الأحد  28 نيسان 2024

المرأة في الثقافة الفلسطينية: أدوار إبداعية

2023-09-11 02:20:13 PM
المرأة في الثقافة الفلسطينية: أدوار إبداعية
المشاركون في الندوة

تدوين- تغطيات 

ضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب، نظمت وزارة الثقافة ندوة بعنوان "المرأة في الثقافة الفلسطينية: أدوار إبداعية" شاركت فيها كل من: د. وداد البرغوثي، د. ديمة السمان، أ. سوسن قاعود، وأدارها: د. معاذ عبد الله.

وفي مداخلتها، عرجت المحاضرة في جامعة بيرزيت وداد البرغوثي على إنتاجاتها الأدبية والتي يصل مجموعها إلى ما يزيد عن 20 عملا، تتنوع بين روايات ومجموعات شعرية وكتب بحثية وترجمات.  

بدأت البرغوثي رحلتها الإنتاجية في المرحلة الإعدادية مع الشعر، حيث كان بالنسبة لها الهاجس الذي يعبر بشكل فوري وسريع عن الحدث والمشاعر، وأول ما نشر لها في هذا الجانب، قصيدة بعنوان "أنا القدس"، تلتها محاولات أخرى، أبرزها قصيدة من الشعر العمودي نظمتها بمناسبة استشهاد زميلتها لينا النابلسي.

وعن كتابة الرواية، قالت البرغوثي، "كنت أخاف من كتابة الرواية؛ لأنها تجربة أعمق وأقوى من الشعر، لذا تأخرت الكتابة الروائية إلى ما يقارب عمر الأربعين، مع عدم إهمال الشعر والزجل".

وكانت أولى تجاربها الروائية "حارة البيادر" التي فازت بجائزة الإبداع النسوي للرواية عام 1997، من وزارة الثقافة، تلتها تجارب روائية أخرى، آخرها رواية "البيوت".

تقول البرغوثي: "الكاتب في كل عمل من أعماله يكتب شيئا من ذاته، وهذه التجارب المختلفة، توزع على النتاجات المختلفة للمؤلف؛ وبالتالي كانت بشكل أو بآخر من التجربة الأولى حتى التجربة الأخيرة، هناك توزيعات في هذه الروايات".

عرفت الكاتبة والدها للمرة الأولى في عامها الثامن، بعد أن أفرج عنه من سجون الاحتلال، وبعد ذلك شهدت على سلسلة اعتقالات لوالدها، وأخرى في محيط العائلة شملت الزوج، والأولاد، واعتقالها شخصيا، وكذلك عاشت تجربة هدم منزلها، وكل هذه التجارب كان لا بد أن تجد متنفسا في أعمالها الروائية المختلفة.

تقول البرغوثي: بعض هذه الأعمال ذهب مذهبا باتجاه السيرة الذاتية والغيرية مثل "تل الحكايا"، التي وصفها بعض النقاد بأنها ثلاث سير في سيرة واحدة وهي سيرة الكاتبة ووالدها والمكان أي قرية كوبر.

وفي مجال السير كتبت البرغوثي أيضا رواية البيوت التي شملت تجربة الاعتقال والعزل، والحبس المنزلي في بيت آخر غير بيتها، ومكان آخر غير مكانها.

وفي هذه الرواية حاولت الكاتبة إبراز دور الحاضنة الشعبية للأسير والمناضل، وإعطاء هؤلاء الناس بعضا من حقهم، "لأن الحاضنة الشعبية في كل الأوقات تشكل جزءًا لا يتجزأ من مسيرة النضال" وفقا للبرغوثي.

ولم تغفل الكاتبة عن التركيز دوما على الاحتجاج على الأصوات التي تحول الصراع من صراع مع الاحتلال إلى صراع مع المجتمع، حدث هذا على سبيل المثال عند اعتراضها على ندوة دعيت لها، حملت عنوان" اضطهاد المرأة وما تلاقيه المرأة المحررة من المجتمع"، وتحدثت في حينها أن بعض الممولين يحاولون دائما أن يظهروا مجتمعنا أنه ظالم ومجحف بحق المرأة.

وترى الكاتبة أن صراعنا الأساسي هو صراع مع الاحتلال وليس مع المجتمع، ومحاولة نقله على أنه بين المرأة والرجل فهذه ليست إلا أجندات؛ لتبعد أنظارنا عن وجود أساس في الصراع وهو صراعنا مع الاحتلال.

تقول البرغوثي إن أعمالي كلها تركز على هذا المحور، إضافة إلى محورين آخرين هما المرأة والفقر.

من جانبها، قدمت الكاتبة ديمة السمان مداخلة بعنوان "صورة المرأة في الثقافة الفلسطينية"، من خلال تناولها لمجموعة من الروايات التي كتبها الأديب جميل السلحوت، وروايات أخرى من كتابتها.

وقالت السمان: "لا شك أن المرأة الفلسطينية حظيت باهتمام كبير من الروائيين الفلسطينيين واحتلت مكانا بارزا في معظم أعمالهم الروائية، انطلاقا من اعترافهم بدورها البارز والمؤثر في الأسرة والحركة الوطنية التحررية"، سيما وأن المرأة الفلسطينية أخذت دورها ودور الرجل في العديد من الأسر في ظل غياب الأب أو الزوج أو الابن، بفعل الأسر أو الابعاد أو الاستشهاد.

على صعيد آخر، لم تخل النصوص الروائية التي كتبت بأقلام نسوية أو روائيين من الذكور الذين يتعاطفون مع قضية المرأة، من التطرق إلى ظلم المرأة واضطهادها كونها تعيش في مجتمع ذكوري، قد يحرمها من بعض حقوقها الإنسانية، كما أن هناك كتابات ظلمت المرأة ولم تحترم أنوثتها، صورتها كسلعة تباع وتشترى دون أي اعتبار لمشاعرها ومكانتها النسائية، وفقا للسمان.

واعتمدت الكاتبة في ورقتها على روايتين وهما: الخاصرة الرخوة، المطلقة، للأديب جميل السلحوت، الذي كتبت سلسلة من الروايات التي تحدثت عن المرأة في جميع الحالات، وكذلك بعض من رواياتها وهي "جناح ضاقت به السماء"، وثنائية "بنت الأصول"، وغيرها من الروايات كنموذج تظهر به صورة المرأة.

وعن رواية "الخاصرة الرخوة" قالت السمان: "إنها رواية جريئة ناقدة، وهي بمثابة صرخة في مجتمع ذكوري ينتقص من المرأة وحقوقها، انتقد فيها شيوخا سخروا ما جاء في الموروث الديني لخدمة أهدافهم الذكورية، والتي تنم عن جهل وأنانية وثقافة دينية ضحلة، حيث تناول السلحوت في روايته ثلاث قصص رئيسية لنساء تزوجن وتتطلقن لأسباب مختلفة كل منهن كان لها قصة تختلف عن الأخرى، إلا أن القاسم المشترك الذي جمع بينهن كان الظلم الذكوري، الذي نال من كرامتهن واستغل جهل المجتمع بحقوقهن، فاستبد وأهان وعذب دون رقيب، كما أشار السلحوت إلى دور المرأة السلبي تجاه بنات جنسها، إذ أن المرأة في بعض الأحيان تتفنن في ممارسة الاستبداد والتسلط على المرأة نفسها، إن توفرت لها الفرصة، فهي تشارك في ظلم نفسها دون دراية".

أما عن رواية المطلقة قالت السمان: "في هذه الرواية رد السلحوت من خلالها اعتبار المرأة وأظهر قوتها وإرادتها الصلبة وقدرتها على اتخاذ القرارات الحكيمة وهذا ما لا يتقنه الكثيرون من الجنسين على حد سواء.

وفي رواياتها ركزت الكاتبة على دور المرأة الإنساني والوطني، ودورها كقائدة في معظم الروايات، وفي روايات أخرى كانت المرأة هي المحرك الخفي الذي يحرك الأحداث خلف الكواليس.

أما المخرجة سوسن قاعود فتحدثت عن تجربتها الشخصية التي انطلقت منها في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية، فحبها للتوثيق جاء من طفولتها التي كانت عادية في البداية، ثم تحولت إلى زيارات أسبوعية للأسر حيث كان يقبع شقيقها، وهناك أخذت تستمع إلى قصص الناس من حولها، وحولتها إلى حكايات، ثم إلى أفلام وثائقية تطرقت فيها إلى زيارات السجن، وهموم النساء، ولحظات فرحهن عند التقائهن بأبنائهن، وتهريب السجائر وغيرها.

لمتابعة الندوة كاملة