تدوين- تغطيات
في استوديو مختص بالأرشفة الرقمية، تعمل 9 باحثات على أرشفة الكتب القديمة والنادرة، وكذلك المخطوطات والوثائق التي يعود معظمها إلى الفترة الزمنية الممتدة بين أواخر العهد العثماني وحتى عام 1948.
تحرص الباحثات على اتباع معايير دولية في عملية الأرشفة، وعلى استخدام معدات عالية الجودة، حتى يكون المخرج النهائي لهذه المجموعات بأفضل حال، ذلك لأهميتها في حفظ الإرث الثقافي، وكذلك دحض الرواية الإسرائيلية.
تقول أخصائية الأرشفة جمانة جبر في لقاء حاص مع تدوين: "أعمل في قسم الأرشفة ضمن فريق مكون من 9 باحثات، في مؤسسة عيون على التراث، التي تعنى بأرشفة الكتب القديمة النادرة والمخطوطات والوثائق".
وحول عملية الأرشفة أوضحت جبر، أنها تتم بعد الانتهاء من مرحلة الصيانة الوقائية، إذ تؤخذ الكتب والمخطوطات إلى قسم الأرشفة، وهناك يتم فحصها، ومراجعة ما إذا كانت منقوصة أو ممزقة".
وتابعت: بعد الفحص، يتم معالجة هذه المواد بالأجهزة والمعدات اللازمة لتصبح جاهزة للأرشفة.
ولا يقتصر عمل الباحثات على الأرشفة فحسب، إنما يتحن هذه المواد للباحثين، على موقعي "هيل" و"المكتبة البريطانية"، للاستفادة منها حول العالم.
وفي المرحلة الأخيرة، توضع المواد في كراتين خالية من الأسيد، ثم في خزائن حديدية ويمنع لمسها بعد ذلك، وفقا لأخصائية الأرشفة.
ومؤسسة عيون على التراث هي مؤسسة بحثية مستقلة تقوم على انقاذ وجمع كل ما يتعلق بالتراث الثقافي في مدينة غزة وجنوب فلسطين.
وحول عمل المؤسسة، أوضحت مديرتها حنين العمصّي في لقاء خاص مع تدوين أن الباحثات يقمن بالحفاظ على هذه المجموعات من خلال عملية تسلسلية تبدأ بالصيانة الوقائية، ثم إعداد تقارير حول هذه المواد، ثم أرشفتها رقميا، ووضعها في بيئة مناسبة تساعد على إطالة عمر هذه المخطوطات والكتب النادرة من أجل نقلها إلى الأجيال القادمة.
وبحسب العمصّي، يتكون فريق عيون على التراث من 9 باحثات متطوعات من مختلف التخصصات تلقين تدريبات مكثفة في عمليات الحفاظ والأرشفة الرقمية لهذه المجموعات من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي الفلسطيني، وإيصال رسالة للعالم أن مدينة غزة، عامرة بالفكر والثقافة والأدب والأدباء.
وتحتوي المؤسسة على مكتبة هامة تعنى بالتراث الثقافي لمدينة غزة وفلسطين قاطبة.
وترى مديرة المؤسسة أن ما تقوم به "عيون التراث" هو إعادة الروح لهذه المواد القديمة والتاريخية، التي تثبت احقيتنا بهذه الأرض المقدسة، لأن فيها ما يعود عمره إلى ثلاثة قرون خلت.
مزيد من الصور