تدوين- سوار عبد ربه
أطلقت مجموعة حاجز 303، ألبوما مكونا من سبع أغانٍ تكريما لرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، بالتزامن مع ذكرى اغتياله السادسة والثلاثين، والتي تصادف اليوم 29 آب.
وفي تفاصيل الألبوم، قال المؤلف الموسيقي الملقب بـ SC MoCha""، في لقاء خاص مع تدوين إن المقاطع في هذا الألبوم تعتمد على دمج الموسيقة الإلكترونية ومقتطفات الصوت من المواد الأرشيفية التي وجدناها من خلال البحث في أفلام الأخبار القديمة، التسجيلات، المقابلات، إلخ.
وبحسب المؤلف الموسيقي، اختيرت المقاطع لتتناسب مع الرسالة العالمية والجماليات الموسيقية للألبوم الذي كان في ذهننا، بالاعتماد على التنويع والتناسق في آن معا، في الرسالة والأسلوب الفني والتقني.
ويقع الألبوم الذي استمر العمل عليه لأكثر من عام بين التجربة والبحث، في مكان ما بين الموسيقى الإلكترونية المرحة والفيلم الوثائقي الصوتي الذي يستكشف قصة ناجي العلي، وفقا للمؤلف الموسيقي. وانتهى المشروع بمجموعة من الأغاني التي تحتوي على تنوع واسع من المواد الصوتية الخام.
ويحوي المشروع على 7 أغانٍ، بينها قطعة تحمل اسم "ضباب لندن"، استخدمت الفرقة فيها، مقتطفات من فيلم وثائقي قصير، لعام 2017 باللغة الإنجليزية يروي مأساة اغتيال ناجي العلي في لندن في عام 1987 وفشل الشرطة البريطانية وسكوتلاند يارد في تحديد القاتل، وأولئك الذين كانوا وراءه.
أما القطعة الثانية التي تحمل اسم "حنظلة" تم تكوينها باستخدام مقتطفات من مقابلة ناجي العلي التي بثت على التلفزيون الكويتي في أوائل الثمانينات. وفيها يشرح ناجي العلي من أين جاء اسم ومفهوم حنظلة.
أما القطعتين الثالثة والرابعة، فاعتمدا على عينات صوتية من "ناجي العلي"، وهو فيلم سيرة ذاتية من إخراج عاطف الطيب عام 1991 وفيه يُجسّد ناجي العلي من قبل الممثل المصري الشهير نور الشريف.
وفي القطعتين الخامسة والسادسة، استخدمت أجزاء صغيرة من تسجيلات لفرقة "الجرموق" والتي تضم فوزي سعدي وخولة الحاج، وتم تحويل هذه العينات إلى شكل رقمي من شريط كاسيت بواسطة مشروع يُدعى مشروع ماجاز، والذي يسعى للحفاظ على الآلاف من الأشرطة القديمة والإصدارات المحدودة لفنانين فلسطينيين.
ويهدف المشروع بحسب "SC MoCha" إلى الاحتفاء بحياة وفن والتزام الرسام الكاريكاتيري والساخر السياسي الرائع ناجي العلي، الذي لم يكن يخاف من قول الحقيقة، حتى لو كان يعلم أنه يعرض حياته للخطر. ولهذا السبب صدر الألبوم في 29 آب، إحياءً للذكرى السنوية لاغتياله في لندن عام 1987.
ويهدف المشروع أيضا كما باقي إنتاجات "حاجز 303"، التي تنشر على موقع Bandcamp إلى استخدام الموسيقى الإلكترونية البديلة والتجريبية كوسيلة لتضمين الرسالة، ما يجعلها متاحة لنطاق واسع من الجمهور داخل وخارج العالم العربي، بعيدا عن الهدف التجاري، وفقا للمؤلف الموسيقي.
أما عن الرمزية التي يمثلها ناجي العلي للمجموعة، فتأتي من كونه شخصية تمثل السعي للحقيقة والعدالة والحرية، ليس فقط للفلسطينيين بل للمظلومين في كل مكان، إذ تعتبر رسوماته وحياته شهادة قوية على مرونة الروح البشرية في مواجهة الشدائد.
ويرى المؤلف الموسيقي، أن شجاعة ناجي العلي في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية، والتزامه بالحقيقة والعدالة، وإبداعاته الأيقونية مثل حنظلة، جعلوه رمزًا خالدًا للمقاومة، وملهما للأجيال الجيدة من الفنانين في جميع المجالات لاستخدام حرفتهم كأداة، مُحفِزًا إياهم على معالجة القضايا الملحة في عصرهم و قول الحقيقة حتى لو كانت مرة أو لا تُرضي الذين في السلطة.
فرقة حاجز 303
باستخدام التسجيلات الميدانية والأصوات والأرشيفات من فلسطين والعالم العربي، تقوم فرقة حاجز 303 ببناء مقاطع صوتية تنسج الصوت السينمائي مع معالجة الصوت التجريبية والإيقاعات إلكترونية، بالإضافة إلى العود والغيتار والبيانو.
يقود المجموعة منتج تونسي يعيش في مونتريال، كندا، وقد تعاون على مر السنين مع العديد من النشطاء والموسيقيين والفنانين التشكيليين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط وخصوصا من فلسطين منهم مثلا ريم بنا، ولاء سبيت، برونو كروز
من خلال مؤلفاتها الإلكترونية، تنشر فرقة حاجز 303 رسالة من أجل الحرية والكرامة والتضامن، بالإضافة إلى دعوة للوقوف في وجه الظلم والاضطهاد.
وقدمت حاجز 303 عروضها على مر السنين في فلسطين، تونس، مصر، المغرب، أستراليا، اليابان، أمريكا الشمالية والعديد من الدول الأوروبية.