الأحد 28 نيسان 2024
تدوين- تغطيات
لم تسلم المؤسسات الثقافية في قطاع غزة من الغارات التي يشنها الاحتلال منذ بدء العدوان المستمر على القطاع، ناهيك عن الشهداء الفاعلين في المشهد الثقافي، الذين ارتقوا على مدار الأيام الأخيرة.
استشهد صباح يوم السبت 14 تشرين الأول الجاري، الشاب يوسف دواس، وهو ناشط في الفرق الشبابية الأدبية التابعة لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في غزة "يراعات" و"أصوات من فلسطين".
ونعت مؤسسة تامر الشهيد في بيان قالت فيه: "باغتيال الاحتلال ليوسف نفقد صوتاً من أصوات فلسطين التي لا يعوضها أيّ صوت. صوت عرفناه بشكل وثيق، وستظل كلماته وضحكاته وصوره معنا دوماً".
وأردفت: "كان يوسف قارئًا وكاتبًا متحمساً، مع حب خاص للتعبير عن نفسه باللغة الإنجليزية. كما كان خيّالاً ومصوّراً وكاتباً وبنصوصه شارك حبه العميق للحياة حتى في أصعب الظروف".
ويوم الجمعة، أُعلن عن استشهاد الفنان الفلسطيني علي نسمان في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، وذلك بعد يوم من ظهوره في مقطع فيديو تحدث فيه عن "حتمية النصر أو الشهادة".
ونسمان هو ناشط سياسي وممثل كوميدي ومدون فلسطيني، شارك في عدد من المسلسلات الفلسطينية من بينها مسلسل "الروح" ومسلسل "بوابة السماء". وشارك مؤخرا في مسلسل "شارة نصر جلبوع"، الذي روى قصة الأسرى الفدائيين الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع في أيلول 2021.
كما استشهدت الجمعة، الفنانة التشكيلية الفلسطينية هبة زقوت، رفقة ابنها بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
والراحلة هي من مواليد مدينة غزة، درست تصميم الجرافيك في كلية تدريب غزة عام 2003، ثم تخرجت من كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى بغزة. تعمل معلمة فنون في وزارة التربية.
شاركت في عدة معارض محلية ودولية كان آخرها معرضاً بعنوان "متجذرون كشجر الزيتون" بالتعاون مع مؤسسة "رواسي" في غزة. وأقامت معرض تشكيلي فردي بعنوان «أطفالي في الحجر» عام 2012.
وفي السابع من الشهر الجاري، استشهد الشاعر عمر فارس أبو شاويش، بالتزامن مع انطلاق عملية طوفان الأقصى.
وعمر فارس أبو شاويش هو ناشط مجتمعي بارز من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وله إسهامات مختلفة على الصعيد المجتمعي والشبابي والثقافي والفكري. شارك في تأسيس العديد من الجمعيات والهيئات الشبابية، وقدم مبادرات متميزة في مجال الثقافة والأدب والعمل المجتمعي.
ويعتبر أبو شاويش من القيادات الشبابية أصحاب الخبرات في القيادة والتخطيط وبناء القدرات والعمل الإبداعي، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية والعربية والمحلية، وحصل على الجائزة في مجال الثقافة والأدب، منها جائزة الشباب العربي المتميز على مستوى الوطن العربي من قبل مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية.
أما فيما يتعلق بالمؤسسات الثقافية في غزة، فتعرضت مكتبة سمير منصور إلى قصف أدى إلى ضرر كبير فيها.
وكانت صفحة المكتبة على "فيسبوك" قد نشرت مقطع فيديو يظهر حجم الدمار الذي حل بالمكتبة، والذي حول جزء منها إلى رماد مكوم على الأرض، بفعل الغارات الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ بدء عملية طوفان الأقصى، التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
وكذلك مكتبة الشروق التي تعمل منذ 25 عاما، تهاوت ركاما، هي الأخرى. وكما قال صاحبها: "ربع قرن من الجهد والتعب ضاع بلمح البصر".
أما متحف القرارة الثقافي ومقتنياته بـقطاع غزة فقد تعرضوا إلى ضرر بالغ نتيجة العدوان على غزة الذي استهدف المنازل والمساجد ما أدى لوقوع انفجار بجوار المتحف الواقع في بلدة القرارة.
وتسبب الانفجار في تحطم معظم أجزاء المتحف الذي بني عام 1958 من الداخل، وتصدع الأسقف، وتهشم الزجاج الخارجي للمبنى التراثي، وتحطم "فاترينات" عرض المقتنيات الأثرية، كما نتج عن التفجير تهشم العديد من المقتنيات.
