الأحد  28 نيسان 2024

"محرك الدمى" لهدى الشوا.. مزج بين الإبادة الأرمنية والنكبة الفلسطينية

2023-09-12 11:52:41 PM

تدوين- تغطيات  

على هامش معرض فلسطين الدولي للكتاب، أطلقت الكاتبة هدى الشوا، أحدث مؤلفاتها "محرك الدمى" الصادر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، ضمن ندوة حاورها فيها الشاعر إيهاب بسيسو.

وفي تقديمه قال بسيسو إن رواية "محرك الدمى" هي رواية لليافعين، وتصلح لأن تكون لكل الأعمار، حيث أنها تحمل الهم الإنساني ببعده الجغرافي الواسع دون أن تكون ممدرسة خلف قوالب جاهزة من تفسير المعاناة والألم.

وأضاف: نحن نبحر من خلال الفتى مهران (بطل الرواية) مع المعاناة الإنسانية التي عاشها، سواء بسبب ويلات الحرب العالمية الأولى والهجرة والتهجير والانقال من ظروف سيئة، إلى ظروف أشد سوءًا".

ويرى بسيسو أن المؤلفة بهذا العمل مزجت بين مذابح الأرمن عام 1915، والتي تعد إحدى الفظائع التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى، والمأساة الفلسطينية، مشيرا إلى النهايات تتشابه مع بعضها البعض في معاناة الإنسان اليومية وفي تشرد العائلات وكثير من التفاصيل التي لا تستطيع أن تلتقطها نشرات الأخبار بشكل كبير.

وبحسب الشاعر، هنا يأتي دور الأدب والإبداع في التقاط هذه التفاصيل، فنرى المكان حاضرا بقوة من خلال حلب، والقدس، والحواري والطرقات والذاكرة الشفهية التي التقطتها الكاتبة ووثقتها على لسان أطفال مدرسة الأيتام الذين نجوا من ويلات الحرب.

وعن استفادتها من الذاكرة والتاريخ لكتابة "محرك الدمى" أوضحت المؤلفة هدى الشوا أن المصادر التي استندت عليها في الكتابة كانت مجموعة من الروايات والمذكرات كمذكرات "أناس بلا طفولة" لانترانيك زاروكيان، وهو شاعر وقاص وروائي، قضى طفولته في مياتم حلب وجبيل، وهو ناجٍ من الإبادة الأرمنية التي حدثت إبان الحرب العالمية الأولى، أما جزئية القدس، فاستفادت من مذكرات القسيس الذي أسس دار الأيتام، بالإضافة إلى روايات تطرقت إلى قضية الإبادة الأرمنية مثل رواية وردة الأنموروك ـــ سنة الأرمن، لعواد علي، إلى جانب زيارات شخصية إلى القدس والحديث مع الناس والمشي في حارة الأرمن ورؤية الكنيسة الأرمنية ومصانع الخزف، بالإضافة لكتاب "وليمة الرماد" لحفيدة صانع الخزف الأرمني داوود أوهانسيان الذي أسس أول مصنع للخزف في شارع الآلام.

وترى الكاتبة في شخصية مهران ما يصلح لأن يكون تكوينا أرمنيا فلسطينيا، لأنها شخصية إنسان شامل ويحتمل كل الهويات المتشظية التي هي جزء من تكويننا وجيناتنا، كما أن محاولة حصرها في قومية معينة أو طائفة أو دين تفقدها الكثير.

أما عن اختيارها لكتابة هذه التفاصيل التي تصلح لأن تكون ضمن رواية كبيرة، إلى فئة اليافعين، قالت الكاتبة "بدأت كتاباتي للأعمار الصغيرة، وكتبت أولى أعمالي عن الخيل لابنتي التي كانت تحبه، ثم تطورت الكتابة إلى فئة اليافعين، لأن هذه الفئة تنقصها الكتابة الجيدة ليس فقط في فلسطين بل في الوطن العربي ككل، نظرا لحساسية المواضيع التي يمكن مناقشتها مع اليافعين، والتي من الصعب علينا كعرب أن نتناولها بصراحة، لا سيما المشكلات الاجتماعية.

وشددت الشوا على ضرورة الكتابة لهذه الفئة للتعبير عن آمالهم وآلامهم وحياتهم ومشكلاتهم، وكل ما يفكرون به.

لمتابعة الندوة كاملة