تدوين- يحدث الآن
وجّهت وزارة الثقافة اللبنانية، كتاباً إلى منظمة "الأونيسكو" للمطالبة باتخاذ خطوات عاجلة دولياً لحماية عشرات المواقع الثقافية، من ضمنها المواقع اللبنانية المدرجة على لائحة التراث العالمي المادي وغير المادي.
ويأتي هذا الكتاب في ظل الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت قرى تاريخية وطبيعتها الثقافية، كما جاء في بيان صادر عن الوزارة.
وقال البيان: "منذ سنة والعدو الإسرائيلي ممعن في الاعتداءات على الموروث الثقافي اللبناني المادي وغير المادي. وقد ازداد في الآونة الاخيرة شراسة، من دون احترام لأي من المواثيق الدولية أو المعايير الإنسانية، فتمادى في تدمير العديد من القرى التاريخية وطبيعتها الثقافية، بما في ذلك المحيط الطبيعي الزراعي كحقول الزيتون والعنب والتين والخروب وسهول القمح، وهي زراعات متجذرة منذ آلاف السنين، وتشكل مشهدية للإنسان الراسخ في هذه الأرض ولذاكرة للمكان وأهله".
وأضاف:" يلجأ العدو إلى أساليب التدمير هذه لمحو ثقافة الشعب اللبناني وعاريخه العريق، وهذا بخطورته يشكل أيضاً جريمة من جرائم الحرب ضد الإنسانية (...) آلة القتل لا توفر شيئاً، والضربات العسكرية المدمرة طاولت العديد من المدن والابنية التاريخية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: السوق التاريخية لمدينة النبطية وكل من حي السرايا وحيّ الميدان فيها. وكذلك المعالم الدينية القديمة ومنها جامع طيردبا ومسجد كفرتبنيت وكنيسة دردغيا وصولاً إلى جامع بليدا... وهذه كلها معالم مدرجة على لائحة الأبنية التراثية. بالإضافة إلى مواقع أثرية كقلعة تبنين التي أصيبت بشكل مباشر، طاول القصف مناطق أخرى كموقع بعلبك الأثري المدرج على لائحة التراث العالمي، ومعبد قصرنبا، قلعة الشقيف".
وقالت وزارة الثقافة اللبنانية إنه بالإضافة ما سبق طلبت أيضاً حماية معززة وفقاً للبروتوكول 2 لسنة 1999 لنحو 34 موقعاً ثقافيًاً معرضاً للخطر من جراء القصف الإسرائيلي.
تضرر قبة دورس الأثرية في بعلبك
وأفاد مسؤول لبناني في وقت سابق بتضرر معلم قبة دورس الأثري جراء قصف إسرائيلي على مدخل بعلبك الجنوبي.
ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»: «باشرت الجرافات التابعة لبلديتي بعلبك ودورس وبعض المواطنين، منذ الصباح الباكر بفتح الطريق عند مدخل بعلبك الجنوبي بالاتجاهين، بعد أن تولت فرق إطفاء الدفاع المدني منذ ساعات الفجر إخماد النيران وأعمال التبريد وفتح قسم من المدخل لتسهيل مرور السيارات».
وذكرت الوكالة: «لم يوفر الإجرام الإسرائيلي في عصف الغارة قبة دورس الأثرية المشادة من حجارة وأعمدة القلعة، فتصدعت وانهار قسم من تاجها العلوي، كما كان لمستشفى المرتضى المجاور نصيب من الأضرار المادية والتصدعات».
وتفقد رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل الأعمال الجارية والأضرار، وقال في تصريح لـ«الوكالة الوطنية للإعلام»: «استهدف العدو الإسرائيلي في الساعات الأولى فجراً، مدينة بعلبك بغارتين، لجهة تلال رأس العين، والثانية عند مدخل بعلبك الجنوبي التي لم تكتف بالدمار الكبير في المباني السكنية والمحال التجارية، بل طال أيضاً مستشفى وموقع قبة دورس الذي يبعد عشرات الأمتار عن مكان العدوان، ما تسبب بانهيار قسم من الحجارة العلوية عن التاج وزعزعة الأعمدة».
وأشار إلى أن «قلعة بعلبك الأثرية مصنفة من قبل منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي، وبالتالي هذا يشمل كل ملحقاتها في المواقع الأثرية والتاريخية في مدينة بعلبك».
وختم: «للأسف هذا العدو الغاشم يضرب بعرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات
والأعراف والقرارات الدولية، ويستهدف البشر والحجر ويرتكب المجازر، بتغطية من الدول الكبرى الداعمة له».