تدوين- تغطيات
عقد اليوم ضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي الثالث عشر للكتاب، ندوة بعنوان "واقع التعليم الراهن وتطلعات المستقبل"، شارك فيها كل من أ.د خليل عودة، ورئيس جامعة القدس أ.د عماد أبو كشك، ناقشا خلالها ثلاثة محاور رئيسية تركزت حول الكتب الورقية والرقمية، ومدى جهوزية الجامعات المؤسسات التعليمية للانتقال إلى مرحلة استخدام الكتاب الرقمي والاكتفاء به كوسيلة تعليمية، المحاضرات الالكترونية والوجاهية، وأخيرا ناقشت الندوة جدوى الأبحاث العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه.
وبدأ أ.د خليل عودة مداخلته بالإشارة إلى وجود 53 مؤسسة للتعليم العالي في فلسطين، الذي يعتبر رقما ليس بسيطا، ويحمل كثيرا من المضامين، هذا لأن شعبنا الفلسطيني يركز على التعليم، ويعتبره رأس ماله.
وفي المحور الأول الذي أفرده عودة للحديث عن الكتاب الورقي والرقمي، طرح مجموعة من التساؤلات حول مدى الحاجة اليوم إلى الكتاب الورقي، وهل هيأنا أنفسنا للانتقال من استخدام الكتاب الورقي إلى الكتاب الرقمي.
وإجابة على هذه التساؤلات، قال رئيس جامعة القدس عماد أبو كشك "إن العالم منذ أكثر من 250 سنة وهو يتقدم بتسارع، إلى حين وصولنا إلى منتصف التسعينات أصبح هناك إشكالية لدى التعليم العالي بشكل عام فيما يتعلق بسرعة إنتاج المعرفة العالمي، بحيث أن الإنسان والعقل البشري أصبح غير قادر كل حسب تخصصه على استيعاب القدرات الإنتاجية لأي تخصص؛ بسبب غزارة وكثافة وكمية الإنتاج في هذا التخصص".
ويرى أبو كشك أنه ليس بالضرورة أن نهضم كل ما ينتج إنما على الأقل أن يتم تدريب الهيئة التدريسية على التكيّف مع التخصصات.
وحول المعلومات والمعرفة الرقمية، قال أبو كشك: "العالم تحول بشكل سريع، وقد يكون الجيل المتواجد في الندوة اليوم (تتراوح أعمار الحضور بين العشرين والسبعين) هو آخر من سيمارس حمل الكتاب، حيث بدأنا نقفل حقبة كاملة من استعمال الكتب الورقية.
بدأنا نقفل حقبة كاملة من استعمال الكتب الورقية
وعرج أبو كشك على التحديات التي تواجه الجامعات بسبب التسارع المعرفي والرقمي، التي اعتبر أنها لا تكمن في المعرفة بحد ذاتها، إنما بما هو مطلوب من الجامعات أن تعمله، وكيف يمكن أن تكون نمطية هذا التعليم العالي، وما هي المناهج والمهارات والقيم المطلوبة للتدريس، وما هي الحياة الجامعية التي يمكن أن يُبنى من خلالها طالب يستطيع أن يستعمل هذه الأدوات.
وتوقع رئيس جامعة القدس أن المسألة ستكون في المستقبل القريب تحول شمولي للعالم الرقمي.
وعن جهوزية الجامعات للتحول إلى العالم الرقمي، قال أبو كشك: "بما أن العالم يتجه إلى الرقمنة، الجامعة التي لا تهيئ البنية التحتية الالكترونية وكل ما يتعلق بالاشتراكات المطلوبة مع المنصات التي تحوي على كتب وأبحاث مختلفة، ستكون خارج نطاق المستقبل، وبالتالي الجامعات اليوم أمامها تحدٍ، كيف أن تتحول المكتبات الخاصة في التعليم العالي الفلسطيني إلى مكتبات رقمية تعتمد بالأساس على الربط مع كل ما يتعلق في الكتب المختلفة على المستوى الرقمي".
وأخيرا، بحث المشاركان في الندوة موضوع جدوى الأبحاث العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه، وإمكانية تحويلها إلى رسائل رقمية فقط، إذ اعتبر أبو كشك أنه على المستوى الفلسطيني هناك إشكالية في موضوع تحديد المشكلات الاجتماعية في القطاعات المختلفة، مشيرا إلى ضرورة وجود بنك معلومات يحوي على المشكلات الموجودة، مع ضرورة وجود تكامل وتنسيق ما بين بنك المعلومات الذي يخرج من الدولة، والطلبة كي يختاروا منها موضوعات لأبحاثهم ورسائلهم، ويجدوا لها حلولا.
لمشاهدة الندوة كاملة: