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف الديني والقومي.
في الفصل الرابع يستعرض برهوم جرايسي التغيرات في المجتمع الحريدي وتحوله المستمر نحو اليمين بسبب التغيرات السوسيولوجية، ويتابع علاء سلامة في الفصل الخامس علاقات الأفنجيلية الصهيونية في الولايات المتحدة مع إسرائيل ويتقصى التقاطع بينهما. أما الفصل السادس والختامي فيتوقف فيه أنطوان شلحت عند العلاقة بين الصهيونية الجديدة واليمين الجديد والتفاعل بين الظاهرتين.