تدوين- يحدث الآن
تشن أوساط إسرائيلية- صهيونية حملة شعواء ضد الأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كيفوركيان على خلفية توقيعها على عريضة ضمن أكثر من مائة محاضر وأكاديمي بكل جامعات العالم، تدعو لوقف العدوان على غزة لما فيه من انتهاكات لحقوق الأطفال. وقامت الجامعة العبرية في القدس بقيادة هذه الحملة ونشر رسالة ضد الأستاذة كيفوركيان قامت بتوزيعها على وسائل الإعلام. وبعد ساعات قليلة من نشر رسالة الجامعة، بدأت حملة همجية ضد الأستاذة كيفوركيان، ووصلت إليها المئات من الرسائل التي تحمل تهديدا لحياتها وشتائم.
وكيفوركيان هي أستاذة تدرّس في قسميّ علوم الجريمة والعمل الاجتماعي في الجامعة العبرية في القدس ومحاضرة في القانون ودراسات المرأة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. ولدت في عام 1960 وتعيش في القدس. وحصلت على اعتراف دولي إثر نشاطها الأكاديمي حول النساء الفلسطينيات اللاتي تعرضن للعنف المنزلي والاعتداء الجنسي. تدور كتاباتها حول آثار الاحتلال الإسرائيلي على المرأة الفلسطينية من وجهة نظر قانونية واجتماعية ونفسية. وهي تقوم بكتابة كتاب عن «المرأة والاحتلال والعسكرة في المجتمع الفلسطيني».
الجامعة العبرية: عليك التفكير بالاستقالة
وأرسل عميد الجامعة العبرية في القدس المحتلة رسالة شديدة اللهجة إلى المحاضرة الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان، يوم الأحد، مقترحا عليها الاستقالة من منصبها إثر توقيعها على عريضة ضد العدوان على غزة.
وجاء في رسالة الجامعة: "قرأنا وصدمنا وخذلنا عميقا من العريضة العامة التي وقعت عليها، وفيها أن إسرائيل تقوم بإبادة شعب غزة، كما زعمتِ بذات العريضة أن إسرائيل تحتل فلسطين منذ 75 عاما، أو في كلمات أخرى منذ حرب الاستقلال".
واستنكرت الرسالة توقيع كيفوركيان على العريضة قائلة: "توقعين على عريضة كهذه وتذكرين منصبك ووظيفتك في الجامعة العبرية"، واختتمت الرسالة بـ" نحن نأسف ونخجل لأن طاقم الجامعة العبرية لديه محاضرين مثلك".
وتم الإشارة في نفس الرسالة إلى أن العريضة تتضمن كلمات تحريضية يمكن مقاضاتها بسببها، وأعربوا عن أسفهم لكونها من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. "ليس من الضروري التأكيد على خطورة وسخافة هذا الادعاء، الذي لا تدعمه الأمم المتحدة. لقد شعرنا بالخجل عندما وجدنا أنكم لم تدرجوا في عريضتكم أي إشارة أو إدانة للأعمال الإرهابية الشنيعة التي ارتكبتها حماس".
رد محامي كيفوركيان
وفي حديث مع المحامي علاء محاجنة الموكل عن كيفوركيان قال: "أرسلت الجامعة العبرية، أمس، رسالة موقعة من رئيس وعميد الجامعة العبرية يطالبان فيها كيفوركيان بأن تترك وظيفتها من الجامعة".
وأوضح محاجنة سبب رسالة الجامعة قائلا: "جاء ذلك إثر توقيع كيفوركيان على عريضة ضمن أكثر من مائة محاضر وأكاديمي بكل جامعات العالم. تدعو لوقف العدوان على غزة لما فيه من انتهاكات لحقوق الأطفال"، مشيرا إلى أن جميع الموقعين على العريضة هم باحثون في مواضيع حقوق الطفل ودراسات الطفولة.
وأضاف محاجنة: "هناك انتهاك صارخ لحقوق الطفل في غزة، وما يتعرضون له يسمى إبادة شعب"، مشيرا إلى أن العريضة دعت إلى ضرورة حرص الأطراف على المحافظة على حقوق الأطفال وعدم انتهاكها في مثل هذه الظروف.
وأكد محاجنة أن الهدف من رسالة الجامعة دعوة كيفوركيان إلى التفكير بالاستقالة من المؤسسة التي تعمل فيها منذ عام 1997، مضيفا:" بما أنه لا توجد إجراءات قانونية، فقراءتنا لرسالة الجامعة بأنها دعوة إلى التحريض ضد الأستاذة".
ووصف محاجنة أن الرسالة، بفحواها، عبارة عن كم أفواه وتتعارض مع المعنى الأساسي البسيط للحياة الأكاديمية، وهي تمكين الرأي الآخر والنقيض مقابل الرأي المؤسساتي، وخاصة في مواضيع خلافية مثل مواضيع الحرب.
وأشار إلى أن الرسالة، أيضاً، تعارض الحرية الأكاديمية وحرية التعبير عن الرأي، بالإضافة إلى كونها لم ترسل مباشرة إلى الأستاذة كيفوركيان، بل جرى توزيعها ضمن قائمة نشر تضم المئات من الموظفين والأكاديميين في الجامعة العبرية. الأمر الذي أدى لتسريبها للإعلام.