تدوين- يحدث الآن
يتنافس الكاتبان الفائزان بجائزة غونكور المرموقة أمين معلوف وجان كريستوف روفان على قيادة الأكاديمية الفرنسية، المؤسسة الحريصة على قواعد اللغة الفرنسية منذ تأسيسها في القرن السابع عشر.
ومن المقرر أن يتم التصويت بعد ظهر الخميس على الاسم الذي سيخلف إيلين كارير دانكوس التي توفيت في أغسطس، باعتماد إجراءات بسيطة، إذ سيتم فقط احتساب الأصوات التي سينالها أيّ من هذين الكاتبين. وقال عضو في اللجنة الإدارية في الأكاديمية الثلاثاء “عند إغلاق باب الترشيحات مساء الاثنين، كان هناك اسمان فقط”.
وأمين معلوف (74 عاماً) كاتب فرنسي من أصل لبناني، حائز على جائزة غونكور عام 1993 عن روايته “صخرة طانيوس”، وكان مرشحاً معلناً منذ فترة. وهو أحد وجوه الروايات التاريخية المستلهمة من الشرق، وركز في أعماله على مسألة تقارب الحضارات، فيما يُعد المرشح الأوفر حظا لقيادة الأكاديمية.
ويعيش معلوف في فرنسا منذ عام 1976. وعلى الرغم من أن لغته الأم هي اللغة العربية، لكنه كتب أغلب مؤلفاته باللغة الفرنسية لتتم ترجمتها لأكثر من 40 لغة. وتشمل تلك الأعمال أكثر من 10 روايات والعديد من المقالات العامة والأدبية بالإضافة إلى 4 مؤلفات أوبرالية.
وقد كرّس معلوف حياته للأدب، واعتبر نفسه ابن المشرق والمغرب، إذ لم يكن سهلاً عليه الاعتراف بهويةٍ دون أخرى. لكنه قدم الكثير للثقافة الإنسانية من خلال اللغة الفرنسية التي أثراها بالعديد من المؤلفات، ومنها ما يبحث حتى في تاريخ الثقافة الفرنسية والأكاديمية نفسها مثل كتابه “كرسيّ على السين- أربعة قرون من تاريخ فرنسا” حيث يرسم لنا صورة عن تاريخ فرنسا الثقافي، من خلال الأكاديمية الفرنسية وتاريخ أعضائها وما واجهته من أحداث وتحولات.
وتحظى شخصية معلوف بالإجماع، فهو منخرط جدا في أنشطة المؤسسة التي انضم إليها عام 2011، وله أفضلية في أمور عدة أبرزها أن تبوؤه منصب أمين سر دائم للأكاديمية كان ليحظى بتقدير إيلين كارير دانكوس.
وسيتعين على معلوف مواجهة صديقه جان كريستوف روفان (71 عاما)، الطبيب والدبلوماسي السابق والحائز على جائزة غونكور عام 2001 عن روايته “Rouge Bresil”. وانضم روفان إلى الأكاديمية عام 2008.
وكان هذا الكاتب الذي يحظى بإجماع أقل مترددا قبل أن يترشح لهذا المنصب. وكتب في رسالة ترشحه التي نشرتها صحيفة “لوموند” اليومية “حاولت التراجع بدايةً، لكنني توصلت إلى استنتاج مفاده أن قضيتنا العظيمة تستحق بعض التضحيات”.
وأوضح أنه شعر بالإحباط كونه كان المرشح الوحيد. ونقلت مجلة “إم” التابعة لصحيفة “لوموند” الفرنسية اليومية عنه قوله السبت “كأننا في كوريا الشمالية”.
ولفتت “إم” إلى أن عضوا آخر في الأكاديمية هو مارك لامبرون، قاد حملة ضد روفان خلال الأشهر الأخيرة، متهماً إياه بالافتقار إلى الاستقلالية.
وكان جان كريستوف روفان، الناشط في مجالات عدة، رفع تقريرا في مايو لمجموعة “توتال إنرجي” النفطية في شأن الوضع في موزمبيق. ويرأس منذ العام 2020 مؤسسة “سانوفي إسبوار” التابعة لمجموعة “سانوفي” للأدوية.
مقعداً بالأكاديمية يشغل 28 منها رجال وسبعة عائدة لنساء، فيما ثمة خمسة مقاعد شاغرة في انتظار الانتخابات
والسكرتير الدائم للأكاديمية الفرنسية هو العضو الذي يدير هذه المؤسسة المدافعة عن اللغة الفرنسية وتطويرها. ولم يشغل هذا المنصب سوى 32 شخصاً منذ سنة 1634.
وفي يوليو، أنهى أعضاء الأكاديمية النظر في كلمات الطبعة التاسعة من قاموس الأكاديمية الفرنسية التي تضم ما يقرب من ضعفَي عدد الكلمات الموجودة في النسخة الثامنة.
وستظل كارير دانكوس التي انضمت إلى المؤسسة عام 1990 وانتُخبت رئيسة لها سنة 1999، “السكرتيرة الدائمة”، فيما شهدت الأكاديمية في عهدها ثورة الإنترنت الرقمية.
ومع أن قاموس الأكاديمية يلقى معارضة لغويين كثيرين يأخذون عليه طابعه المتزمت، فإنه يعد أداة قيمة لمتابعة تطور اللغة الفرنسية. ومختلف إصداراته متاحة مجانا عبر الإنترنت.
وتتمثل إحدى مهام السكرتير الدائم المقبل في ضمان الاستدامة المالية للأكاديمية التي يشير تقرير أصدره عام 2021 ديوان المحاسبة إلى أنها غير مضمونة.
ومن بين مهام السكرتير الدائم الأخرى سعيه إلى استقطاب مرشحين ذوي قيمة كبيرة. فإيلين كارير دانكوس لم تنجح دائما في محاولاتها تشجيع أو تأييد ترشيحات كتّاب أصغر سنا يحظون بشعبية. إذ لم يستجب ميشيل ويلبيك لدعواتها غير المباشرة، فيما استُبعد كتّاب من أمثال فريديريك بيغبيديه وبونوا دوتورتر.
وتضم الأكاديمية 40 مقعداً يشغل 28 منها رجال وسبعة عائدة لنساء، فيما ثمة خمسة مقاعد شاغرة في انتظار الانتخابات.