تدوين- تغطيات
6 حروب متتالية شهدها قطاع غزة منذ العام 2008 حتى عام 2023، أحدثت ما أحدثته من دمار وخراب، ارتقى على إثرها آلاف الشهداء، بيوت قصفت، وعمارات دمرت فأصبحت ركاما، انتشل من تحت أنقاضها عددا لا يحصى من الجثث.
مشاهد ظلت محفورة في ذاكرة كل غزيّ عاش هذه الحروب كلها، أو واحدة منها على الأقل، حولتها الفنانة الفلسطينية مها الداية إلى معرض حمل عنوان "ليس مجرد ركام"، أخذت فيه رواد المعرض إلى ما وراء هذه البنايات، إلى ذكريات ساكنيها، وجعلت لها معنى آخر بعيدا عن الدمار والحرب والركام.
وفي لقاء خاص مع تدوين أوضحت الداية أن تردد مصطلح ركام على مسامعها في النشرات الإخبارية إبان الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، سيما الحربين الأخيرتين (2021-2023)، حفز لديها رغبة توثيق هذه المشاهد من جهة، وتأويلها من جهة أخرى، لتعطيها معنى آخر غير الذي يعرفه المشاهد، فهذه البنايات التي أصبحت ركاما شهدت على وجود سكان فيها، وهؤلاء السكان لهم ذكرياتهم، كما أن بعض البنايات التي تلقت صواريخ، لم تسقط كلها، الأمر الذي عبرت عنه الفنانة بقولها: "إذا البنايات رفضت السقوط، فما بالك بالبشر".
ومن خلال أحبال الغسيل على شرفات المنازل، أشارت الفنانة إلى وجود حياة في هذا المنزل، وحول هذا قالت: "وجود حبل غسيل على شرفة المنزل دليل على أن أحدا ما كان يعيش هنا".
ويأتي هذا المعرض ليقول للعالم، إن الآلة العسكرية مهما حاولت أن تقصف هذه المباني إلا أنها بقيت صامدة، ومثلما فعلت، نحن سنتحمل أكثر وأكثر".
مها الداية
فنانة فلسطينية حاصلة على بكالوريوس في العلوم السياسية، تلقت العديد من الدورات الفنية، ثم انطلقت في الرسم.
أقامت أول معرض لها عام 1999، في قرية الفنون والحرف، رفقة نخبة من الفنانين، وحمل عنوان "ظلال الانتفاضة"، ثم حصلت على إقامة فنية في دارة الفنون بالأردن، وهناك التقت بالفنان السوري العالمي مروان كساب باشي، والفنانة اللبنانية فاطمة الحاج، وفنان لبناني آخر.
ثم حصلت على إقامة فنية في باريس، لمدة 4 أشهر، تعرفت خلالها على فنانين آخرين، وثقافات مختلفة، وأقامت العديد من المعارض داخل فلسطين وخارجها.
مزيد من التفاصيل في التقرير التالي: