تدوين- يحدث الآن
كشفت بلدية غزة أن الاحتلال دمر مبنى الأرشيف المركزي في المقر الرئيس للبلدية في ميدان فلسطين وأعدم آلاف الوثائق التاريخية التي توثق مبنى المدينة ومراحل تطورها العمراني.
وفي تصريحات صحفية، رئيس بلدية مدينة غزة يحيى السراج "إن الاحتلال دمر خلال حربه على القطاع "الأرشيف المركزي"، الذي كان يحتوي على آلاف الوثائق التاريخية التي تعود إلى أكثر من 150 عامًا".
وأضاف السراج، "استهداف الأرشيف المركزي يشكل خطرًا كبيرًا على المدينة، حيث يحتوي على آلاف الوثائق التاريخية ذات القيمة العالية للمجتمع".
وأشار في تصريحات لوكالة الأناضول إلى أن "هذه الوثائق تعود إلى أكثر من 150 عامًا، وتمثل جزءًا لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا".
وتابع "يحتوي الأرشيف المركزي على مخططات لمبانٍ قديمة ذات قيمة أثرية، ووثائق بخط يد شخصيات وطنية معروفة".
وبحسب رئيس بلدية مدينة غزة "هذه الوثائق، التي يعود تاريخها لفترة طويلة، تم حرقها، مما أدى إلى تحولها إلى رماد، ليتم محو جزء كبير من ذاكرتنا الفلسطينية".
ولفت إلى أن "الاحتلال استهدف مبانٍ عديدة، من بينها مراكز ثقافية كبيرة وضخمة، وكذلك حدائق عامة تتبع للبلدية".
وأردف السراج، "الاستهداف شمل مركز رشاد الشوا الثقافي التاريخي، وهو مركز مهم جدا يحتوي على مسرح ومكتبة مركزية، تم استهدافه دون وجه حق".
شهد فعاليات ومحطات مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية
وأدانت بلدية غزة في بيان تدمير الاحتلال لمركز رشاد الشوا الثقافي العريق غرب مدينة غزة خلال اجتياحه لمناطق غرب المدينة.
وأكدت البلدية أن استهداف الاحتلال للمركز يندرج ضمن عدوانه الهمجي على قطاع غزة وقتله ألاف المدنيين وتدميره لمعالم المدينة الرئيسة، ومحو الذاكرة الحضارية للشعب الفلسطيني.
وبحسب البلدية تم تشييد المركز في العام 1985 وافتتاحه في العام 1988 ويعتبر من أهم المراكز الثقافية في فلسطين وأكبرها.
وتعود تسمية المركز لرئيس بلدية غزة في سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الحاج رشاد الشوا الذي يعتبر من أهم شخصيات المدينة وتم تشييد المبنى في عهده.
وشهد المبنى فعاليات مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية منها؛ استضافته لجلسات المجلسين الوطني والتشريعي، وزيارات لرؤساء دول منهم الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون عام 1998م في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات وشخصيات عالمية ودولية عديدة.
ودعت البلدية منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) للتدخل وإدانة جرائم الاحتلال بحق المراكز الثقافية والمكتبات ومعالم المدينة التاريخية والأثرية.
يذكر أن المركز قام بتصميمه المهندس السوري سعد محفل ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق، بسقف مثلث. يضم المركز داخله صالات كبيرة لاستضافة الفعاليات الدينية والثقافية، ومكتبة تسمى «مكتبة ديانا تماري صباغ»، ومسرح، ورشح في عام 1992، للحصول على جائزة الآغا خان للإبداع في الهندسة المعمارية.