تدوين- يحدث الآن
تعيش مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة أجواء حزن، مع حلول أعياد الميلاد المجيد، حيث غابت عن المدينة مظاهر الاحتفال مقارنة بما جرت عليه العادة خلال السنوات الماضية، فلم توضع شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد ولم تعزف فرق الكشافة وصلتها المعتادة، بعدما تقرر إلغاء كافة مظاهر الاحتفال والفرح، والاقتصار على الصلوات والطقوس الدينية جراء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة منذ ما يزيد عن شهرين.
ومجاراة للأحدث التي تمر بها البلاد، قدم الفنان الفلسطيني طارق سلسع عملا فنيا بعنوان "المهد تحت الأنقاض"، صور فيه معاناة العائلة المقدسة وهي أول عائلة فلسطينية لاجئة عانت القهر والرفض والتهجير وتعرضت لأولى النكبات التاريخية عند هروبهم الى مصر بعد ولادة السيد المسيح، وفق ما جاء في منشور للفنان عبر صفحته على "فيسبوك".
وقال سلسع حول العمل الذي نصب في ساحة كنيسة المهد في بيت لحم إنه استخدم كافة شخصيات الميلاد التاريخية لتصوير المشهد الإنساني مع المشاعر والرسائل التي لن تستطيع التعبير عن الدمار الضخم والابادة الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني من قبل الاستعمار وكل حلفائه على مر العصور واختلاف الحقب الزمنية.
وأضاف: "تظهر مريم العذراء هذه المرة كأنها تحتضن المسيح بشكل مختلف يشابه حال أمهات الشهداء، ويوسف يحتضنها مواسياً رغم الحسرة والانكسار، أما الملائكة المعلقة حول الردم، فما هي إلا أرواح الأطفال، شهداء المجازر المتكررة عبر التاريخ ابتداءً بقتل أطفال بيت لحم من قبل هيرودوس عند ولادة السيد المسيح مروراً بكافة المجازر التاريخية من قبل كل الجهات الاستعمارية بحق الشعب الفلسطيني وأسلافه وصولا لمجازر الاحتلال حتى يومنا هذا في غزة.
وأردف: "أما المجوسي، لن يحمل هذه السنة ذهبا ولبانا ومراً، بل كفنًا أبيض، واضطر الراعي قسرا أن يخلو المغارة ويسير بعيدا حاملا في يده (بقجة) النزوح الفلسطينية.
"هذا البيت المدمر بالكامل يحاكي شكل مغارة السيد المسيح المتعارف عليها، أما السقف الذي تجسد مساحته من "مشهد فوقي" شكل الخارطة الجغرافية لغزة تم قصفه هذه المرة، ونحت تفجير سقفه شكل نجمة لتنبعث منه إضاءة مستوحاة من نجمة مغارة الميلاد، نور منبعث يحمل رسالة أمل كبير مصحوب بنور نجمة الميلاد رغم الحزن العظيم"، وفقا لصاحب العمل.