الخميس 21 تشرين الثاني 2024
تدوين- نصوص
فيما يلي قصيدة بعنوان: "خطاب التاريخ أمام جثةِ طفل فلسطيني" للشاعر والأديب الجزائري محمد الأمين سعيدي مهداة إلى المقاومة الفلسطينية وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له الغزيون من قصف وعدوان على القطاع. والقصيدة هذه كان قد كتبها عقب استشهاد الصحفية شيرين أو عاقلة، وأعاد إلقاءها ضمن كلمة ألقاها في السادس عشر من تشرين الأول الجاري في الملتقى الأول لأساتذة الثانوي بالجزائر الذي عقد إسنادا للشعب الفلسطيني.
سال الدّمُ.. انكسر المعنى على الطينِ
صاح الفمُ.. استيقظتْ حربُ السلاطينِ
وقادة الجَرَب الخوّار جانبهُ
يبرّئون جنونَ الوحش بالدينِ
يا ويلهم كسروا التاريخَ أرجلَهُ
فصار يعرج يروي للمساجين:
مضرجٌ قلب طفلٍ مثل أمنيةٍ
بالموت يَلهم من لحم الفلسطيني
يسير في الجرح شعب منذ مولدهِ
خطاه تفضح أرضا للملاعينِ
وتشرب الجمر أمّ.. تكتوي كبدٌ
ويستفيق زمان كالشياطينِ
وكيف أصبح نهرا دمعُ نادبةٍ
يهيّج الضّغط في كل الشرايينِ
وكيف أشرق ليل كفّه حممٌ
والقصف ينهش أعمار المساكين
وكيف فُرِّخَ قوم من حناجرهمْ
يسيل قيحٌ يغني سِفر صهيونِ
وكيف يُخطف طفل قبل مبعثهِ
إلى غياهب فقْدٍ دون تكفينِ
وكيف يسلح فوق العُرْب شرذمةٌ
ويفرحون بفيض غير ممنونِ
ويبصرون إلى الإنسان ينخرهُ
قهرٌ.. ويبقون صمًّا كالجثامينِ
ويسعدون بذبح الخال في بلدٍ
حُرِّ الترابِ عنيدِ الروحِ ميمونِ
ويجهلون بأنَّ الوقتَ دائرةٌ
تُعدّهم قوتَ يومٍ للسكاكينِ
