السبت  04 كانون الثاني 2025

جامعة ألمانية تلغي محاضرة للمؤرخ الإسرائيلي بيني موريس بسبب الاحتجاج الطلابي

2024-12-02 08:14:30 AM
جامعة ألمانية تلغي محاضرة للمؤرخ الإسرائيلي بيني موريس بسبب الاحتجاج الطلابي
المؤرخ الصهيوني بني موريس

تدوين- ناديا القطب


ألغت جامعة لايبزيغ في ألمانيا محاضرة مقررة للمؤرخ الصهيوني بيني موريس بعد احتجاجات الطلاب الرافضين لعقد المحاضرة. وفي بيان صدر يوم الجمعة، أوضحت الجامعة أن الطلاب اعترضوا على محاضرة موريس بسبب تصريحات صحفية له في مقابلات حديثة وصفها الطلاب بأنها مسيئة وعنصرية.

وكان من المقرر أن تقام المحاضرة، التي تحمل عنوان "حرب 1948 والجهاد"، الأسبوع المقبل في كلية اللاهوت كجزء من سلسلة حول معاداة السامية. وقال مسؤولون في الجامعة إن الحدث كان مخططًا له كفرصة لمناقشة نقدية مع موريس. ومع ذلك، ألغت المدرسة في النهاية بعد شكاوى قدمها الطلاب ونتيجة ما أسمته مخاوف أمنية.

وقد اتهم الطلاب المعارضون للمحاضرة المؤرخ الصهيوني موريس بأنه "شخص يبرر طرد وقتل واغتصاب مئات الآلاف من الناس". واستشهدوا بتصريحات من مقابلات سابقة أجراها موريس مع وسائل إعلام مختلفة، بما في ذلك مقابلة أجريت معه عام 2004 مع صحيفة هآرتس قال فيها: "في ظروف معينة، لا يعتبر الطرد جريمة حرب... عندما يكون الاختيار بين التدمير أو التدمير الذاتي، فمن الأفضل التدمير... عندما يكون الاختيار بين التطهير العرقي والإبادة الجماعية - إبادة شعبك - فأنا أفضل التطهير العرقي".

وفي حديثه مع صحيفة هآرتس، قال موريس إن إلغاء المحاضرة "مخز، وخاصة أنه نتج عن الخوف من العنف المحتمل من جانب الطلاب. إنه جبن واسترضاء محض".

وقال موريس إن التصريحات المستخدمة لمهاجمته "صدرت في مقابلة نشرت قبل عقدين من الزمان، أثناء الانتفاضة الثانية، عندما كان [على حد وصفه] الإرهابيون يفجرون الحافلات والمطاعم في إسرائيل بشكل شبه يومي".

موريس، البالغ من العمر 75 عامًا، هو أستاذ فخري للتاريخ في جامعة بن جوريون. وهو معروف بكونه أحد المؤرخين الجدد الذين أعادوا قراءة التاريخ الصهيوني في نكبة عام 1948 قراءة نقدية، لكنه ارتد عن خلاصاته التي أشارت إلى أن العصابات الصهيونية قد ارتكبت جرائم قتل وتطهير عرقي في فلسطين لإفراغ فلسطين من شعبها. 

و حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. دعا موريس إسرائيل، في مقال رأي نُشر في صحيفة هآرتس الشهر الماضي،  إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

أما فيما يتعلق بارتفاع معدلات الجرائم في المجتمع العربي بين فلسطينيي الداخل المحتل، أشار في مقابلة أجريت معه عام 2019 مع صحيفة هآرتس، قال إنها "طبيعة" هذا  المجتمع. وفي تلك المقابلة، أضاف أنه كان من الأفضل لكلا الجانبين لو "انتهت حرب الاستقلال بفصل مطلق بين السكان". كما قال إن "العرب الإسرائيليين يتمتعون بحقوق هنا تتجاوز بكثير ما يمتلكه مواطنو الدول العربية، لكنهم ينجرفون تلقائيًا في الدعاية المعادية للصهيونية التي قادها [ياسر] عرفات في الماضي أو حماس اليوم".

في بداية حياته المهنية، في أواخر الثمانينيات، أدان اليمين موريس باعتباره "يساريًا" و"خائنًا" عندما كشف بحثه الأكاديمي أنه، على عكس الموقف الرسمي الإسرائيلي في ذلك الوقت، لم يغادر العديد من الفلسطينيين منازلهم طواعية أثناء حرب الاستقلال الإسرائيلية ولكنهم طردوا، وقتل بعضهم واغتصبهم جنود إسرائيليون.

في العقود الأخيرة، وخاصة بعد الانتفاضة الثانية، أعيد تصنيف موريس باعتباره يمينيًا ومؤيدًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل الدوائر اليسارية، وشهد ارتداده التحول نحو إلقاء اللوم الأساسي على الفلسطينيين في الصراع.