الجمعة  11 تشرين الأول 2024

التلفزيون وتأثيره في السينما

2023-07-25 01:37:55 PM
التلفزيون وتأثيره في السينما

تدوين-ذاكرات

نشرت جريدة الأوقات العربية الصادرة في القدس مقالة في عددها السابع بتاريخ 6 آذار 1935 عن تأثيرات ظهور التلفزيون على السينما وفيما يلي نص المقالة:

 في عالم السينما

التلفزيون وتأثيره في السينما

يتحدث الناس ويتساءل هواة السينما عن المقدار الذي تتأثر به السينما من تقدم التليفزيون ومنهم من يعتقد بأن تأثيره عليها سيكون بعيداً ومنهم من يرى عكس ذلك.

 ويقول الفريق الأول أن الناس لن يتعبوا أنفسهم ويحملوها مشقة الذهاب الى دور السينما ومصروفات دخولها في الوقت الذي يستطيعون به مشاهدة وسماع الأفلام وهم في بيوتهم مستريحين.
أما الفريق الثاني من الناس فإنه لا يوافق على هذا الرأي ويقول بأن التليفزيون لا يزال في مهده وليس من المنتظر أن يوفق العالم في استعماله ومن الصعب أن يوضح الكلام والعرض في منازل المتفرجين فيرون ويسمعون في بيوتهم كما يرون ويسمعون في دور السينما الحديثة، وفوق هذا وذاك فإنه على فرض إمكان محطة الإذاعة أن تذيع الأفلام بنجاح تام فإن المخرجين لن يسمحوا بذلك للمسؤولين في المحطة بإذاعته وقد يسمحون بذلك في فترات قليلة متباعدة إلا أن المبالغ التي ستنفق في إخراج فلم بالراديو تبلغ عشرات الاف من الجنيهات، وهذه تضيع سدى لأن المتفرجين على الفلم في بيوتهم لا ينفقون سوى بعض الدريهمات القليلة لثمن كيلو أو كيلوين من الكهرباء، وهكذا لا يستعيض المخرجون والممثلون أتعابهم.

 ومع ذلك فهناك أحيان يستطيع التليفزيون أن يزاحم السينما بها كعرض الحوادث والأخبار المهمة التي تنقل الأخبار والصور في وقتها وعلى حقيقتها تماما، هذه السرعة الفائقة يؤثر على السينما كثيراً.

ومن المستطاع أيضا إنشاء عدة دور سينمائية متفرقة في أنحاء البلاد وإذاعة أفلام جديدة فيها في وقت واحد من مرکز خاص للإذاعة "سنترال".

 وبهذه الوسيلة يكون أول عرض للأفلام الحديثة في جميع المدن الكبيرة دفعة واحدة وبكلفة قليلة وليس من شك في أن عقبات وصعوبات فنية كثيرة تعترض تنفيذ مثل هذا المشروع. لكن النجاح الذي أصابته السينما الناطقة بعد الفشل الذي توقعوه لها يجعلنا نعتقد بأنه ما من عقبة فنية لا يتغلب عليها الصبر والمثابرة والاجتهاد.

 وفي القريب العاجل سنسمع عن هذا الاختراع ما يدهش الألباب.