الأربعاء  06 آب 2025

شعر| هل كان هذا وطني؟

2025-08-06 06:29:28 AM
شعر| هل كان هذا وطني؟
منذر أبو حلتم

تدوين-نصوص

فيما يلي نص للشاعر الأردني منذر أبو حلتم

في الصندوقِ كانتْ خرائطُنا

مُغسّلةً بالحليبِ،
وعيونُ الجنودِ مُعلّقةً
كالثّمارِ المجفّفةِ
على أكتافِ الإلهِ الغريب

ختموا الرسالةَ بشفاهٍ من نحاس
وقالوا:
هذا توقيعُ نبيِّ المرحلةِ
وكلُّ من لا يُقبّلُ الرمحَ
كافر

---

في الحلمِ،
كان أبي يبيعُ الغيمَ
ليشتري قوسَ قُزَحٍ مستعمل
يُعلّقهُ على جدارِ السُفَراء
كهديةِ "نوايا حسنة"

الريحُ مرّتْ على الفكرةِ
فأنجبتْ "الهزيمة"
وصارتِ الخيمةُ مرآةً
لوجوه الراكضين

---

عصفورٌ يرتدي البدلةَ الرسمية
يُصلي داخلَ برميلِ نفط
ويُهدي منقارَهُ لسيدةِ البروتوكول
كخاتمِ بيعة

فوقَ الطاولةِ،
يتلو النبيُّ الجديدُ
آياتِ "المُلْكِ"
على خريطةٍ شفّافة
يرى من خلفها "تلّ أبيب"
تبتسمُ بأسنانِ الدخان

---

شيخ  اعمى
يُجيدُ كتابةَ النشيدِ الوطني
بلغةِ الإحتلال
وينامُ في حضنِ خريطةٍ
منزوعةِ الملامح

وفي نهايةِ النشرة،
تقرأُ المذيعةُ:
أنَّ اللهَ زارَنا في المنام
وأهدانا "سلامًا دافئًا"
مدفوعَ الأجر
مع كوبونِ خيانةٍ موسمي

---

هل كان هذا وطني؟
أم مجازٌ عن خيبةٍ جماعية؟
أم لوحةٌ من فُسيفساءِ التطبيع
عُلِّقتْ على جدارِ
بيتٍ عربيٍّ قديم
مكتوبٍ على عتبته:
"غابَ المجدُ... فادخلوهُ آمنين"

*منذر أبو حلتم، عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب