تقرير شعريٌّ... للشاعر الجزائري محمد الأمين السعيدي

تدوين- نصوص

ثمَّة سبب غير واضح لتهالكِ النبضِ، ثمَّة سبب غير واضح للموتِ صلبا بين جرحينِ؛ لارتداء الفناءِ، لتمزيقِ الجاذبيةِ وأوهامِ الجغرافيا، لتكسير الجهاتِ، لخيانة الكلام وامتطاء المعنى صوب عيونٍ صمَّاء
ثمَّةَ سبب تنكره الولادةُ وتضمره براءة المقصلةِ.
باهتة تفاحة الغوايةِ
صارخة حيرة البوصلةِ
مجنونة خطى القادمين من الجرحِ
المحصنين بالنزيفِ
المفجوعين ببخلِ الغيمةِ
وبضلالة حبَّاتِ السبحةِ الزرقاء..
لا معنى لضيقِ العبارةِ
لا معنى لاتساع أفق التنهيدةِ
لا معنى لاحتمالاتِ المعنى على جسد من مواتِ اللغةِ
لا معنى لشياطين القولِ
لا معنى لملائكة الشعراء المحالة على التقاعدِ
لا معنى للمعنى
ولا فرصة للوقوف بين حرفينِ
الفراغُ غمرَ كلَّ شيءٍ
حتى خطوط اليدِ تضجُّ بفاتحين غرباءَ
لا مكانَ للمكانِ
ولا وقتَ للحكايةِ يا فصاحة الرواةِ
ضاقَ الكل بالكلِّ
ضاقَ البياضُ بفجائع الكلامِ
ضاقَ الضيقُ بالضيقِ
والسعةُ بالسعةِ
ثمة سبب غيرُ واضحٍ لكلِّ هذا
سبب تجهلهُ أنامل الحضرةِ
تجهله كائنات الغيابِ
يجهلهُ الجهلُ
ويجهله الطيبون من البشرِ والطيرِ السابحة في ملكوتِ الحسرةِ
لا سبب للسببِ
صرخَ الجبُّ بأسرارِ الغيابةِ
فزعَ الرملُ
اهتزَّ جبلٌ في صحراءِ القلبِ
وتهالكَ النبضُ
تهـــــــــالكَ النبضُ
تهـــــــــــــــــــــالك النبضُ...