الأحد  22 كانون الأول 2024

ثلاثة عوالم.. مذكرات يهودي عربي

2023-08-07 11:42:00 AM
ثلاثة عوالم.. مذكرات يهودي عربي

تدوين- إصدارات 

صدر حديثاً في لندن كتاب، بعنوان Three Worlds: Memoirs of an Arab-Jew، "ثلاثة عوالم: مذكرات عربي يهودي"، عن دار "Oneworld Publications" في لندن، للمؤلف اليهودي من أصل عراقي، اَفي شلايم.

يسرد الكاتب حكاية عائلته التي تنحدر من أصول يهودية، كما يسرد حكاية يهود العالم العربي مع الصهيونية، التي نشأت أصلاً في أوروبا، ثم تمكنت من إقامة "دولة يهودية" في فلسطين المحتلة، مخلّفة نكبات وكوارث إنسانية لم يكن الفلسطينيون ضحاياها الوحيدين.

ويكشف آفي شلايم في كتابه، "ثلاثة عوالم: مذكرات عربي يهودي"، تمكنه من العثور على دليل قوي يثبت ضلوع الحركة الصهيونية في التفجيرات التي وقعت في بغداد في الفترة الواقعة بين عامَي 1950 و1951، وهدفها تخويف اليهود وحملهم على التسجيل لمغادرة البلاد، بعد أن سنت الحكومة العراقية قانوناً يسمح لليهود بالهجرة في مقابل التخلي عن جنسيتهم العراقية، وعن كل ما يعود إليهم من ممتلكات داخل العراق.

في العالم الأول، يحكي الكاتب عن العراق، مسقط رأسها الذي شكل نموذجا للتعايش بين مختلف الأديانـ حتى الحرب العالمية الثانية على الأقل، بالاستناد على حكايات جدته.

ويعرج الكاتب على الهجمات التي استهدفت يهود العراق في الخمسينيات، والتي تورط فيها صهاينة ما أدى إلى هجرة جماعية في عامي 1950 و1951، والتي ما لبثت أن تلاها خروج جماعي ليهود العراق في اتجاه "الدولة" الصهيونية الوليدة في فلسطين.

وفي العالم الثاني، يحكي عن المؤلف عن اغتراب اليهودي في الأرض المحتلة، بعد أن هجروا إليها مرغمين، ذلك لأن أصحاب المشروع الصهيوني أي الأشكناز الذين قدموا من أوروبا محملين بثقافة وتحيزات مختلفة، لا تشبه اليهود العرب والأفارقة.  

أما العالم الثالث، فهو بريطانيا التي أرسل شلايم للدراسة فيها وهو في سن السادسة عشرة تقريباً، وحصل فيها على تعليمه الثانوي ثم الجامعي. وفيها تطورت مواقفه وآراؤه وتبدلت قناعاته تجاه القضية الفلسطينية، من شاب ليكودي داعم لليمين في الكيان الصهيوني، إلى "داعية سلام" يؤمن بحل الدولتين، ثم أخيراً إلى ناقد للصهيونية، يعدّها مشروعاً استعمارياً استيطانياً عنصرياً، وإلى نابذ لحل الدولتين لمصلحة حل "الدولة الديمقراطية الواحدة"، والتي من المفترض أن ينعم جميع مواطنيها بحقوق متساوية.

ويؤكد شلايم أن المشروع الصهيوني وجّه ضربة قاتلة إلى ما كان يتمتع به اليهود من مكانة في الأراضي العربية، إذ حولهم من مواطنين مقبولين إلى طابور خامس تحوم حوله الشكوك بسبب تحالفه مع "الدولة اليهودية".