تدوين- فراس حج محمد
صدر للكاتبة الفلسطينيّة والأسيرة المحرّرة عائشة عودة ثلاثة كتب، وهي "أحلام بالحرّيّة" (2004، عن المؤسّسة الفلسطينيّة لدراسة الدّيمقراطيّة، مواطن)، وهو كما جاء تحت العنوان الرّئيسيّ الجزء الأوّل من تجربة اعتقال فتاة فلسطينيّة، و"يوم مختلف" (2007، دار الشّروق) وهو مجموعة قصصيّة، احتوت على (30) قصّة قصيرة تتناول بأسلوب السّرد البسيط عدداً من قضايا الحياة اليوميّة الفلسطينيّة ومعاناة الفلسطينيّ تحت الاحتلال، وأخيراً كتاب "ثمناً للشّمس" (الطّبعة الأولى 2012، مؤسسة مواطن المؤسّسة الفلسطينيّة لدراسة الدّيمقراطيّة، والطّبعة الثّانية 2016، مؤسّسة النّاشر)، ويشكّل، كما جاء في المقدّمة، الجزء الثّاني للتّجربة الاعتقاليّة للكاتبة، وحاز الكتابان والكاتبة على جائزة ابن رشد للفكر الحرّ عام 2015.
لقد شكّل هذان الكتابان مثالاً حيّاً راصداً وموثّقاً تجربة الأسر، ومثرياً التّجربة الإنسانيّة الّتي تتناول هذه التّجربة، التي تتشابه في جانب منها مع مؤلّفات عبد الرّحمن منيف، وخاصّة روايتيه "شرق المتوسّط" و"الآن هنا"، وما كتبه كتّاب عرب، ككتاب "خيانات اللّغة والصّمت" للكاتب السّوريّ فرج بيرقدار، والمغربيّ أحمد المرزوقي في روايته "تزممارت - الزنزانة رقم 10" والرّوائيّ الأردنيّ أيمن العتوم وروايته "يا صاحبي السّجن"، وقد وثّقوا فيها تجاربهم في السّجن، وما كتبته كذلك سجينات عربيّات من أمثال أنجي أفلاطون في كتابها "من "الطّفولة إلى السّجن"، ونوال السّعداوي في كتابها "مذكّرات في سجن النّساء"، وزينب الغزالي وكتابها "أيّام من حياتي"، وكذلك ما كتبه كتّاب فلسطينيون آخرون من أمثال المتوكّل طه وكتابه "رمل الأفعى"، و"سجن السّجن" لعصمت منصور، وكتاب "خارج الموعد" للشّاعر جمعة الرّفاعي، ووليد الهودلي "أمّهات في مدفن الأحياء" و"ستائر العتمة"، ومروراً بالجهد الرّوائيّ للكاتب والشّاعر باسم خندقجي وروايتيه "مسك الكفاية" و"نرجس العزلة"، إضافة إلى أشعار الشّعراء الّتي تناولت تجربة السّجن عند شعراء المقاومة الفلسطينيّة توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم، ليكون رافداَ ثقافيّاَ حيّاَ لتجربة الأسر بوصفها تجربة إنسانيّة عامة، وليس فقط نضاليّة.
وتثير هذه التّجربة من الكتابة العديد من المسائل الّتي تتعلّق بالكتابة أوّلاً، وثانياً فيما يتعلّق بأدب السّجون والمعتقلات ومنها الكتابة عن تجربة الأسر في المعتقلات الإسرائيليّة، بالإضافة إلى ما سبق وتشترك فيه الكاتبة عائشة عودة مع الكتاب الآخرين ممّن تحدثوا عن هذه التّجربة، فإنّ مسألة الكتابة النّسويّة تبدو واضحة، لاسيما وأنّ الكاتبة ذات توجهات يساريّة تناضل على جبهتين؛ اجتماعيّة وسياسيّة سواء بسواء.
تصرّح الأستاذة عائشة عودة في التّنويه الّذي بدأت فيه كتاب "ثمناً للشّمس"، أنها ليست "أديبة يتدفق قلمها بسيولة وحيويّة" (ص7). تحيل هذه الجملة إلى ظروف الكتابة وطبيعتها، وكيف لتجربة إنسانيّة ما أن تزجّ المرء ليصبح كاتباً، وهو لا يدري، فثمّة تجارب إنسانيّة كبرى تجعل الإنسان كاتباً، أو شاعراً أو مفكّراً أو فيلسوفاً. إنّ التّجربة الّتي خاضتها الكاتبة في السّجون الإسرائيليّة كانت دافعاً وقويّاً لتكون كاتبة، وهذا يذكّر بكثير من الأمثلة ممّن جرّبوا هذه الغواية في السّجن، ولكنّهم أقلعوا عن ممارستها بعد التّحرّر من تلك القيود المكانيّة والزّمانيّة، وتشهد مكتبات الأسرى الّتي تحتفظ بأعمال الأسرى الإبداعيّة على ذلك الكم الهائل من الكتابات الّتي كانت وليدة هذه الحالة الإنسانيّة.
لعلّ أهم ما يستفاد من تلك التّجربة في الكتابة هو اقتناص اللّحظة لتوثيق التّجربة والاعتناء بها بعمل إبداعيّ، يكتسب صفة الطّزاجة والفرادة على اعتبار أنّ كلّ تجربة إنسانيّة هي بالضرّورة تجربة خاصّة، وإن تشابهت مع غيرها من التّجارب لأناس آخرين. لكنّها تبقى أنّها لشخص مختلف في ظرف مختلف، متفاعلة مع فكره وثقافته ورؤاه وتفسيراته الّتي هي أيضاً محض رؤيا خاصّة لن تتكرّر عند أيّ أحد.
إذن في ظلّ هذا الظّرف نشأت الكتابة عند عائشة عودة، مع أنها لم تكتب داخل السجن أي كتاب، فكتابها "أحلام بالحرّيّة" كتب بعد (23) عاماً من التّجربة، و"ثمناً للشّمس" كتب بعد (8) سنوات من الكتاب الأوّل، وفصلت بينهما بكتاب "يوم مختلف"، وعلى الرّغم من ذلك استطاعت الكاتبة نقل الأحداث بلغة متوتّرة حيّة، كأنّ التّجربة حدثت ليلة البارحة، وهذا أيضا يحيل القارئ إلى مسألة الكتابة مرّة أخرى، وقدرة الكاتبة على اختزان التّجربة بكلّ مشاهدها العنيفة القاسية وما تحمله من ألم نفسي، وكأنّ الكاتبة ما زالت تعيشه أو تستحضره أخضر مملوءاً بالوجع الّذي لم يخفت، مع عدم إغفال ملاحظة الكاتبة نفسها أنّها اعتمدت على مادّة مسجّلة بخطّ يدها منذ أواسط الثّمانينيّات، ولكنّها كما تقول "لم أشأ إخراجها بلغتها الجافّة التّقريريّة والتّوثيقيّة، بل حلمت بكتابتها بلغة حيّة". (ص7). وهكذا مرّة أخرى يذهب المرء إلى صنعة الكتابة وتدخّلات الكاتب وأثر زمن الكتابة في كتابته، وهذا ما حدث في هذين الكتابين، وكان واضحاَ جدّاَ في تلك المشاهد الشّعريّة والشّاعريّة في الوصف، كما جاء في هذا المشهد الوصفيّ التّخيّليّ: "انطلق خيالي يشكّل ما يحلو له من الصّور: فتاة على ظهر فرس تطير كما يطير سيّدنا الخضر. شعرها طويل، يرفرف خلفها كراية خفاقة، تحمل في يدها علم فلسطين يرفرف فوق رأسها وتعبر به سماء فلسطين، كلّ فلسطين، رأيتها تعبر فوق سمائي، فلوّحت لها بيدي". (ص116، أحلام بالحرّيّة). ولم يكن هذا هو المشهد الوحيد سواء في هذا الكتاب أو كتاب "ثمناَ للشّمس"، فقد لجأت إلى هذه اللّغة الشّاعريّة أيضا في وصف الأسيرة "عائدة سعد" (ص118)، وفي (ص131) في وصف مشاعرها بعد أن صحت من موجة تعذيب قاسية أفقدتها الوعي، وفي "ثمناً للشّمس" أيضا نجد الكثير من تلك اللّوحات الشّعرية الّتي تنضح بالجمال والصّفاء اللّغويّ؛ كما جاء في تعبيرها عن وصف المشهد في سجن غزة "السّماء تطفح بألوان المغيب المتدرّجة توهّجاً، ونسيم مضمّخ برطوبة البحر وملوحته تغلغل في أعماقي خاطب روحي بالذّات". (280)، وغيرها الكثير الكثير.
وأمّا المسألة الأخرى الّتي يثيرها الكتابان، وأحبّ أن أتعرّض لها ببعض الحديث مسألة النّسويّة، وما تختزنه هذه المسألة من إحالات ثقافيّة واجتماعيّة غاية في الأهميّة في كلّ كتابة لامرأة كاتبة، فمنذ فرجينيا وولف وكتابها "غرفة تخصّ المرء وحده"، والمسألة مفتوحة للنّقاش، وتناسلت من هذا الوعي كتابات كثيرة تناقش وضع المرأة في المجتمع، وقد عبّرت كاتبات عربيّات عن هذه المسألة في العديد من المؤلّفات من أمثال الدّكتورة نوال السّعداوي صاحبة كتاب "الأنثى هي الأصل"، وصولاً إلى كتابات الشّاعرة اللّبنانيّة جمانة حدّاد وكتابها المهمّ هنا وهو "هكذا قتلت شهرزاد"، ولن يغيب عن البال أيضاً جهود سارة كامبل البحثيّة، وإليف شافاق ومذكّراتها "حليب أسود"، ومورين دود وكتابها الإشكاليّ "هل الرّجال ضروريّون؟".
ضمن هذا السّياق من المعرفة الخاصّة والوعي جاء الكتابان، وناقشت فيهما عائشة عودة وضع المرأة في المجتمعات العربيّة ومنها المجتمع الفلسطينيّ، بدءاً من مسألة التّفريق بين الولد والبنت في النّظرة المجتمعيّة، وتفضيل الذّكر على الأنثى، وصولا إلى المشاركة السّياسيّة للمرأة، وتستذكر الكاتبة مواقف كثيرة كان فيها التّمييز ضدّها فقط لكونها "بنتاً"، من مثل محاولة أمّها عدم إكمال تعليمها خارج القرية، لأنّها البنت الوحيدة الّتي ستتابع دراستها في رام الله. (ثمنا للشّمس، ص61)، وتعليق عمّها عليها عندما حصلت على علامات عالية "بس يا خسارة إنّك بنت" (أحلام بالحرّيّة، ص44)، إلى مناقشة أوضاع المرأة الفلسطينيّة في سياق الدّور التّقليدي للمرأة التي يريد المجتمع أن يضعها فيه، وهذه مسألة ليست عربيّة فقط، بل إنّها عالميّة، يأتي دور عائشة عودة وانخراطها وزميلات لها في الثّورة والعمل العسكريّ كسراً لذلك الدّور التّقليديّ، وقد صرّحت بذلك في كثير من المواضع في كتابيها هذين؛ فمن ناحية اجتماعيّة تبيّن الكاتبة النّظرة التّقليديّة من الرّجل للمرأة على خلفيّة انسحاب النّساء من الانتساب للاتحّاد العامّ للمرأة الفلسطينيّة، ولم يكملن أربعا وعشرين ساعة على هذا الانتساب, "في اليوم التّالي، تقاطرت النّسوة واحدة إثر الأخرى إلى بيتنا، طلبن شطب أسمائهن من الاتّحاد. جئن منكسرات، اختفت حيويّة الأمس من الوجوه والعيون. الأسباب كانت متشابهة: أخي، أبي، زوجي، ابن عمّي لا يريد" (أحلام بالحرّيّة، ص117)، ولم تكن هذه النّظرة عند عامّة النّاس فقط، بل تجدها كذلك عند المتعلّمين والمثقّفين، فها هو المحامي أنطوان جاسر، يخاطبها قائلاَ: "ما كان لك أن تزجّي بنفسك في السّياسة وتدخلي السّجن، وكان من الأفضل لك، البقاء في بيتك لتعيشي حياتك مثل باقي الفتيات". (ثمنا للشّمس، ص50)، إنّ الكاتبة عائشة عودة ومعها كلّ كاتبات التّيار النّسويّ المدافع عن حقّ المرأة في الاختيار دون أن يقرّر مصلحتها رجل ما، أو وضعها في دور محدّد تقليديّ، وأنه هو المناسب لها جعلها تقود معركة، ليست سياسة ضد الاحتلال فقط كما تقول، بل أيضا ضدّ "الأفكار الرّجعيّة". (ص51)
إنّ هذا يدفع الكاتبة إلى مناقشة المسألة من جذورها، وتطرح تساؤلاتها حول مفهوم "البنت" و"الولد"، لتتوصّل إلى هذه القناعة "منذ ذلك الحين، سكنني رفض مطلق لمنطق التّمييز ذاك، وتحوّل الرّفض إلى معركة دائمة أديرها بصمت، وبشكل تلقائي بيني وبين المنطق الّذي يجعلني أقل قيمة وأكثر عبئاً من الولد أو الرّجل كوني فتاة". (ص54). وتعبر عائشة عودة في موضع آخر من كتاب "أحلام بالحرّيّة" عن سرّ هذه المعاملة في تمييز الرّجل/ الولد/ الذّكر على المرأة/ البنت/ الأنثى، وذلك في هذا التّوصيف: "إنّ مجتمعنا يستطيع غفران كلّ شيء إلّا أن تفقد الفتاة عذريّتها" (ص120)، ولأنّها أدركت المعادلة منذ طفولتها كما تقول، فقد صاغت حلّها على النّحو الآتي: تحفظ للمجتمع قيمه، وتكسب حرّيّتها. هذه الرّؤيا الّتي تقدّمها الكاتبة لحلّ الإشكاليّة الاجتماعيّة متميّزة في أنّها غير صداميّة مع الأعراف المستقرّة في المجتمع بعكس ما فعلت مثلاً بعض كاتبات التّيّار النّسويّ العربيّات من أمثال جمانة حدّاد الّتي تحدّت المجتمع بعنف وكتبت ونشرت أشعاراً أيروتيكيّة، وأسّست مجلّة "جسد" لهذا الغرض، وأكثر إقناعاً وتفهّماً بكلّ تأكيد ممّا قامت به الدّكتورة نوال السّعداوي في صداميّتها المعروفة مع المجتمع وأخلاقه، فكسبت أعداء كثيرين دون طائل، ودون أن يتزحزح المجتمع عمّا يعتقد أو يؤمن به.
لعلّ اهتمام الكاتبة بموضوع النّسويّة هو الدّافع لها لأن تتعاطف والأسيرات الفلسطينيّات مع السّجّانة "ريّا" الّتي كانت تدير سجن الرّملة ضد عنجهيّة مدير سجن نابلس الّذي هدّد الأسيرات بقوله "أنا لست ريّا" (ص211)، تقول الكاتبة: "والغريب أنّنا وجدنا أنفسنا نتعاطف مع "ريّا" الّتي سخّفها لكونها امرأة". (ص212)
لقد كان إصرار الأسيرات قويّاً على أن يكنّ صاحبات رأي ومسؤولات عن أفعالهنّ دون إملاء من أحد مهما كان، لذلك جاء اعتراضهنّ على رسالة الأسرى الشّباب في سجن غزّة، مفادها أنّه يحظر عليهنّ اللّعب مع الممرّض أو مع أي من حرّاس السّجن، تعلّق الكاتبة على هذه الرّسالة بقولها: "غضبت غضباً ممزوجاً بالقهر. من الّذي أعطى لنفسه الحقّ ليصدر أوامره لنا، كأنّنا قاصرات وبحاجة إلى وصاية؟" (ثمنا للشّمس، ص279-280)، وتسترسل في توضيح موقفها ما يحيل بقوّة إلى وعي نسويّ معارض للوصاية البطريركيّة على المرأة، "أنا الّتي كرهت أنوثتها لأنّ أيّا من الرّجال له الحقّ أن يقرّر أو يصدر أوامره (هكذا) لا لشيء إلّا لكونها أنثى". (ثمنا للشّمس، ص280)، وليس هذا هو الكفاح الوحيد النّمطي الّذي خاضته عائشة عودة لمحاربة النّظرة التّقليديّة للمرأة العربيّة، بل إنّها كافحت المنطق الإسرائيليّ الّذي ثبّت في عقله وتصوّراته صورة نمطيّة للمرأة العربيّة داخل السّجن نفسه من خلال الإصرار على حقّ التّعليم وتجاوز بعض الأسيرات الأمّيّة، فعقدت حلقات التّعليم لهنّ، وكذلك إصرارهنّ على حقّ توفير الكتب داخل السّجن، تقول الكاتبة "أصبح اهتمامنا بالكتب مثار إعجاب وتعجّب، فكيف لفتيات عربيّات أن يكنّ مثقّفات ذلك يتعارض مع الصّورة النّمطية في مخيّلتهم عن المرأة العربيّة الّتي منبعها عنصريّ". (ثمنا للشّمس، ص44). إنّ هذا الوعي سبيل مثاليّ لمكافحة النّظرة السّلبيّة، وقد أشارت إليه أيضاً على سبيل المثال الشّاعرة جمانة حدّاد في كتابها "هكذا قتلت شهرزاد" في إقبالها على قراءة الكتب الممنوعة الّتي لا تتوافق قراءتها والنّظرة التّقليديّة للمرأة، كما جاء في حديثها عن قراءتها لكتب الماركيز دو ساد وكيف أثرت تلك القراءات في نقلها من حال إلى حال.
لم تكن تلك كلّ أفكار الكاتبة عائشة عودة في كتابيها "أحلام بالحرّيّة" و"ثمناَ للشّمس"، بل على المرء الإشارة إلى ما يختزنه الكتابان من جهد توثيقيّ، يعدّ شاهدا على المعاناة نفسها، وقد تجاوزت الحديث عنها؛ نظراَ لكثرة من تناول هذه القضايا في كلّ ما كتب عن أدب السّجون أو ما كتب عن الكاتبة وكتابيها، ولم يكن الكتابان وثيقة على المعاناة فقط، بل إنّها أيضاَ جهد فكريّ يكشف عن طبيعة الحياة الفلسطينيّة الاجتماعيّة والتّربويّة والسّياسيّة، ولم تغفل الكاتبة الحديث أيضاَ عن الآخر الإسرائيلي والكشف عن عنجهيّته وأنماط تفكيره في التّعامل مع العرب والفلسطينيّين، كما بيّنت الكاتبة وجهة نظرها في قضايا سياسيّة وثقافيّة كبرى، وعلاقات الفلسطينيّين مع غيرهم من الأجانب ودعمهم للقضيّة الفلسطينيّة وحقّهم المشروع في الحرّيّة، وحوار الآخر، وتوضيح ما يعاني منه الإسرائيليّون أنفسهم من سوء فهم لنضالات الشّعب الفلسطينيّ. إنّهما بالمجمل كتابان سياسيّان مفتوحا الآفاق على كثير من الأفكار الّتي لا ينتهي منها الحديث، ما دمنا شعباَ يرزح تحت الاحتلال، محروماَ من حقوقه المكفولة في كلّ الشّرائع والقوانين.