تدوين- ذاكرات
رحل هذا اليوم عن عالمنا الصحفي اللبناني الكبير طلال سلمان (85 عاماً)، مؤسس جريدة السفير (1974-2017)، بدأت مسيرته الصحافية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وهو "واحد من متخرجي بيروت، عاصمة العروبة"، كما وصف نفسه في سيرته.
أصدر طلال سلمان العدد الأول من صحيفة السفير التي حملت شعار "صوت الذين لا صوت لهم" وعُرفت بمواقفها المناصرة للقضايا العربية، لا سيما الفلسطينية، إلى أن توقفت عن الصدور نهاية 2016 بعد أكثر من 42 عاما، وبرر سلمان الناشر ورئيس التحرير آنذاك السبب بالأزمة المالية التي تعصف بصحيفته وتراجع مداخيلها من المبيع والإعلانات والاشتراكات.
وللراحل مؤلفات عدة بينها "مع فتح والفدائيين، إلى أميرة اسمها بيروت، سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق، هوامش في الثقافة والأدب والحب" وغيرها.
وفيما يلي مقال بعنوان "هوامش في الثقافة والأدب والحب" كتبه طلال سلمان في مجلة "كتابات معاصرة" وهي مجلة دورية ثقافية تصدر في العاصمة اللبنانية بيروت منذ العام 1988، نشر بتاريخ 1 تموز 2001، العدد 44
ويصعب على قراء الصحف السياسية في العادة أن يتصوروا "الكاتب الجاد" أو المحلل المطلع إنسانا طبيعيا مثلهم، يشتهي الفرح ويرتحل إلى المعنى حيث يجده وتبهجه ضحكة طفله أو حفيدته، توجعه الخيبة أو يعتصره الحزن وهو يرى فتى فلسطينيا يواجه -وحيدا- دبابة العدو بالحجر، يعشق الورد والياسمين وعطر زهر الليمون، يستمتع بالشعر وتطربه الأصالة في الصوت الجميل واللحن المسكر نشوة والكلمة العابقة بأنفاس الأحبة عبر الدهور.
.. ثم تجرأت ذات يوم فاقترحت أن أسهم بين الحين والآخر ب "خواطر" متناثرة في زاوية من السفير الثقافي، أقول فيها شيئا له الطابع الأدبي والفني ومقاربة للجمال في اللون والضوء والظلال.
كانت حجتي أنه ليس ضروريا أن تكون المتنبي أو أبا فراس أو محمود درويش لتقول رأيك في الشعر، وأنه ليس ضروريا بأن تكون قيس بن الملوح أو روميو أو فالنتين لتكتب في الحب. أعترف كانت نزوة فصارت "زاوية" سرعان ما اكتسبت قوامها وصرت أسيرها، أستعد لها كما لا أستعد لأي كتابة صحافية، وأستمتع بكتابتها أكثر من استمتاعي بعذاب "تقزيم" الكلمات، حتى أكتب في السياسة/ وخرجت شخصية "بسمة" من الكلمات إلى الناس فصارت "منافسا" في بعض الحالات صرت أعرف بها/ صارت الهوامش أهم من المتن.