تدوين- تغطيات
ضمن فعاليات اليوم الأول من معرض فلسطين الدولي الثالث عشر للكتاب، نظمت وزارة الثقافة الفلسطينية أمسية شعرية شارك فيها كل من: المتوكل طه، حسن المطروشي من سلطنة عُمان، سمير القضاة من الأردن، محمد الهاشمي بلوزة من تونس ووصال أبو عليا.
وألقت الشاعرة وصال أبو عليا التي أدارت الأمسية مجموعة من قصائدها، اخترنا لكم في تدوين واحدة منها بعنوان: "مدن ممنوعة من الغزو"، التي فازت فيها بالمرتبة الثالثة في المهرجان العالمي للشعر والرواية حيث أقيمت قبل نحو شهر في إيطاليا.
مُدنٌ مَمنُوعةٌ مِنَ الغَزو..
أروَاحُنا زَعتَرٌ يَنمُو تَحتَ جلُودِنَا،
هِضَابُنا مَحشُوّةٌ بالصّبارِ في وَجهِ الغَرِيب،
سَنَملأُ ثُقُوبَ الوَقتِ بِوَقُودِ أحلامِنا،
نَتَذوّقُ صَبرَ الخِيامِ، أقراصَاً تَمنَعُنا منَ الاندِثَار،
سَنَبنِي منَ الشّعرِ مُدنَاً مَمنُوعةً منَ الغَزو،
نُخبّيءُ دَعوَاتِنا في جَيبِ القَمر،
وَهُم:
فَوقَ مَقابِرِنا أقَامُوا عُرسَ الدّخيل،
فَلا حُدودَ للصّفصَافِ في زَمنِنا،
أمَا آنَ لهم أن يَمضغُوا خُبزَ الرّحِيل؟
فالسّماءُ وَهَبَت سَقفَها لِشُهدائِنا.
___________________________________________
فيما شارك الشاعر المتوكل طه في مجموعة من القصائد، اخترنا لكم منها قصيدة بعنوان: "تمهل يا كعب":
كيف لي أن أقولَ ما سأقولُ ** وفؤادي من حُبِّهِ مَتْبولُ
لا سؤالٌ، فذاكَ كعبٌ بِرَكْبٍ ** والذي يَقصدُ الحبيبَ عَجولُ
فمضى يقصدُ البهاءَ بقَوْلٍ ** إنما العفوُ عندَه مقبولُ
وهَمَى الشِّعرُ مثلَ غَيثٍ صريحٍ ** ومع الشِّعرِ كلُّ حالٍ تَحولُ
وارتدى بُردةَ الحبيبِ جميلاً ** وقَوامُ القصيدِ فيها جميلُ
فتمهَّل يا كعبُ، إنّي لديهِ ** وفؤادي من الهوى متبولُ..
أنا عندَ الذي تساوى بفِكْرٍ ** منهُ وردٌ ومِنْجلٌ ونَخيلُ
لا يعيشُ الضدّان إلّا عليهِ ** آكِلٌ مَرَّ أو مضى مأكولُ
غابةُ الكونِ قد أفاضَتْ جِناناً ** وتآخَتْ مع الذئابِ الوعولُ
يا نبيَّ الأزمانِ عُذْري بأنّي ** خافقي مُثْقَلٌ وحَرْفي خجولُ
فوقَ صدري لِمَريمٍ صلواتٌ ** وعلى مُهجتي تُضِيءُ البَتولُ
آلُ بيتِ النبيِّ دوحةُ نورٍ ** فَيْضُ أرواحِهم فُراتٌ وَنِيلُ
جئتُ والقدسُ نجمةٌ في جبيني ** جئتُ والجُرحُ حيثُ أسرَى الرسولُ
فالطريقُ الوحيدُ معراجُ بَدْرٍ ** هي قدسي.. والباقياتُ فُضولُ
مرَّ.. والبرقُ وَمْضةٌ من يديهِ ** طارَ.. والرّعدُ خاشعٌ مذهولُ
ثم صَلّى بالأنبياءِ إماماً ** إنّها القدسُ بيتُه والنزولُ
وإذا عادَ فالقِبابُ شروقٌ ** والربيعُ المديدُ فيها فُصولُ
وإذا أنْكَرَتْ قُريشٌ غزالاً ** ساحَ في الرّوحِ رِمْشُهُ المَكْحولُ
وردةُ النارِ في دَمي كبرياءٌ ** والقناديلُ في وَريدي تَسيلُ
___________________________________________
وقرأ الشاعر التونسي محمد الهاشمي بلوزة، نماذج مختلفة من الكتابة الشعرية من مجموعات شعرية مختلفة اخترنا لكم منها: قصيدة "صائد السمك" من كتاب "الحيوان":
تحت تاج من نجوم
يصنع معطفا من نور الماء
الدائر حول القارب
يسحب الخطوط العنيدة
شيئا فشيئا
يمتلئ الجوف موتى
في الفجر،
يرفع الصياد آثار شباكه الباردة
___________________________________________
أما الشاعر حسن المطروشي من سلطنة عُمان، قرأ مجموعة من قصائده، اخترنا لكم منها:
مِنْ مُقْلَتَيْها حُروبُ الأرضِ تَبْتَدِئُ ** وفيهما أَحْرِقُ الدنيا وأَنْطَفِئُ
أَوْمَأْتُ للريحِ لا تَدْنو لِشَطِّهِما ** فَثَمَّ قَلْبٌ على المائَيْنِ يَتَّكِئُ
هذا الهواءُ جَحودٌ لا يصَدِّقُني ** إنْ قُلتُ: لاحَتْ لِعَيْني فيهِما سَبَأُّ
وقصيدة أخرى جاء فيه:
يصحو النعناعُ ويوقظني ** من أين سيبتدئ النعناعْ؟
القريةُ مثلي ناعسةٌ ** والكوكب مرتبكٌ كشراعْ
والغرقى من عينيكِ أتوا ** ذكروني مسحورا في القاعْ
___________________________________________
وأخيرا، قرأ الشاعر والروائي الأردني سمير القضاة، مجموعة من القصائد، بينها قصيدة شهيرة كتبها في الانتفاضة الأولى عندما كان طالبا في المدرسة، يقول في مطلعها: الأرض لنا، والقدس لنا، والله بقوته معنا، وقصيدة أخرى بعنوان القدس، اخترناها لكم:
في القدس تخطو،
فيغدو العمر مشوارا
ولا تطير،
ولا تمشي على قدم
ولا ترى بعد هذا الغيب أسرارا
كمن يموج على ماء مقدسة
فوق البحيرة
لا بشرى تطمئنه
وليس يعدم عند الشر أنصارا
في القدس تطفو،
على الأوهام مرتفعا،
فلا ترى حولها قيدا وأسوارا
حتى الحجارة
صارت في أزقتها
مثل الغيوم،
وسال الدرب أنهارا
تلك النبوة،
في أسمى مراتبها
للصامدين بها،
والغارقين بعشق الله في دمها
حتى ولو ملأتها الريح أسرارا
وتعرج الروح منها،
كي تعود لها
إن المقدس
يبقى ملكها أبدا
يرقى بخارا،
ويهمي منه أمطارا
من يحكم الأرض،
لا معنى لسلطته
فالقدس ليست ترابا،
للجنود إذا سلوا بنادقهم
لكن سماء
وطهرا،
للذي اختارا
___________________________________________
لمشاهدة الأمسية كاملة: