تدوين- يحدث الآن
قدم الكاتب المصري المعروف والباحث والسياسي أسامة الغزالي حرب اعتذاراً صريحاً عن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وعن دعواته إلى التطبيع مع الاحتلال طيلة خمسين عاما مضت، ووجه اعتذاره إلى مصر وفلسطين وأهل غزة وشهدائها ورجالها ونسائها عن موقفه من "إسرائيل".
وتزامنا مع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة، بفعل الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال، نشر الدكتور أسامة الغزالي حرب مقالا في صحيفة الأهرام، يعتذر فيه عن كونه أحد مؤيدي التطبيع مع "إسرائيل"، ويتراجع فيه عن حسن ظنه بالاحتلال، وهو الموقف الذي تبناه على مدى خمسين عاما.
وقال حرب بمقالته التي نشرها في الأهرام يوم الأحد 19 تشرين الثاني 2023: "هذا اعتذار أعلنه- أنا أسامة الغزالي حرب- كاتب هذه الكلمات، عن موقفي الذي اتخذته، كواحد من مثقفي مصر والعالم العربي، إزاء الصراع العربي الإسرائيلي".
وأضاف الغزالي حرب: "بعد نصف قرن من المعايشة ومئات الدراسات والأبحاث العلمية والمقالات الصحفية، والمقابلات الصحفية، والزيارات الميدانية! إنني أتذكر وقائع العدوان الثلاثي الذي شاركت فيه إسرائيل على مصر واحتلال سيناء عام 1956، أتذكر بالتفصيل أحداث الهزيمة المريرة 1967. وأتذكر أيام حرب الاستنزاف، التي أعقبتها حرب أكتوبر المجيدة عام 1973. وتابعت- ليس فقط كمواطن، وإنما كدارس للعلوم السياسية- مبادرة السلام الشجاعة التي أعلنها الرئيس السادات وما أعقبها من اتفاقيات للسلام مع إسرائيل".
وتابع: "قمت عقب تلك المبادرة بزيارة إسرائيل مع وفد برئاسة الراحل الكبير د. أسامة الباز. وتفاءلت بعد توقيع اتفاقات السلام مع الأردن (1994) ثم مع منظمة التحرير بين ياسر عرفات وإسحق رابين (أوسلو1، أوسلو2) برعاية أمريكية. وتحملت بعد ذلك الإدانات من معارضي (التطبيع) من المثقفين المصريين والنقابات المهنية وعلى رأسها نقابة الصحفيين".
وأوضح: كان رأيي، أنه بعد أن استعادت مصر كل شبر من أرضها، رافعة رأسها ومؤكدة كرامتها، يمكنها إقامة بناء علاقات سلام رسمية، مع الحق الثابت للمواطن المصري في أن يتقبلها أو يرفضها، وكنت أنا ممن قبلوها، متفائلا بأن تسهم تلك الخطوات في استكمال السلام الذي يعيد للفلسطينيين حقوقهم السليبة.
وأردف: إنني اليوم- وقد تابعت بغضب وسخط وألم- ما حدث وما يزال يحدث من جرائم وفظائع في غزة يندى لها جبين الإنسانية، يقتل فيها آلاف الأطفال والنساء، وتدمر فيها المنازل والمباني على رؤوس البشر، وتصطف فيها جثث الأبرياء لا تجد من يدفنها، أقول إني أعتذر عن حسن ظني بالإسرائيليين، الذين كشفوا عن روح عنصرية إجرامية بغيضة، أعتذر لشهداء غزة، ولكل طفل وامرأة ورجل فلسطيني. إني أعتذر!
ولاقت مقالة حرب إشادة واسعة في الأوساط المصرية، في حين علق البعض على الاعتذار بوصفه صحوة متأخرة غير مقبولة.